تقارير وملفات إضافية

ما هي المدينة الليبية التي يمكن أن تستقبل طلائع القوات التركية؟

ما هي المدينة الليبية التي يمكن أن تستقبل طلائع القوات التركية؟ وما هو حجم هذه القوات وكيف ستصل إلى ليبيا؟ وماذا سيكون رد الفعل المصري؟

أسئلة ملحة يثيرها إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأحد 5 يناير/كانون 2019 عن بدء توجه جنود بلاده إلى ليبيا بشكل تدريجي.

جاء ذلك في مقابلة تلفزيونية لأردوغان مع قناتي «سي إن إن» و«دي» المحليتين، ولكن ليس هناك تفاصيل عن أعداد هذه القوات وكيف وصلت وأين وحجمها.

لكن بينما تشير كلمة وصول تدريجي إلى أن عدد القوات ليس كبيراً، فإن قول أردوغان إن تركيا ترسل أيضاً كبار قادة الجيش، معناه إن التدخل التركي لن يكون محدود الحجم.

ورغم غياب المعلومات من الجانب التركي فإن هناك مؤشرات على أن المكان المرجح لوصول القوات التركية إليه في ليبيا هو مدينة مصراتة، ثالث كبرى مدن ليبيا سكاناً والتي تعد معقلاً قوياً مناهضاً لحفتر وداعماً متحمساً لحكومة الوفاق.

والمدينة الساحلية لديها أقوى ميليشيات في ليبيا وأكثرها تنظيماً، ويسودها عداء شديد لنظام القذافي، بسبب مجازره ضدها خلال الثورة الليبية، ويعتبر سكان المدينة قوات حفتر امتداداً لنظام القذافي.

كما أن المدينة التي تتمتع بروابط تاريخية وأيديولوجية واقتصادية مع تركيا، لديها مطار دولي وميناء، وهو ما يجعلها منطقة مرشحة لأن تكون موقعاً لأي إنزال بحري تركي محتمل أو استقبال لطائرات أنقرة في حالة توفير الحماية اللازمة خلال عملية وصول القوات والتي تكون عادةً المرحلة الأكثر حرجاً.

وبالفعل فإن اللواء أحمد المسماري، المتحدث باسم قوات اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، قال إن القوات التركية وصلت إلى مطاري مصراتة ومعيتيقة.

وفيما بدا أنه محاولة لتجنب المواجهة مع القوات التركية، قال المسماري إن المطاري يقعان خارج نطاق المنطقة محظورة الطيران، التي أعلنتها قوات حفتر.

وأضاف وفقاً لما نقلت عنه مواقع إلكترونية، أنه جرى إنزال مجموعات من المقاتلين بواسطة خطوط الطيران الليبية والشركة الإفريقية وشركة الأجنحة المملوكة للقيادي الإسلامي المؤيد لحكومة الوفاق عبد الحكيم بلحاج.

وأردف أنه جرى بهذه الطائرات نقل ما يتجاوز الـ1000 مقاتل إلى هذه المناطق وأسلحة ومعدات وذخائر وغيرها من الأمور وضباط أتراك وصلوا لفتح رأس جسر ما بين أنقرة وطرابلس لنقل المعدات والطائرات.

ورغم منطقية كلام المسماري فإن تصريحاته يجب أن تؤخذ بحذر حيث أنه سبق أن حدد مواعيد عدة لإسقاط حكومة طرابلس على مدى الشهور الماضية.

ولكن اللافت أن هناك حالة من الثقة بدأت تظهر لدى مقاتلي مصراتة.

فقبل عدة أيام قال مصطفى خليل آمر سلاح المدفعية في قوات مصراتة، التابعة لحكومة الوفاق الليبية إن منصات الصواريخ المضادة للطيران والمدرعات ستظهر قريباً بعد تدخل «الحليف التركي».

وفي يوم 30 ديسمبر/كانون الأول 2019، أعلن المرصد السوري أن عدد المقاتلين الموالين لتركيا الذين وصلوا إلى العاصمة الليبية طرابلس بلغ 300 حتى الآن، أما عدد المجندين الذين وصلوا إلى المعسكرات التركية لتلقي التدريب فبلغ الألف مجند تقريباً.

ونقلت تقارير إعلامية عن مصدر أمني بالعاصمة الليبية طرابلس قوله إن تعليمات أمنية تركية وصلت إلى الموظفين في منظمات إغاثية والإعلاميين الأتراك، وأفراد الجالية في طرابلس بضرورة مغادرتها فوراً.

وبحسب تصريحات الرائد عماد شتوان من مديرية أمن طرابلس لوكالة «إرم نيوز» الإماراتية فإن الجهات الأمنية التركية طلبت من الأطقم الصحفية التركية وموظفي منظمات الإغاثة التابعة لتركيا، الموجودين في طرابلس، ضرورةَ مغادرتها في أسرع وقت والتوجه إلى مدينة مصراتة شرق طرابلس 200 كم.

 وقال شتوان إن تركيا تجهز مواقع داخل مدينة مصراتة لاستقبال قوات تركية ستتخذ من المدينة مقراً لها، ولعملياتها العسكرية ضد الجيش الليبي.

ونسب موقع المونيتور لمصادر عسكرية تركية قبل إقرار البرلمان قرار إرسال قوات، قولها إن «الاستجابة لطلب حكومة الوفاق يتطلب نشر عناصر جوية تضم ست إلى ثماني طائرات من طراز F-16 Block 50 ونظام للإنذار المبكر والسيطرة محمول جوا (AWACS)».

 كما سترسل أنقرة، وفق المصدر نفسه، «عناصر بحرية تضم فرقاطة واثنين أو ثلاثة زوارق حربية، وغواصة أو اثنتين لأغراض منع الوصول، فضلا عن قوة برية بحجم كتيبة ما يعني حوالي 3000 جندي جميعهم يتمتعون بخبرة قتالية، ومشاة ميكانيكية وعناصر للدعم غير المباشر للنار».

من جانبها، استنفرت القوات الجزائرية على الشريط الحدودي مع ليبيا تحسباً لأي طارئ، خاصة مع استعداد تركيا لإرسال قواتها إلى طرابلس لدعم قوات حكومة التوافق وأبقى الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون اجتماع المجلس الأعلى للأمن مفتوحاً لمتابعة الوضع.

ويسود غموض موقف الجزائر رغم ظهور مؤشرات على رغبة القيادة السياسية والعسكرية الجديدة في تفعيل دور البلاد بليبيا، رغم عدم وضوح الاتجاه الذي ستسير فيه بعد.

وسبق أن قال مصدر مطلع من الجزائر لـ«عربي بوست»، إن الجيش الجزائري سمح لطائرة تركية بعبور أجواء البلاد والهبوط في مطار مصراتة؛ لتزويد قوات «الوفاق» بالعتاد في ذروة أزمتها قبل عدة أيام.

كما أعلن وزير الشؤون الخارجية الجزائري، صبري بوقادوم، الخميس الماضي، أن بلاده ستقوم في «الأيام القليلة القادمة» بالعديد من «المبادرات» باتجاه الحل السلمي للأزمة الليبية، مشدداً على رفض الجزائر وجود قوة أجنبية «مهما كانت» في ليبيا.

وسبق أن ذكرت صحيفة «يني شفق» التركية، أن اللواء المتقاعد خليفة حفتر يستعد للهجوم على مدينة مصراتة. 

 وأشارت الصحيفة إلى أن اللواء حفتر بدعم إماراتي ومصري وسعودي وفرنسي وإسرائيلي ويوناني يستعد للهجوم على مصراتة.

 وأضافت أن طائرات مصرية وإماراتية ستستخدم بالهجوم، مشيرة إلى أن العملية تهدف بالأساس إلى تعطيل مطار مصراتة والميناء البحري الذي ستستخدمه تركيا للوصول إلى المنطقة.

 ولفتت الصحيفة في تقريرها الذي نشر في 22 ديسمبر/كانون الأول 2019 إلى أن القوات الجوية التركية في حالة تأهب لمنع مثل هذه الخطوة التي تهدف لقطع خطوط الإمداد والنقل إلى طرابلس.

وأكدت الصحيفة أن طائرات «بيرقدار» المسيرة، موجودة في المنطقة منذ فترة، وتركيا تتابع التطورات عن كثب هناك.

وكشفت الصحيفة عن أن تركيا زادت من الجنود الأتراك الذين يعملون على تدريب الجنود الليبيين، مشيرة إلى أن قوات حفتر لم تتمكن من التقدم في طرابلس بسبب وجود القناصة الأتراك في المدينة.

ولفتت إلى أنه جرى نشر مدرعات تركية وآليات تدخل ومدافع على جبهة طرابلس، فيما تم نشر قوات خاصة تركية في طرابلس ومصراتة لصد الهجمات على حكومة الوفاق الوطني.

وأكدت أنه إذا شنت قوات حفتر هجوماً على مصراتة، فإن الجيش التركي لن يتردد في الرد لحماية حكومة الوفاق الوطني. 

وأعلن حفتر يوم الجمعة 3 يناير/كانون الأول ما سماه «الجهاد» ضد أي تدخل عسكري تركي في ليبيا، ولكن اللافت أن قواته تجنبت عرقلة طلائع القوات التركية التي أعلن المسماري وصولها لمصراتة. 

ولكن الأخطر ما تردد عن أن خليفة حفتر طلب من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي دعماً عسكرياً لأن قواته فشلت في الاستيلاء على العاصمة الليبية، وفق ما أفادت به مصادر مصرية لموقع العربي الجديد.

والتقى السيسي في مطلع الشهر بحفتر في القصر الرئاسي، وفق ما كشفته مصادر لموقع العربي الجديد، حيث ناقشا الهجوم المستمر للجنرال الذي ينتمي للشرق الليبي على العاصمة طرابلس.

وقال حفتر للسيسي أنه إذا قدمت مصر جنوداً له، فسيتم حل معركة عاصمة ليبيا في غضون ساعات قليلة.

ونظمت مصر مناورات في البحر المتوسط قبل عدة أيام وذلك عقب إعلان تركيا عزمها التدخل العسكري في ليبيا.

وتقول مصر إن هذه المناورات شاركت بها مجموعات من أهم قطعها البحرية بما في ذلك حاملة طائرات مروحية فرنسية الصنع وغواصة ألمانية الصنع.

ولكن القاهرة لم تحدد رغم نقدها الشديد لقرار أنقرة ومحاولة تعبئة شعبها ضده ماذا ستفعل على الأرض مع وصول القوات التركية بناء على طلب حكومة الوفاق المعترف بها دولياً، علماً أن القاهرة تعترف بهذه الحكومة وسبق للسيسي مقابلة رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج، وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية إن هذا اللقاء تناول تفعيل اللجنة العليا المصرية الليبية المشتركة وهو شكل من التعاون لا يوجد إلا بين الحكومات.

كما أن ممثل ليبيا في الجامعة العربية التي يوجد مقرها بالقاهرة ينتمي لهذه الحكومة.  

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى