الأرشيفكتاب وادباء

((ما أصعبَ أن تكون في هذا الزمان إمامًا))

من روائع الكاتب
الدكتور محمد البر
وبخاصةٍ إن عايشْتَ السفاهةَ المعاصرة، وخالَطْتَ جهالةَ المعاصرين الهادرة، وامتلأت الساحةُ بنفوسٍ أبتْ إلا أن تكون في الغيِّ سادرة، بلا فرقٍ بين مَن كان منها من الرياض أو باريس أو نيويورك، أو حتى القاهرة، فما أصعب أن تكون في هذا الزمان إمامًا، ترجو النجاة لأمةٍ، أبت أن تستيقظ إلا على وقْعِ السَّاهِرة.
ما أصعب أن تكون في هذا الزمان إمامًا:
تقاوم الجهلَ بعزمٍ لا يلين، وتنشر العلمَ وتهدي الحائرين، وترفع في الحياة لواء المرسلين، في وسط قومٍ عزَّ عندهم كل شيءٍ سوى الحقِّ والدين، ونالوهما بأبشع الألفاظ والقولِ المشين، فما أصعب أن تكون في هذا الزمان إمامًا، ترجو رحمةً وهدًى لقومٍ غافلين.
ما أصعب أن تكون في هذا الزمان إمامًا:
ترفض الظلمَ وتأبى الخنوع، ولا تحني الصُّلبَ إلا لربك في الركوع، وتوقِظ الحرية النائمةَ في الأفراد وبين الجموع، وتدعو مَن سار في رِكابِ الظلم يومًا للرجوع، في وسط قومٍ، باعوا العزةَ والكرامةَ، وآثروا عليها الجوع، وما لم يؤوبوا إلى رشدهم، فستكون الدماء بديلا للدموع.
ما أصعب أن تكون في هذا الزمان إمامًا:
ولكني لأمر الله صابر، وعلى درب المرسلين والنبيين والمصلحين سائر، وسأبني للحقِّ والحريةِ العمائرَ والمنائرَ، وسأصدح بالحقِّ دوْمًا فوق كل المنابر، فمن شاء فليؤمن، ومن شاء فليبقَ مقيمًا على الصغائر والكبائر، فإن النصرَ للمؤمنين وعدٌ آكدٌ، وعلى الباغِي تدور الدوائر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى