تقارير وملفات إضافية

ما هي أدلة ترامب السرية التي بررت اغتيال سليماني ولماذا دهش أعضاء الكونغرس عند اطلاعهم عليها؟

هل هناك دليل حقيقي أن قاسم سليماني يمثل تهديداً وشيكاً على أمريكا يستدعي اغتياله كما قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وهل تراجع هذا الخطر المحتمل بعد اغتيال سليماني أم تزايدت التهديدات على مصالح واشنطن.  

ويواصل كبار مسؤولي الأمن القومي في الولايات المتحدة الدفاع عن ادعاء إدارة الرئيس الأمريكي ترامب بأنها قتلت القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني رداً على تهديدٍ وشيك على أرواح مواطنين أمريكيين.

لكنَّ عدم تقديم أدلة كافية على ذلك للمُشرِّعين الأمريكيين والشعب الأمريكي يُثير شكوكاً مستمرة حول ما إذا كانت عملية الاغتيال مُبرَّرة بالفعل، حسب ما ورد في تقرير لشبكة CNN الأمريكية.

وقد ذكر ترامب ووزير خارجيته مايك بومبيو وبعض كبار المسؤولين العسكريين تبريراتٍ مماثلة لاستهداف سليماني، مشيرين إلى تهديدٍ «وشيك» كامن في خططٍ وضعها سليماني لتنفيذ ما وصفه مارك ميلي، رئيس أركان الجيش الأمريكي، بـ»حملة عنف كبيرة» ضد الولايات المتحدة في الأيام أو الأسابيع أو الأشهر المقبلة.

لكنَّ الأيام الأخيرة شهدت تساؤلاتٍ مستمرة حول مدى اقتراب تنفيذ هذه الهجمات الإيرانية المزعومة، وما إذا كانت الإدارة قد فكَّرت ملياً في تداعيات تنفيذ ضربةٍ كهذه ضد سليماني، وما إذا كان الترخيص الرئاسي باستخدام تلك القوة المميتة قد قام على أساسٍ قانوني مُناسب.

فهناك جانب مقلق لهذا القرار، حسبما ورد في تقرير لموقع Responsible Statecraft الأمريكي.

فقد ترك الكونغرس في الظلام، ويبدو أن الإدارة تكذب بشأن المعلومات الاستخباراتية التي استخدموها لتبرير العملية.

إذ أقرّ مصدرٌ جمهوري في الكونغرس، مُطّلعٌ على قرار الإدارة بضرب سليماني، بأنّ الرئيس «كان مُتردّداً في تنفيذ عملٍ عسكري» في الماضي ضد إيران. 

لكن مقتل مقاولٍ أمريكي، وجرح آخرين، واحتجاجات السفارة لاحقاً «تعدّت كل خطوطه الحمراء» في هذه الحالة. كما أوضح له مستشاروه أنّه في حال «لم يرُدّ الآن؛ فستواصل إيران تعدّيها للخطوط الحمراء».

وأضاف المصدر: «أنا واثقٌ للغاية أنّه لم يتردّد هذه المرة». وأضاف أنّ ترامب حين يتجهّز للتحرُّك، «فلن يستطيع أحدٌ التصعيد أكثر منه».

وتحدّثت شبكة CNN الأمريكية سابقاً عن وجود نقاشٍ داخلي، ونشاطٍ خلف الكواليس، من أجل تطوير حجةٍ قانونية قبل تنفيذ العملية.

لم تُقدّم الولايات المتحدة تفاصيل كافية حول تلك التهديدات التي شكلها سليماني، وفشلت في تحديد الأسس القانونية للعملية بوضوح.

إذ فشلت الإدارة في ربط الأحداث بطريقةٍ تُوفّر صورةً واضحة عن التهديد الوشيك، الذي تشوّشت حجته في أعقاب الرسائل غير المتناسقة للمسؤولين الأمريكيين.

لكن الأمر الذي اتضّح مع مرور الوقت هو أنّ عملية القضاء على سليماني لم تُنفّذ لمجرد أنّ الفرصة الذهبية سنحت باستهداف قائد فيلق القدس، بعكس المهمات التي قتلت أسامة بن لادن وزعيم داعش أبوبكر البغدادي.

وظهرت مزيدٌ من المعلومات في هذا الصدد.

إذ صرّح مصدرٌ مُطّلعٌ على آخر المعلومات الاستخباراتية لشبكة CNN بأنّ هناك معلومات كشفت أنّ صواريخ الأرض-جو الإيرانية، وغيرها من الأسلحة العسكرية التي تراقبها الولايات المتحدة، كانت تتحرّك في اتّجاه قاعدتين جويتين أمريكيتين على الأقل قبل الضربة -إلى جانب السفارات الأمريكية في المنطقة.

علاوةً على أنّ المصدر قال إنّ الوضع كان مختلفاً، لأنّ الولايات المتحدة علمت مسبقاً بخططه لقتل الأمريكيين، ولأن سبب عدم قتله في الماضي اختفى الآن -إذ كانوا يخشون أنّ قتله قد يدفع بالحرس الثوري الإيراني إلى استهداف الأمريكيين تحديداً.

وأوضح مستشار الأمن القومي روبرت أوبراين يوم الجمعة، الثالث من يناير/كانون الثاني، أنّ الضربة نُفِّذَت مدفوعةً بمعلومات استخباراتية تتعلّق بتحركات سليماني -إلى جانب الهجمات المتواصلة التي كان يُخطّط لها ضد الدبلوماسيين والعسكريين الأمريكيين.

إذ قال: «كان سليماني يُسافر في مختلف أنحاء الشرق الأوسط،. وكان قد وصل للتو للعراق قادماً من دمشق، حيث كان يُخطّط لهجماتٍ ضد الجنود والطيارين ومشاة البحرية والبحارة الأمريكيين، وضد دبلوماسيينا. لذا كانت هذه الضربة تستهدف تعطيل الهجمات المستمرة التي كان يُخطّط لها سليماني، وردع الهجمات الإيرانية المستقبلية ضد الأمريكيين، سواءً عبر وكلائهم أو من خلال فيلق القدس مباشرةً. وكما قال الرئيس ترامب اليوم: اتّخذنا هذا التحرّك لوقف الحرب، وليس بدئها».

وحين سُئِلَ رئيس الأركان الأمريكي مارك ميلي يوم الجمعة حول ما إذا كان التهديد «وشيكاً» بالفعل، قال: «بالتأكيد»، ولكنّه أوضح أنّ إطاره الزمني كان يتراوح بين أيامٍ وأسابيع.

وحذّر كذلك من أنّ الهجمات قد تقع بالفعل، مما يعني أنّ التهديد لم ينته بقتل سليماني.

وحين سُئِلَ مصدرٌ جمهوري في الكونغرس حول حقيقة وجود معلومات استخباراتية بشأن هجماتٍ وشيكة، قال إنّه «لا شك في أنّه كان هناك من أجل التخطيط لهجمات ضد الولايات المتحدة»، وهو يقصد سليماني هنا.

قال بعض المشرعين الأمريكيين إنّ المعلومات التي قُدِّمت سراً الأسبوع الماضي لم ترسم صورةً كاملة، مما يُثير المزيد من التساؤلات حول ما إذا كانت التهديدات التي استشهدت بها الإدارة تستوفي المعايير القانونية لاعتبارها «وشيكة».

في حين قال مصدرٌ ديمقراطي، أُطلِعَ على المسألة من جانب مسؤولي الإدارة يوم الجمعة، إنّ المعلومات المتوافرة «ليست مقنعة على الإطلاق» في إثبات وجود تهديدٍ وشيك، وقد أعرب المشرعون الديمقراطيون عن مخاوف مُشابهة.

وفي مقابلةٍ مع شبكة CNN يوم الجمعة، قال السيناتور توم أودال (الديمقراطي من ولاية نيومكسيكو) أكثر من مرة إنّه لا يُصدّق وجود هجومٍ وشيك على الولايات المتحدة، كما قال الرئيس ترامب وغيره من كبار مسؤولي الإدارة.

إذ أوضح أودال: «أُطلِعَ فريقي من جانب عددٍ من الأشخاص الذين يُمثِّلون مختلف وكالات الحكومة الأمريكية، وخرجوا دون شعورٍ بوجود أي دليلٍ على هجومٍ وشيك»، مُضيفاً أنّ الرئيس قال إنّه كان هناك هجوم وشيك لمجرد تبرير قتل سليماني.

لكن الجيش الأمريكي لا يزال مرتاحاً لفكرة وصف خطة سليماني المحتملة بالوشيكة، بحسب تصريحات مسؤولٍ دفاعي أمريكي لشبكة CNN يوم السبت الرابع من يناير/كانون الثاني.

إذ قال المسؤول: «يعتمد الأمر بالكامل على ما يُمكن وصفه بالوشيك. ولكنّنا نعتقد أنّ التهديد كان في مراحله الأخيرة قبل الأمر بتنفيذ الهجمات، حين زار بيروت ودمشق في الأيام الأخيرة قبل مقتله».

وأردف المسؤول أنّهم لا يمتلكون أدلةً قاطعة تفصيلية حول كل شيءٍ كان يُحاول تنفيذه، رغم أنّهم لا يزالون مقتنعين بأنّ المعلومات الاستخباراتية بيّنت تخطيط سليماني لعددٍ من الهجمات في أماكن مختلفة.

وعلى نحوٍ مُنفصل، تحدّث مسؤولٌ دفاعيٌ بارز لشبكة CNN حول عددٍ من المؤشرات الاستخباراتية الدالة على أنّه كان مستمراً في التخطيط للهجمات. وجاءت اللحظة الفارقة حين قُتِلَ مقاولٌ أمريكي الأسبوع الماضي، بحسب المسؤول البارز. 

وأضاف المصدر الجمهوري في الكونغرس: «ربما لم تكُن المعلومات الاستخباراتية جديدةً حول تخطيطه» لهجمات مثل الماضي، لكن الأمر كان مختلفاً هذه المرة لأنّ مواطناً أمريكياً قُتِل.

وصرّح مسؤولٌ أمريكي آخر بتحفُّظ قائلاً إنّ التهديد الذي فرضته الهجمات، التي اتُّهِمَ سليماني بالتخطيط لها، كان «وشيكاً للغاية».

وحين سُئِلَ حول ما إذا كان يجب أن يبقى سليماني على قيد الحياة، حتى تُنفّذ تلك التهديدات بنفس الطريقة التي خطّط لها، أضاف المسؤول إنّ موته «سيُغيِّر كل شيء».

فضلاً عن أنّ تأكيد ترامب على أنّ الضربة كانت تستهدف «تجنُّب الحرب«، ومزاعم مسؤولي الإدارة بأنّ العملية كان غرضها وقف التصعيدات، أثار المزيد من الالتباس. لكنّ أحد المصادر المطّلعة على فكر الإدارة قال لشبكة CNN إنّ تلك التعليقات تُوفِّر نظرةً على النوايا الكامنة وراء الهجوم.

وأضاف ذلك المصدر أنّ حجة استهداف سليماني، بدلاً من الأهداف الإيرانية الأخرى، تتمحور حول فكرة أنّها خطوةٌ استباقية تهدف إلى وقف تصعيد الموقف عن طريق ردع أي خطط للهجوم على السفارات والقواعد الأمريكية.

والسبب وراء ذلك بحسب المصدر هو أنّه في حال قصفت إيران قاعدةً أو سفارة أمريكية، فسيُؤدّي ذلك إلى رد فعلٍ عسكري أمريكي على نطاقٍ واسع. لذا فهم يأملون أنّ قتل سليماني سيدفع بالإيرانيين إلى تغيير سلوكهم.

لكن هذا المنطق قد يتضارب مع هدف الإدارة الحقيقي لإعادة إرساء استراتيجية ردع إيران -وهي الخطوة التي لطالما قال مسؤولو الأمن القومي إنّها ضرورية، ولكنّها لا تُوفّر بالضرورة دليلاً على هجومٍ وشيك، وهو الأمر الذي يُلزَم به الرئيس قانوناً من أجل التصريح باستخدام القوة المميتة.

وأثار مسؤولٌ أمريكيٌ آخر تساؤلات حول دوافع الضربة، بعد أن أفاد بأنّ التصريح الرئاسي على هذا المستوى -واللجوء إلى الخيار الاستباقي- جاء في أعقاب فشل محاولات الضغط المكثّف في تغيير نمط السلوك الإيراني.

ويبدو أنّ مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية السابق ديفيد بتريوس خلص هو الآخر إلى أنّ الغرض من الضربة كان الردع، خلال مقابلةٍ مع مجلة Foreign Policy الأمريكية مؤخراً.

إذ قال: «يبدو أنّ السبب هو إظهار أنّ الولايات المتحدة لن تسمح باستمرار العنف مطلقاً -أي قصف القواعد وقتل مقاولٍ أمريكي والهجوم على السفن والطائرات بدون طيار غير المسلحة-، دون ردٍ قوي.

وتساءل الكثيرون حول ما إذا كان ردع الولايات المتحدة قد تراجع بعض الشيء، نتيجة الضعف النسبي للردود الأمريكية على التجاوزات السابقة. ومن الواضح أنّ هذا الردع له أهميةٌ أكبر بكثير. ولا شكّ أنّه كان في الوقت ذاته تحرُّكاً دفاعياً، بحسب بيان وزارة الدفاع، نظراً للخطط والاحتماليات المعروفة التي سافر سليماني إلى العراق من أجل نقاشها والموافقة عليها».

لكن تعليق بتريوس، الذي استشهد بتأكّيد البنتاغون على أنّ الضربة كانت دفاعية، يُثبت الالتباس الناجم عن تغيُّر مبررات الإدارة القانونية للعملية وفشلها في تفسير تعريفها لوصف «الوشيك».

كما صرّح السيناتور كريس فان هولن (الديمقراطي من ماريلاند) لشبكة CNN بأنّ أحد ممثليه أُطلِع على المسألة يوم الجمعة، وأردف أنّ «ما قيل يومها لم يُغيّر رأيي في أنّ ذلك التصعيد كان غير ضروري بالنسبة للموقف في العراق وإيران».

وأضاف فان هولن: «لا أستطيع أن أُخبركم بما قيل، ولكن يُمكنني أن أقول إنّني لا أملك أي معلومات إضافية لدعم مزاعم الإدارة بوجود هجومٍ وشيك على مواطنين أمريكيين».

ويُعَدُّ أمر ترامب بقتل سليماني مُثيراً للقلق من عدة جوانب.

إذ اعتُبِر الاغتيال عملاً حربياً في إيران، مما وحّد كافة الفصائل السياسية المتنازعة بعد حملة قمعٍ وحشية ضد المحتجين في نوفمبر/تشرين الثاني. والآن، تعيش القوات الأمريكية في حالة تأهب قصوى بطول المنطقة، مع تنبُّؤ الكثيرين بأعمالٍ انتقامية إيرانية مُحتملة، مما يُخاطر بتعميق دوامة التصعيد أكثر لدرجةٍ قد لا يُمكن تفاديها.

علاوةً على أنّ التقارير تُشير إلى تباهي ترامب بالأمر أمام ضيوفه في مارالاغو طوال أيام، في حين لم يعلم قادة الكونغرس شيئاً عن الضربة.

وذكر موقع The Daily Beast أنّ ترامب أخبر العديد من ضيوفه في مارالاغو، قبل الضربة بأيام، أنّه «يعمل على توجيه ردٍ كبير للنظام الإيراني، وأنّهم سيسمعون أو يقرأون عنه قريباً جداً»، مع زعمه أنّه تواصل مع فريقه للأمن القومي من أجل «استكشاف خيارات عمل عدواني يُمكن تنفيذه سريعاً».

وفي حال كان ذلك صحيحاً؛ فهو يُقوّض القناعة بوجود تهديدٍ وشيك من إيران، وأنّ بالإمكان القضاء عليه بقتل سليماني. وبدلاً من ذلك، يُمكن اعتبار الأمر استفزازاً محسوب العواقب، وتصعيداً متهوّراً للتوتّرات عجز ترامب عن التريّث قبل التبجُّح بشأنه.

وتُؤكّد التقارير اللاحقة أنّ التفكير في الضربة كان قائماً لعدة أيام، مما يطرح تساؤلات حول رواية الإدارة وقانونيتها. فبحسب صحيفة Los Angeles Times، فاجأ ترامب فريقه للأمن القومي حين اختار ضرب سليماني من بين قائمة من الإجراءات المُقترحة في أعقاب الاشتباكات مع الميليشيات الشيعية العراقية، والتي أسفرت عن مصرع مقاولٍ مدني أمريكي وعددٍ من أفراد الميليشيات. وكان القرار «مدفوعاً جزئياً من قبل المُتشدّدين ضد إيران في صفوف مستشاريه»، مما حرّك جهوداً مُستعرة لتحديد موقع سليماني وتنفيذ الأمر.

وعلى نحوٍ مُماثل، ذكرت صحيفة The Washington Post الأمريكية أنّ قرار الضرب اتُّخِذَ يوم الأحد، حين ذكّر المسؤولون ترامب بأنّه لم يرد على الاستفزازات السابقة التي شملت إسقاط إيران لطائرة أمريكية بدون طيار، مما حفّزه على القرار المتهوّر. 

ويبدو أنّ ترامب اقتنع بحججهم، وفقاً للتقارير، إذ كان «يشعر بالإحباط لأنّ تفاصيل مداولاته الداخلية تسرّبت، وشعر أنّه يبدو ضعيفاً» بحسب المسؤولين.

وفي النهاية، يرى اثنان من المسؤولين الأمريكيين الذين أُطلِعوا على المسألة أنّ الأدلة الفعلية وراء المعلومات الاستخباراتية «ضعيفةٌ للغاية». 

إذ ذكرت روكميني كاليماشي من صحيفة New York Times أنّ المعلومات الاستخباراتية شملت عادات سفر سليماني، ومحادثة مزعومة مع المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي، وتصاعد الأعمال العدائية بين الولايات المتحدة وإيران.

أو كما وصفها مسؤولٌ استخباراتي: «يصعب اعتبار تلك المعلومات أدلةً على هجومٍ وشيك يُمكن أن يقتل المئات»، مع الإشارة إلى ما خلصت إليه الإدارة على أنّه «قفزةٌ غير منطقية».

وحين نربط كافة تلك الخيوط، سنجد إدارةً تجاهلت الكونغرس أثناء التخطيط لاغتيال لواءٍ أجنبي، وخاطرت باندلاع حربٍ كارثية دون أيّ حجةٍ مقنعة بأنّ الكونغرس صرّح بهذه الضربة. 

وهذه إدارةٌ كذبت بشأن أمور كبيرة وصغيرة، وتعتقد أنّها تستطيع الإفلات بكذبها على الأمريكيين لإدخالهم في حرب، مع تكرار سيناريو جورج بوش الابن الذي أدّى إلى غزو العراق عام 2003. وبالتالي، ظهرت التحذيرات من التهديد الإرهابي الوشيك الذي لا يبدو أنّه كان موجوداً على الإطلاق، إلى جانب الكذبة العجيبة من نائب الرئيس مايك بينس حين حاول الربط بين سليماني وبين هجمات الـ11 من سبتمبر/أيلول. 

وكما كانت إدارة بوش الابن تُعاني أوهاماً بشأن ما يُمكن أن يحدث في أعقاب غزو العراق، فإنّ الكثير من أعضاء فريق ترامب يُعانون الآن أوهاماً حول ما يُمكن أن يحدث لاحقاً. 

وعلى حد زعم مسؤولٍ بارز بوزارة الخارجية؛ فهم لا يتوقّعون رد فعلٍ انتقامي من إيران لأنّ الولايات المتحدة «تتحدّث لغة يفهمها النظام (الإيراني) جيداً».

والشعب الأمريكي لا يرغب في حربٍ مع إيران، حسب كاتب تقرير موقع Responsible Statecraft.

ورأى أن تجنُّب هذه الكارثة يتطلّب تدخّلاً من الكونغرس، ليوقف أكاذيب الإدارة، ويُمرّر تشريعاً يُقيّد تحرّكاتها ويسحب الجنود الأمريكيين من الأعمال العدائية ضد إيران. والفشل في فعل ذلك سيُؤدّي إلى تعزيز قوة إدارةٍ مُتهوّرة يبدو أنّها تكذب لإدخالنا في حرب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى