آخر الأخبار

مجمع سكني للموتى بمناظر طبيعية يطلون عليها! أزمة مقابر تدفع الصينيين لاستئجار غرف للمتوفين بـ53 ألف دولار

تعاني العديد من المدن الصينية نقصاً شديداً في المساحات المتاحة لإقامة مقابر، لدرجة أنها كادت تنفد علاوة على أن المساحات المتبقية تكون باهظة الثمن. ومع ذلك، فإن التقاليد التي تفرض على العائلات الصينية توفير أماكن كريمة لإيداع جثامين أحبابهم لا تسمح لهم بالتهاون في الأمر والتذرع بتلك الصعوبات.

 صحيفة The Times البريطانية قالت إن قرويين مبادرين قد توصلوا إلى حل جديد لتلك المعضلة ووجدوا أن الحل هو مجمع سكني متعدد الطوابق من ثمانية مبانٍ يحظى بمدخل كبير ومناظر طبيعية يطل عليها الأموات في مثواهم الأخير.

المقبرة الممتدة على ضفاف النهر، وهي أشبه بمجمع شقق سكني كبير، تزين قرية وانجيا ماتو الواقعة على أطراف مدينة تيانجين الساحلية الشمالية، وتقدم وحدةً من غرفة واحدة أو “مقبرة مكونة من أكثر من غرفة” بعقد إيجار لمدة 50 عاماً وبتكلفة تصل إلى 53 ألف دولار.

أزمة “دفن الموتى” في الصين: على مدى عقود، ضغطت الصين من أجل إصلاح الممارسات المتبعة للدفن بغرض الحفاظ على الأراضي لأغراض أكثر إنتاجية وإفادة. وأخذت السلطات توجه السكان إلى حرق الجثث وتشجيع العائلات على دفن موتاهم في البحر أو الاستعاضة في إحياء ذكرى أقاربهم المتوفين بزراعة شجرة، وغيرها من السبل. 

وعادة ما تشرف المدن والبلدات والقرى على إدارة مقابر عامة، حيث يدفع السكان مقابل مساحة المقبرة أو وحدة تخزين لرماد الموتى.

جميع تلك الأراضي ظلت في نهاية المطاف مملوكة للدولة أو على نحو جماعي، إلا أنه ظهرت تقارير في عام 2016 تفيد بأن السكان في شنغهاي اتجهوا إلى شراء شقق صغيرة في ضواحي المدينة أو في مقاطعات مجاورة، لتخزين الجرار التي تحوي بقايا موتاهم، لأن المساحات المعروضة تشهد نقصاً كبيراً.

مجمع “سكني للموتى”: وهكذا، في قرية وانجيا ماتو، سعت لجنة إدارة القرية إلى الحصول على قرض بقيمة نحو 4 ملايين دولار في عام 2010، وبدأت في بناء مجمع “سكني” للموتى، وفقاً لمجلة Caijing المالية المملوكة للدولة.

زيّن أهل القرية مدخلَ المقبرة بتماثيل 12 حيواناً تمثل الأبراج الصينية، إلى جانب تمثال ذهبي لبوذا. وعلى خلاف المنازل المخصصة للمعيشة، تحتوي كل وحدة في هذا المجمع على غرفة واحدة فقط، تتراوح مساحتها من 19.5 إلى 50 متراً مربعاً. وقد اشترت العائلات، وكثير منها من خارج القرية، “مقابر” لتخزين الجرار، وتحويل المساحة إلى “معابد خاصة لتكريم ذكرى الأسلاف” حيث يمكن للأحياء تقديم احترامهم للموتى.

بعد بيع جميع الوحدات في المباني الثمانية الأولى، شرعت القرية في إقامة مجمع ثانٍ وفي عام 2014، باعت غرف “مقابر” بقيمة إجمالية تصل إلى 6.6 مليون دولار في سبعة أيام.

كانت الغرف في الطابق الأرضي هي الأكثر شيوعاً، بما يتفق مع الاعتقاد بأن الموتى يرقدون في سلام على الأرض، وعلى الناحية الأخرى كانت الوحدات الموجودة في الطابق العلوي هي الأرخص.

نفقات عالية للموتى: أخبر أحد المقاولين صحيفةَ Caijing أن العائلات تنفق عادةً نحو 5300 دولار لتزيين الغرفة، ومع ذلك فإن بعضهم أنفق أكثر بكثير من ذلك لتركيب أرففٍ وطاولات من الرخام الأبيض لتعليق القرابين والهدايا للموتى.

وكان الطلب على تلك الوحدات مدفوعاً إلى حدٍّ كبير بقرويين فقدوا المقابر المعدة لأجدادهم بسبب الاستيلاء على الأرض لأغراض أخرى.

أحد هؤلاء القرويين هو شخص يُدعى تشن مينغ، وقد أخبر مينغ مجلة Caijing أنه اشترى وحدةً تبلغ مساحتها 37 متر مربع مقابل نحو 32 ألف دولار أمريكي في عام 2016، وذلك عندما نُقلت مقبرة العائلة بعد إعادة تقسيم الأراضي التي كانت موجودة عليها بغرض إقامة مصانع عليها. وقال: “لقد كان الأمر صفقة بالاتفاق”، مضيفاً أن مجمع المقابر يوفر مكاناً خاصاً ملائماً يمكن للعائلات أن تصلي فيه لأسلافهم وأن تحيي ذكراهم.

ومع ذلك، يبدو أن السلطات لم تتأثر كثيراً، فقد أمروا بتعليق بيع وحدات جديدة أثناء التحقيق في ما إذا كان المشروع ينتهك قواعد الدفن في البلاد، والتي تحدد مساحة المقابر بنحو 10 أمتار مربعة وتنص على عدم جواز بيع الأراضي المخصصة للدفن بهدف الربح.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى