آخر الأخبارتراند

متطرف دنماركي يحرق نسخة من القرآن تحت حراسة الشرطة

بقلم رئيس التحرير

سمير يوسف

رئيس منظمة “إعلاميون حول العالم”

قال تعالى: ﴿ وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ﴾ [ البقرة: 120].

لماذا حولت أوروبا الإسلاموفوبيا إلى “أسطورة خطيرة”؟

عنصرية خيالية

يرى الفيلسوف الفرنسي المعاصر باسكال بروكنر -في كتابه “عنصرية خيالية.. الإسلاموفوبيا والشعور بالذنب”- أن الإسلاموفوبيا محض افتراء يستخدمه الإسلاميون كسلاح للترهيب الجماعي، ويخلص إلى أن مناهضي العنصرية أصبحوا هم أنفسهم عنصريين، داعيا للدفاع عن “القيم الغربية” في وجه هؤلاء.

ويعتقد كاتبا المقال أن هذا النوع من الخطاب المعادي للإسلام تم توظيفه من قبل حكومات أوروبية وساسة آخرين لإسكات أي صوت ناقد لسياساتهم الاستيعابية ضد الجاليات المسلمة.

لقد حاول الصليبيون تدمير الإسلام في الحروب الصليبية الرهيبة. ففشلت جيوشهم التي هاجمت بلاد الإسلام بالملايين، فعادوا يخططون من جديد لينهضوا.. ثم ليعودوا إلينا بجيوش حديثة، وفكر جديد.. وهدفهم تدمير الإسلام من جديد. وكان جنديهم ينادي بأعلى صوته، وهو يلبس بزة الحرب قادما لاستعمار بلاد الإسلام:

أماه… أتمي صلاتك و لا تبكي.. بل أضحكي وتأملي.. أنا ذاهب إلى طرابلس (ليبيا)… فرحا مسروراً… سأبذل دمي في سبيل سحق الأمة الملعونة… سأحارب الديانة الإسلامية… سأقاتل بكل قوتي لمحو القرآن..

وسياسة الغرب وأمريكا مخططة على أساس أن الحروب الصليبية لا تزال مستمرة بين الإسلام والغرب. 

بعد فشل الحروب الصليبية الأولى التي استمرت قرنين كاملين في القضاء على الإسلام، قاموا بدراسة واعية لكيفية القضاء على الإسلام وأمته، مسترشدين بوصية (لويس التاسع ملك فرنسا قائد الحملة الصليبية الثامنة، أخر حملة صليبية) – الذي أسر وسجن في دار ابن لقمان بالمنصورة في مصر – وثيقة محفوظة في دار الوثائق القومية في باريس والتي قال فيها: إنه لا يمكن الانتصار على المسلمين من خلال حرب، وإنما يمكن الانتصار عليهم بواسطة السياسة باتباع ما يلي:إشاعة الفرقة بين قادة المسلمين، وإذا حدثت فليعمل على توسيع شقتها ما أمكن حتى يكون هذا الخلاف عاملاً على إضعاف المسلمين.

  1. عدم تمكين البلاد الإسلامية والعربية أن يقوم فيها حكم صالح.
  2. إفساد أنظمة الحكم في البلاد الإسلامية بالرشوة والفساد والنساء، حتى تنفصل القاعدة عن القمة.
  3. الحيلولة دون قيام جيش مؤمن بحق وطنه عليه، يضحي في سبيل مبادئه.
  4. الحيلولة دون قيام وحدة عربية في المنطقة.
  5. العمل على قيام دولة غريبة في المنطقة العربية تمتد ما بين غزة جنوبا، أنطاكية شمالاً، ثم تتجه شرقاً، وتمتد حتى تصل إلى الغرب.

أهدافهم:

أولاً: القضاء على الحكم الإسلامي المتمثل بالخلافة: وكان أخرها الخلافة العثمانية التركية. وفي مفاوضات مؤتمر لوزان لعقد الصلح بين المتحاربين (في الحرب العالمية الأولى) اشترطت بريطانيا على تركيا أنها لن تنسحب من أراضيها إلا بعد تنفيذ الشروط التالية:

(1) إلغاء الخلافة الإسلامية وطرد الخليفة من تركيا ومصادرة أمواله.

(2) أن تتعهد تركيا بإخماد كل حركة يقوم بها أنصار الخلافة.

(3) أن تقطع تركيا صلتها بالإسلام.

(4) أن تختار لها دستوراً مدنيا بدلا من دستورها المستمد من أحكام الإسلام. فنفذ كمال أتاتورك الشروط السابقة، لأنه كان قد اتفق معهم سراً على أن يولوه تركيا إذا نفذها.

ثانيا: القضاء على القرآن ومحوه: قال جلادستون رئيس وزراء بريطاني سابق (بداية القرن العشرين): (مادام هذا القرآن موجودا في أيدي المسلمين فلن تستطيع أوروبا السيطرة على الشرق).

وقال الحاكم الفرنسي في الجزائر في ذكرى مرور مائة عام على استعمار الجزائر: (إننا لن ننتصر على الجزائريين ما داموا يقرؤون القرآن، ويتكلمون العربية، فيجب أن نزيل القرآن العربي من وجودهم ونقتلع اللسان العربي من ألسنتهم).

 وقال المبشر وليم جيفورد بالكراف: (متى توارى القرآن ومدينة مكة عن بلاد العرب، يمكننا حينئذ أن نرى العربي يتدرج في طريق الحضارة الغربية بعيداً عن محمد وكتابه).

ثالثاً: تدمير أخلاق المسلمين، وعقولهم، وصلتهم بالله، وإطلاق شهواتهم: قال مرما ديوك باكتول: (إن المسلمين يمكنهم أن ينشروا حضارتهم في العالم الآن بنفس السرعة التي نشروها بها سابقاً بشرط أن يرجعوا إلى الأخلاق التي كانوا عليها حين قاموا بدورهم الأول). أي الأخلاق التي كانوا عليها في صدر الإسلام.

وقال صموئيل زويمر رئيس جمعيات التبشير في مؤتمر القدس للمبشرين المنعقد عام 1935م: (إن مهمة التبشير التي ندبتكم الدول المسيحية للقيام بها في البلاد المحمدية ليست إدخال المسلمين في المسيحية، فإن هذا هدية لهم وتكريماً. إن مهمتكم أن تخرجوا المسلم من الإسلام ليصبح مخلوقا لا صلة له بالله، وبالتالي لا صلة تربطه بالأخلاق التي تعتمد عليها الأمم في حياتها.

سياسي دنماركي يحرق نسخة من القرآن تحت حراسة الشرطة السويدية

زعيم حزب “الخط المتشدد” الدنماركي راسموس بالودان، أحرق نسخة من القرآن الكريم في مدينة لينشوبينغ جنوبي السويد تحت حماية الشرطة

أقدم زعيم حزب “الخط المتشدد” الدنماركي راسموس بالودان، الخميس، على إحراق نسخة من القرآن الكريم في مدينة لينشوبينغ جنوبي السويد تحت حماية الشرطة.

أن بالودان جاء رفقة عناصر الشرطة إلى منطقة يقطن فيها مسلمون بالمدينة، وأشعل النار بالقرآن دون أن يعير اهتماما بالتنديدات الصادرة عن حشد يقدر عدده بـ 200 فردا.

وناشد الحاضرون في المكان، الشرطة بعدم السماح للعنصري بالدوان بتنفيذ استفزازه؛ إلا أن الشرطة لم تستجب لندائهم.

وإثر ذلك، قطع عدد من الحاضرين طريقا بالمنطقة، ورموا الشرطة بالحجارة.

وفي تصريح، قال رئيس “حزب الألوان المختلفة” السويدي، ميكائيل يوكسال، إن بالودان العنصري المعادي للمسلمين يواصل استفزازاته بحرق القرآن بمدن سويدية مختلفة تحت حراسة شرطية مشددة.

https://www.youtube.com/watch?v=FUWv9XvJIl4

وأشار إلى أن بالودان يختار على وجه الخصوص المناطق المكتظة بالمسلمين لتنفيذ استفزازاته، وأن الشرطة تسمح له بذلك.

وأضاف يوكسال: “يُحرق القرآن بمناطق إقامة المسلمين تحت حماية الشرطة في السويد التي تدافع عن حقوق الإنسان وحرية الدين والضمير بأعلى صوت”.

وأعرب عن استغرابه من دعوة الشرطة المسلمين إلى مشاهدة بحس سليم حرق كتابهم المقدس أمام أعينهم، قائلا: “أي نوع من خسوف العقل هذا؟”.

حوادث سابقة

وقام بالودان بأعمال استفزازية مشابهة في أحياء أخرى ذات أغلبية مسلمة في العاصمة السويدية ستوكهولم، مثل (رينكيبي) و(سكيرهولمينن) و(تينستا).

والمتطرف الدنماركي معروف عنه معاداته للإسلام، وسبق له أن دعا إلى خلو الدنمارك من المسلمين قبل الانتخابات الدنماركية في عام 2019، لكنه فشل في الانضمام إلى البرلمان.

ويعد بالودان أن كل من ينحدر من الدول المسلمة مثل البوسنة وتركيا وسوريا ومصر ولبنان والعراق وباكستان وأفغانستان يجب ترحيله من الدنمارك “حتى لو ولد فيها هو وأهله، وإن كان الترحيل سيسبب إعدام بعضهم في بلدانهم فهذا لا يعنينا ولا يعني الدنمارك” بحسب تصريحات سابقة له.

واختص بالودان -المؤمن بنظرية “الاستبدال العظيم” (حلول المسلمين محل السكان الأصليين في أوربا التي يروّج لها اليمين المتطرف على أنها نظرية مؤامرة)- من بين أمور أخرى باتخاذ المصاحف قرابين، يلطخها بدم الخنازير.

من هو المتطرّف الدنماركي السويدي راسموس بالودان

راسموس بالودان: يعتبره البعض شيطاناً يسير على الأرض بسبب معاداته للإسلام وإحراقه للقرآن، ويعتبره آخرون مجرّد مهرّج يحاول حجز مساحة إعلاميّة تغطيه، بينما يقول آخرون بأنّه سياسيّ جاد يدرك كيف يؤسس لحركة يمينية متطرفة معادية للمسلمين والمهاجرين، ولهذا يجب التعامل معه بجديّة. فمن هو البالودان هذا، ولماذا تمّ منحه الجنسيّة السويدية في ٢٠٢٠؟

راسموس بالودان

ولد راسموس بالودان في عام ١٩٨٢ في نورث سيلاند في الدنمارك، وعاش ودرس في الدنمارك وعمل بها، ولكن عاش أيضاً في السويد لبعض الوقت.

كان في عام ٢٠٠٠ في الثانوية رئيساً لمجلس التلاميذ. بعد الثانوية أدّى الخدمة العسكرية، وبدأ بعد ذلك دراسة القانون في جامعة كوبنهاغن وتخرّج كمحامٍ في ٢٠٠٨

عمل في الدنمارك كمحامي دفاع لصالح شركة كبيرة في الدنمارك في ٢٠٠٤ في عدد من القضايا التي تثير اهتمام الإعلام. ثمّ في ٢٠٠٥ تلقى تدريباً ليكون مدّعٍ عام في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي. وبعد ٢٠١٤ تمكّن من الحصول على حقّ الظهور كمحامٍ أمام المحكمة العليا.

بين عامي ٢٠١٥ و٢٠١٨ عمل كبروفسور للقانون في جامعة كوبنهاغن، حيث قام الكثير من التلاميذ في تلك الفترة بتقديم شكوى لإدارة الكليّة بشأن سلوك بالودان وأساليب تدريسه.

قام كلّ من شقيقي راسموس، كذلك والده الصحفي السويدي، بالإعلان بشكل علني بالنأي عن أنفسهم عن رسائل راسموس وإيديولوجيته وأفكاره السياسية.

حياته السياسية

كان بالودان عضواً في عدد من المجموعات والأحزاب اليمينية المتطرفة التي برز في بعضها، وتقدّم في ٢٠٠٩ لعضوية البرلمان الأوروبي، ولكن لم يتمّ انتخابه. لم يكن بالودان عموماً يبقى طويلاً في هذه الأحزاب والمجموعات، وكان دائم التقلّب في انتماءاته.

كان خطابه غير مقبول حتّى من الأحزاب اليمينية، لدرجة اضطراره لمغادرة حزب Nye Borgerlige اليميني القومي في ٢٠١٧، على إثر خطاب له عن الحرب الأهلية في الدنمارك، ودعوته إلى العنف، حيث قال: «ستتحول شوارعنا وأزقتنا إلى أنهار من الدماء، وستنتهي دماء الأعداء الأجانب في المجاري حيث ينتمي الأجانب».

لهذا في حزيران/يوليو ٢٠١٧، قام بتأسيس حزبه «الخطّ الصلب Stram Kurs» الذي يدعو بشكل رئيسي إلى حظر الدين الإسلامي، وترحيل قرابة نصف مليون مواطن غير غربي من الدنمارك.

لم يحظَ حزب بالودان في الانتخابات المحلية في كوبنهاغن بما يكفي للحصول على مقعد، لكن في نيسان/أبريل ٢٠١٩، وبفضل المشاكل التي صاحب تظاهرة له في نوربيرو في كوبنهاغن، حصل بالودان على تغطية إعلامية هائلة، الأمر الذي أهلّه للدخول في الانتخابات العامة والحصول على ٦٣١١٤ صوت.

مجنون البحث عن الشهرة

يحاول راسموس بالودان احتلال الإعلام منذ ٢٠٠٧، عندما أنشأ موقع يعرض فيك صوراً لسائقي دراجات يخالفون قوانين المرور. استمرّت محاولاته لتزداد عنفاً عندما جلب في أحد الاجتماعات اليمينية مسدساً دمية في ٢٠١٦، وادعى بأنّه عمل فني، وأنّه جلبه ليكشف بأنّ الشرطة تستجيب للحوادث غير المؤذية، بينما تتغافل عن التهديدات الإرهابية.

كان بالودان قد فعل ذلك من قبل في سوق تجاري في الولايات المتحدة، حيث طردته الشرطة ومُنع من دخول السوق التجاري لخمسة أعوام.

تحوّل في ٢٠١٨ إلى ظاهرة على الويب، حيث صعّد من أعماله بقصد الأماكن التي تسكنها غالبية مسلمة، وبدأ بالإساءة للقرآن بأشكال شتّى، مثل إحراقه والدعوة للتبوّل عليه. وكان يعرض الفيديوهات على يوتيوب ليبلغ عددها أكثر من ٣٠٠ فيديو في ٢٠١٩، والتي حققت مشاهدات كثيرة.

في ٢٠٢٠ تمّ إغلاق قناته على اليوتيوب بسبب خرقها بند خطاب الكراهية المبني على العرق والدين.

جدال حول حمايته

تعرّض راسموس بالودان للكثير من التهديدات، وكذلك للهجوم عليه أثناء مظاهراته، ولهذا يقوم بالتظاهر تحت حماية مكثفة من الشرطة. ما بين ١ كانون الثاني/يناير ٢٠١٩ و٥ يونيو/حزيران من العام ذاته، كلّفت حماية مظاهرات بالودان الشرطة الدنماركية ١٠٠ مليون كرون دنماركي.

ناقش السياسيون الدنماركيون تكاليف حماية مظاهرات بالودان مرّات عدة في وسائل الإعلام، حيث دعا البعض أمثال كارستن هوني من حزب الشعب الاشتراكي، إلى توقف الشرطة عن حماية بالودان، وتركه للتظاهر على مسؤوليته الخاصة.

بينما رأى آخرون، أمثال عضو حزب المحافظين الدنماركي ذي الأصول الفلسطينية-السورية ناصر خضر، بأنّه يجب حماية حقّ بالودان في التعبير وحمايته.

شرطة مالمو ترحله إلى الدنمارك

في ٢٨ أغسطس/آب عام ٢٠٢٠، وبعد قيام راسموس بالودان بإثارة المشاكل في السويد عدّة مرات، والتسبب بأعمال العنف في مالمو التي كلفت المدينة ٨٨٨٩٢٨ مليون كرون، من أصل الأضرار التي فاقت ٤ مليون كرون، أوقفته عدة دوريات من شرطة مالمو في Lernacken، وأعادوه قسراً إلى الدنمارك، وسلموه أوراق رسمية من الشرطة عن منعه من دخول السويد، وبأنّه شخص غير مرغوب فيه وفقاً للمادة ٨:١٣ من قانون الأجانب، ولأنّه يشكّل تهديداً على النظام العام والأمن في السويد.

لكن في ٢٩ أيلول/سبتمبر من العام ذاته، تلقّى راسموس بالودان أوراقه من مصلحة الهجرة السويدية تفيد بكونه مواطناً سويدياً لكون والده سويدي. وبأنّه لم يفقد جنسيته السويدية لأنّه قام بزيارة السويد وفقاً لشروط الانتماء إلى الدولة.

عنى هذا بأنّ قرار الشرطة غير دستوري ولا قانوني، وبأنّهم غير قادرين على منع بالودان من الدخول إلى السويد طالما أنّه مواطن. بل أعلن بالودان في حينه بأنّه سيقاضي الشرطة السويدية بمبلغ تعويض ١٠٠ مليون كرون.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى