آخر الأخبارالأرشيف

مجزرة القائم.. غضب عارم على جريمة واضحة وتكتُّم لحكومة بغداد

تسبب القصف “الخاطئ” الذي نفذته طائرات تابعة للجيش العراقي على سوق شعبية في مدينة القائم التابعة لمحافظة الأنبار (غربي العراق)، وقتل 100 إلى 200 شخص، في موجة غضب واستياء عام، وسط تكتم حكومي على الحادثة التي لم يبدُ أحد المسؤولين على اطلاع على تفاصيلها، وانتشرت أنباؤها بعد ساعات عديدة من وقوعها، حين نشرت وكالة “أعماق”، التابعة لتنظيم “الدولة”، مقطعاً دموياً من موقع القصف.

وارتفع عدد قتلى القصف الجوي، الذي وصف بـ”العشوائي”، للطيران الحربي العراقي على مدينة القائم، إلى ما يزيد على 100 مدني، بحسب ما أعلنه مجلس محافظة الأنبار العراقية، في وقت متأخرٍ الأربعاء.

1

واستهجن آلاف المغردين على وسائل التواصل الاجتماعي، القصف الذي تمّ بناءً على إحداثيات خاطئة، بحسب عسكريين، ولم تعترف بحصوله الحكومة العراقية حتى الآن، ونقل الناشطون مقطع فيديو يُظهر عشرات من المدنيين والأطفال، تحت أنقاض ركام المحال والعربات.

غموض يلف الحادث

عضو مجلس محافظة الأنبار راجح العيساوي، أكد عدم وجود معلومات حقيقية عن الحادثة، إلا أنه أكد تشكيل مجلس المحافظة ومجلس النواب، لجاناً تحقيقية للكشف عن المتورطين في القصف، ومن المنتظر تسليم نتائج التحقيق، الخميس.

وأكد العيساوي وقوع عدد كبير من القتلى والجرحى، أغلبهم أبرياء، دون معرفة الجهة التي قامت بالقصف، لكنه لم ينفِ احتمالية وجود عناصر إرهابية في المكان حين قال: “هذه أسواق ويوجد فيها جميع الأشخاص أو الجهات”.

وطالب بالتحقيق ومحاسبة المقصرين، “سواء كانوا من الأجهزة الأمنية وقيادة العمليات، والقوة الجوية، في قصف الطيران العراقي لأبرياء، وهو ما نعتبره كارثة”.

من جهته، دعا محافظ الأنبار صهيب الراوي، مساء الأربعاء، إلى فتح تحقيق عاجل عالي المستوى في “المجرزة التي ارتُكبت بحق المدنيين العزل”، مؤكداً ضرورة تقديم مرتكبي المجزرة للعدالة.

وحمّل رئيس مجلس النواب العراقي، سليم الجبوري، حكومة بغداد المسؤولية عن المجزرة، وندد في بيان له بالغارة الجوية “التي طالت المدنيين العزل في مدينة القائم واستهدفت مراكز تسوق للمواطنين وتسببت في استشهاد وجرح العشرات منهم”، وعدّها “جريمة يجب محاسبة مرتكبيها”.

ويؤكد ضابط في قيادة العمليات المشتركة (تابعة للجيش)، أن تحقيقاً فتحته القيادة على أعلى المستويات قد يستغرق عدة أيام.

وقال الضابط -طالباً عدم الكشف عن اسمه- لوكالة “الأناضول”: إن “تحقيقاً فُتح لمعرفة الطائرات التي كانت تقوم بمهام عسكرية في أجواء قضاء القائم، إلى جانب الجهات التي زودت تلك الطائرات بالإحداثيات الخاطئة”.

يذكر أن مدينة القائم تخضع لسيطرة تنظيم “الدولة”، إضافة إلى مدينتي عنّه وراوة المجاورتين (غربي الأنبار)، منذ منتصف عام 2014، في حين يحاصر التنظيم الآلاف من الأُسر في تلك المدن.

ويأتي القصف في وقت تتواصل فيه حملة عسكرية لاستعادة مدينة الموصل بمحافظة نينوى (شمال)، من التنظيم، انطلقت في 17 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وتحظى بدعم جوي من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، الذي نفى تسبّبه في قصف “القائم”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى