كتاب وادباء

ماهكذا تستقيم الحياة…..ياصديقى………

  • ماهكذا تستقيم الحياة…..ياصديقى………

    بقلم الكاتب والمحلل السياسى

    حاتم غريب

    حاتم غريب —————————————

    صديقى هذا دأب فى الاونة

    الاخيرة على مهاجمة التيار الاسلامى بشدة ويجارى هؤلاء الذين يصفونه بالارهاب وبالطبع أصحابه ومن ينتمون اليه ارهابيين ويتمنى اختفائهم حتى تستقر الامور السياسية على حد زعمه وضرب مثلا بالحروب الدينية التى جرت فى اوروبا فى بدايات القرن الخامس عشر والسادس عشر وهى مقارنة بالطبع فى غير محلها ولايجب على الاطلاق مقارنة ماكان يحدث فى اوروبا فى ذاك الوقت ومايحدث فى عالمنا العربى والاسلامى وعلى وجه الخصوص مايحدث فى مصر الان فهناك فارق كبير بين الاسلام والمسيحية كما هو الفارق بين الانجيل والقرأن ولست هنا بمعرض الحديث باستفاضة عن هذه الفروقات ولكنى اتحدث هنا كمسلم يعرف قدرا لابأس به من امور دينه ودنياه ويرى انك أخطأت كل الخطأ فى مهاجمتك لتلك التيارات والتى تعتبرها انت ومن يحملون نفس افكارك تيارات وماهم كذلك فهم اناس وهنا اتحدث عن الصفوة خلقا وعلما هم أصحاب فكر وعلم ومنهج أصلاحى نابع من الدين الحق وليس من أفكار غربية توافدت علينا على مر العصور والازمنه اما من خلال الاستعمار او من خلال البعثات التعليمية للعالم الغربى ومن خلال ذلك تأثر الكثيرين بتلك الافكار البعيدة كل البعد عن المنهج الاسلامى ومنهم من لديه قدر كبير من الوعى والدين فرفض تلك الافكار التى هى فى النهاية افكار معادية للاسلام والمسلمين فكان العلمانيين والليبراليين واليساريين والشيوعيين وكلها افكار واتجاهات تسير عكس مايدعو اليه الاسلام…فالاسلام كما تعلم ان كنت تعلم ياصديقى ليس دين للاخرة فقط انما هو دين حياة ايضا ومن أعظم الاديان التى وضعت نظاما حياتيا راقيا يليق بالانسان الذى كرمه الخالق عز وجل ونفخ فيه من روحه فالاسلام لم يهن الانسان بل حافظ على كرامته وكيانه ونظم له حياته الاجتماعية والاقتصاديه بل والسياسية ايضا فهو كل متكامل لايتجزء ولايجب على الاطلاق ان نأخذ بعضه ونستبعد البعض الاخر.

    اما الفكر الغربى والذى تستمد منه انتمائك كاليبرالى رغم ان الليبرالية فى مضمونها تعنى الحرية والديموقراطية وتداول السلطة وعدم الاحتكار ربما تكون كلها مضامين سامية ومع ذلك ابتعدتم كل البعد عنها…..لكن كل ذلك لايعفى ان الفكر الغربى المسيحى يختلف كل الاختلاف عن الفكر الاسلامى ولاوجه للمقارنة على الاطلاق لان المقارنة فى النهاية ستكون للفكر الاسلامى جملة وتفصيلا وماحدث فى اوروبا انما يدل على وحشية هذا الفكر وتطرفه سيما محاكم التفتيش التى كانت سببا فى المجازر التى وقعت للمسلمين على يد المسيحيين الغربيين وكانت الكنيسة تعين الملوك الذين كانوا يحكمون بحاكمية أطلق عليها وقتها ظل الله فى الارض او قانون الحق الالهى هكذا كان الغرب الذى تعتنق فكره وتطالب بمحو الفكر الاسلامى او من يحملون هذا الفكر على عاتقهم لنشره والدعوة اليه للاجيال الحالية والقادمة.

    واراك قد تناولت فى معرض اقوالك بانك تفضل ديكتاتورية العسكر اهون من حكم يؤيده اشخاصا يظنون ان الاسلام فى حاجة لهم بهذه الكلمات أفصحت عن مكنون صدرك وقلبك عن كراهية شديدة لهؤلاء الذين يريدون ان يحكمون بما انزل الله وليس بما اتى به الغرب من افكار هى فى حقيقتها الحادية وتدعوا الى تحلل المجتمع وذوبانه فى بحر من الانحراف والتحرر اللااخلاقى الذى يؤدى فى النهاية الى نشر الفساد والانحلال والسقوط ليس هذا فحسب بل سيطرة السلطة ورأس المال على مقادير ومقدرات الشعوب التى تضعف مع الوقت نتيجة القمع والذل والفقر والجهل الذى تعانى منه من تلك الطبقة الحاكمة التى تحكم بفكر علمانى على عكس من كان يريد ان يحكم بمبادىء واخلاق الاسلام التى تساوى فى المعاملة بين كافة افراد المجتمع وتحفظ كرامة الانسان وحريته وتكفل له حياة كريمة يجد فيها كل مجتهد نصيبه لاا ان تكون السلطة والمال ورغد العيش لقلة تحكم المجتمع بقوة السلاح والاستبداد.

    فلماذا اذا ياصديقى تفضل الديكتاتورية والاستبداد والظلم عن الحرية والعدل والمساواة بزعم ان من ينتمون الى التيار الاسلامى اذا حكموا سيعلنوها حربا شعواء على افراد المجتمع واجبارهم على فعل اشياء لايريدون فعلها ومن قال ذلك فماهى الا خرافات من بنات افكارك ولاصحة لها على الاطلاق ربما يكون كرهك وعدائك الشديد لهذا التيار هو مادفعك لقول ذلك رغم مافيه من جور واجحاف شديد وظلم بين فاذا لم تحكم مصر بمن يتحلون بالدين والاخلاق والعلم فبمن تحكم بالعلمانيين الفجرة والليبراليين الذى تخلوا عن مبادئهم وأصبحوا أصحاب هوى دينى وفكرى وعقائدى يبغون الفساد فى الارض لا الاصلاح.

    ياصديقى اعد التفكير مرة اخرى فيما ادعيته وقلته وعد الى صوابك فلن ينفعك ديكتاتور ولاطاغية ولامفسد يوم ان تقف بين يدى الله وتسأل عن كل شىء حتى افكارك التى كنت تعتنقها وتريد للاخرين ان يسيروا عليها رغم تطرفها وعدم توافقها مع الدين والشرع وان ماتدعوا اليه ينم عن عنصرية فجة فكيف تدعوا الى القضاء على فصيل اساسى ورئيسى فى المجتمع هو بمثابة رمانة الميزان له ضد الافكار العلمانية الليبرالية اليسارية الشيوعية المتطرفه والتى تذهب بمصر الى منعطف خطير سوف تظهر اثاره فى القريب العاجل……./حاتم غريب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى