كتاب وادباء

مؤتمر الهمبكة الاقتصادى……….

مؤتمر الهمبكة الاقتصادى……….

بقلم الكاتب

حاتم غريب

حاتم غريب —————————-

ليس هناك مواطن مصرى حر شريف لايتمنى الخير لبلده وما أكثرهم والحمد لله…..ولكن ممن ولصالح من بالامس انعقد مؤتمر الهمبكه لدعم وتنمية مصر وبدا للمغفلين ان المردود والعائد منه كان طيبا ويبشر بخير لكن الواقع يعكس غير ذلك تماما فليس معنى انهم جمعوا اثنى عشر مليار دولار منهم ثلاثة قروض تودع بالبنك المركزى والتسعة الباقية يتم ضخها كأستثمار يشرف عليها ويراقبها الدول الداعمة (الكويت والامارات والسعودية ) عن طريق صناديق التنمية التابعة لهم ولايعنى كل ذلك ان مشكلة انهيار الاقتصاد المصرى قد حلت او انها سوف تحل على المدى القريب فليس هناك خطة واضحة شفافة وصادقة تسير عليها الدولة لحل تلك المشكلة العضال التى تعانى منها مصر منذ عقود طويلة ومرت على عدة رؤساء من العسكر لم يستطع احدهم وضع خطة علمية مدروسة حتى لو كانت طويلة الاجل للخروج من عنق الزجاجة الذى ظل يضيق شيئا فشيئا حتى اقترب من الانسداد واصبح البحث عن مخرج شيئا عسيرا.

كان من المفترض على هؤلاء الذين يمسكون بزمام الامور فى مصر الان ان تكون لهم رؤية واقعية نحو النهوض بمصر والخروج بها من كبوتها التى حلت عليها بقدومهم فالقروض والمنح التى تاتينا من الخارج خاصة الدول الداعمة للانقلاب العسكرى لن تضع حلا للمشكلة مالم توجه توجيها صحيحا ويستفيد منها المجتمع مباشرة وعلى ارض الواقع وليس بالاحلام والاوهام التى لاتغنى ولاتثمن من جوع.

فان كانوا يريدون استثمارا حقيقيا وواقعيا فالاولى بهم توجيه الاهتمام لمستثمر الداخل واعنى ذلك المستثمر المصرى الصغير فهذا هو الاستثمار الحقيقى الجاد الذى يدفع عجلة التقدم الاقتصادى الى الامام ويقضى نهائيا على مشكلة البطالة التى استفحلت داخل المجتمع واصبحت ورما سرطانيا يمكن ان يقضى عليه فمن الاولى منح هذا القطاع العريض من الشباب قروض ميسرة دون قيد او شرط واعطائهم كافة التسهيلات لتاسيس مشروعات اقتصادية متوسطة وصغيرة الحجم فهذه المشروعات غالبا ماتكون حجر الاساس لبناء اقتصاد متقدم حتى ولو كان على المدى الطويل الا انه قد يؤتى ثماره على المدى القصير ايضا.

ولتحقيق هذه الطفرة الاقتصادية لابد من اجراء مراجعة شاملة للبنى التحتية والفوقية لتمهيد الارض لبناء هذه القاعدة الاقتصادية فبدون ذلك سنبدو وكأننا نبنى سرحا فى الهواء وهذا لايفيد المستثمر الوطنى فحسب بل ايضا يشجع المستثمر الاجنبى ويكون عامل جذب له على المجىء وضخ امواله واستثمارها داخل الدولة..فالاستثمار يحتاج الى ارض ممهدة واعنى بذلك عوامل الجذب والاستجلاب فهو ليس مغامرة بل يقوم على حسابات ودراسات جدوى فالمستثمر يضع حسابات الربح دائما قبل الخسارة ولايمكن ان يلقى بامواله الى التهلكة فلامجال هنا للعاطفة بل للعقل.

اذا كيف يأتى المستثمر فى بلد يعانى من عوامل الجذب….لاطاقة بانواعها (كهرباء وغاز ) ولاشبكة طرق ممهدة حديثة…لا امن….لاسياسة مستقرة…لاقضاء عادل…حتى لو كان هناك قوانين وتشريعات تقدم تنازلات جمركية وضريبية بل ووطنية قد تكون ضد الامن القومى كما فعل الجاهل الجهول القابع على انفاس مصر الان فهذا لن يكفى وحده دون توافر العوامل السابقة اضف الى وجود عوامل طرد كانتشار الفساد الادارى والبيروقراطية البطيئة وعدم توافر الايدى العاملة المدربة فالمستثمر لاياتى لكى يدرب ويعلم بل ليعمل وينتج ويربح وهذا هو المقصد الحقيقى للاستثمار.

هناك ايضا قطاعات هامة تستحق من الدولة ان تضخ فيها استثمارات ضخمة لان مردودها فى النهاية سيعود بنفع كبير وعظيم على الاقتصاد الا وهو قطاع التعليم والصحة فلن يقام اقتصاد قوى على عامل جاهل ومريض معتل فمعظم الدول التى حققت نموا اقتصاديا اعتمدت اكثر فى بدايات نموها الاقتصادى على هذين القطاعين وليس النموزج الماليزى والتركى ببعيد عنا والحاصل ان غالبية الايدى العاملة المصرية تفتقد الى التدريب والمهارة التى تؤهلها لسوق العمل سواء الداخلى او الخارجى ليس هذا فحسب بل ان المواطن المصرى هو اكثر الافراد معاناة من الامراض الخطيرة مثل فيروس سى والفشل الكلوى والسرطان والاكتئاب النفسى بسبب الاغذية الفاسدة التى يتغذى عليها والمشكلات الاجتماعية الخطيرة التى يعانى منها.

واخيرا لايجب ان نتفائل كثيرا او نسرف فى التفاؤل من هذا المؤتمر فهو دعم سياسى للانقلاب اكثر منه دعم اقتصادى يعود بالنفع على مصر والمصريين فقد تعودنا الكذب والخداع من العسكر دائما……وربما يصبح هذا المؤتمر فنكوشا اخر…./حاتم غريب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى