ثقافة وادب

متى اختُرِع ورق المرحاض، وماذا استخدم البشر قبل وجوده؟

طرح مشهد الناس المتسابقين لشراء ورق المرحاض وتخزينه سؤالاً محورياً، وقد يكون حميماً أكثر من اللازم لكنه في صلب الحاجة الإنسانية اليومية المتكررة وهو: متى اختُرِع ورق المرحاض؟ وماذا استخدم البشر قبل استحداثه؟

لم يكن ورق المرحاض موجوداً طوال أغلب تاريخ البشرية، لذا كان على الناس في كل مرحلة تاريخية الاكتفاء باستخدام ما لديهم من أدوات التنظيف المتاحة من شتى المصادر؛ بمعنى أوضح: أي شيء يمكن الحصول عليه. 

ففي بعض الدول كانت الخيارات الطبيعية من ورق المرحاض تبدو معقولة للغاية، مثل أوراق الأشجار، والعشب والطحالب، لكن الراحة يبدو بوضوح أنها لم تكن أولوية، إذ استخدم البعض نخالة الخشب، بحسب ما نشر موقع History Extra.

مع تقدم البشرية، أصبح الاستنجاء بالمياه أو بالجليد في الطقس البارد، وبالرمال في الأجواء الحارة عادةً صحية في أنحاء العالم أيضاً. 

وفي بعض المناطق في الشرق الأوسط والهند اعتبر الناس -ولا زالوا- أن اليد اليسرى هي الأداة الأنسب لأداء تلك المُهمة (ما دامت ستُنظف بالكامل على الفور بعد الانتهاء من المَهمة).

الإغريق القدماء مثلاً، استخدموا الطمي أو الخزف، فيما كان الرومان يتشاركون في المراحيض العامة -للأسف- إسفنجة مثبتة على عصا خشبية تغسل في دلوٍ يحتوي ماءً مالحاً (أو محلولاً من الخل المُخفف).

وفي الحضارات الأمريكية قبل الاستعمار يكفي القول إن أكواز الذرة لم يكن أكلها هو الاستخدام الوحيد لها!

ولكن لاحقاً ومع تقدم البشرية أيضاً وظهور الاختراعات من رحم الحاجات، أصبح استخدام المنسوجات أو المواد مثل الصوف، والدانتيل ونسيج القنب اختياراً للاستنجاء لدى الأثرياء. 

لذا يبدو واضحاً أن البشر استخدموا كل شيء لهذه المَهمة، بما فيها قشور الفاكهة والفراء.

وبالحديث عن الخيارات المأخوذة من الحيوانات، أورد الكاتب الفرنسي فرانسوا رابليه من القرن السادس عشر محادثة ساخرة في أحد أعماله مُلخصها أنه بعد عدة تجارب للتخلص من الغائط كانت “رقبة الإوزة هي الطريقة الأفضل لذلك، خاصة، إذ حملت رأسها بين رجليك”.  

بالنسبة لورق المرحاض فليس من الغريب معرفة أن الصينيين كانوا أول من استفادوا منه في المرحاض. 

ويعود أول ذِكر معروف لورق المرحاض في التاريخ إلى عام 589 بعد الميلاد، عندما كتب مسؤول يُدعى يان شي تواي (Yan Zhitui) أنه “لم يجرؤ” على استخدام أي ورق مكتوب عليه أي اقتباسات من الكلاسيكيات الخمس الكونفوشيوسية أو أسماء أي من فلاسفة الصين وحكمائها لأي “غرض في المرحاض”. 

وفي القرن الرابع عشر أصدر الإمبراطور مرسوماً يطلب ورقاً بقياس 60 سم في 90 سم لحاجة شخصية له في المرحاض. 

مع ذلك، لم يظهر ورق المرحاض في صورته الحالية ملفوفاً على بكرة كرتونية إلا بعد عقود من ذلك الوقت. 

بدأ الناس في استخدام المجلات القديمة، لكن عام 1857 بدأ مخترعٌ في نيويورك يدعى جوزيف غايتي بيع أول ورق مرحاض معبأ للبيع التجاري. 

كان ورق المرحاض “المعالج، الذي اخترعه غايتي وروّج له باعتباره “ألحّ حاجيات العصر”، يُباع في صورة أفراخ من الورق الذي يحتوي على الصبار مُصنعة لتكون دواءً طبياً لداء البواسير. 

كان اسم غايتي مطبوعاً على كل ورقة، ويبقى السبب وراء رغبته في استخدام الناس لورق مرحاض يحمل اسمه سراً لا يعرفه سواه. 

إلا أن ورق المرحاض الذي اخترعه غايتي لم يكن متيناً، وتطلب الأمر أكثر من عقدين أو ما يقارب ذلك قبل أن تنتج المعامل ورق المرحاض ملفوفاً على بكرٍ. 

ومع ذلك ظلت جودة ورق المرحاض تمثل مشكلةً، فقد ظل ورق المرحاض فائق النعومة ثلاثي الطبقات حلماً لم يتحقق حتى القرن العشرين.  

تنتج الشجرة الواحدة حوالي 200 لفة (45 كغم) من ورق المرحاض، ويتم إنتاج حوالي 83 مليون لفة يومياً، ما يعني أن إنتاج ورق المرحاض العالمي يستهلك 27000 شجرة يومياً.

في أمريكا وحدها على سبيل المثال، يتم بيع أكثر من 7 مليارات لفة من ورق المرحاض سنوياً.

يستخدم الأمريكيون ما متوسطه 23.6 لفة لكل فرد في السنة، وهو ما يعادل 23 كغم من المناديل الورقية سنوياً.

استخدام الأمريكيين يزيد بنسبة 50٪ على متوسط دول أخرى مثل اليابان، حيث يتم استخدام المياه للتنظيف، كما في معظم الدول العربية والإسلامية.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى