آخر الأخبارمقالات إضافية

ماذا لو كان كورونا طليعة جيشنا !؟

المحلل السياسي والخبير الاستراتيجي الجزائرى

رضا بودراع

عضو مؤسس فى منظمة اعلاميون حول العالم

رغم كل ما نراه من فزع يا رفاق انا متفائل جدا
كنا سنخرج من التاريخ الى الابد
لولا ان الله ارسل كورونا.

حتى مع سقوط امريكا مثلا وتخلخل العالم ..سقوطها كقوة سياخذ وقتا ليس بالقصير الا بامر كوني مدمر
ومع الاسف نحن في اسفل دركات المنظومة المهيمنة وعلينا مدار الهيمنة ووطأتها
وفوقنا دول منكسرة بعد الحربين العالميتين يعني انها لازالت تملك اسباب القوة الخشنة
ودول تحاول الرجوع كروسيا
ودول تستميت كفرنسا
ودول تحلم بالارث القطبي كبريطانيا متحالفة مع امريكا
او الصين التي تريد ميراث القطب الامريكي وتوظيفه بنفسه كمنصة عبور لذلك
الاشكال الكبير كان كالتالي
حتى لو حدثت حروب بينهم وهذا ما يميز طبيعة العالم المعاصر وتشكله (ولا يعرفون غير ذلك الحقيقة )
اقول حتى لو تقاتلوا ففي النهاية سيصلون الى منصة تفاهم تشبه محطة واستفاليا١٦٤٨ او باريس ١٨١٥ او يالطا ١٩٤٥
ولاحظوا اننا في كل تلك المحطات الكبرى في تغير موازين القوى الدولية كنا كأمة الاسلام خارج التاريخ تماما
بل كنا عبيدا اما نساق كمستعمرات في حروبهم بوعود كاذبة
او ينصب علينا بتحالفات زائفة سرعان ما ينقلبوا علينا
وكنا كل مرة نباع في سوق النخاسة الدولية و بإجراءات استلام وتسليم
وفق تفاهمات بين الاقوياء المنتصرين لا نكتشف بنودها الا بعد قرن من الزمان
كسياكس بيكو
لقد كنا متجهين الى نفس السيناريو مع ما كان سيحدث بين الصين والكتلة الانكلوسكسونية (امريكا وبريطانيا ومن في فلكهما) من جهة
و بين روسيا التي تريد ابتلاع اوروبا بمشروعها الاوراسي من جهة اخرى
والصراع الدولي على افريقيا من جهة ثالثة
ورابعا الصراع في المساحات المائية وطرق التجارة البحرية
كل ذلك كان سيحدث ونحن مفعول بنا فعلا مطلقا لانملك حولا ولا قوة
ثم جاءت صفقة القرن المذلة فأرسل الله عليهم ذات القرون فيروس كورونا
فقطع اوصالهم ومزقهم كل ممزق
واستهدف قوتهم المالية و العسكرية
بل و طال اخطر ما يملكون كتلتهم البشرية في ذاتها
وقد يكسبنا هذا من سنة الى ثلاث سنوات حيوية لأي حالة ابعاث حضاري لأمتنا ولو مجزأة في بعض اقطارها

يبقى التحدي الان ومشكلتنا العميقة في هذه الانظمة البائسة
لايزالون جاثمين على صدور الناس حتى يكونوا جثثا هامدة متعفنة
فلا الشعوب استطاعت تغييرهم و لا تمكنت من تحييدهم
انها معضلة حقيقية قد تفوت علينا لحظة الحياة والتحرر
مازال عندنا وقت
لكن ماذا لو كانت وظيفتهم الاساسية تضييع الفرص التاريخية
هذه اشكالية اصبحت تطرح نفسها على كل جيل مع الاسف
ولازلنا لا نناقش المعضلة من جذورها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى