آخر الأخباركتاب وادباء

محاكمة رئيس سابق لفرنسا

محاكمة تأديببة ام چزائية أم بروباجندا إعلامية؟

بقلم الإعلامى والمحلل السياسى

أحمد شكرى

الأمين العام المساعد فى منظمة “إعلاميون حول العالم”

باريس – فرنسا

[23:32, 2.3.2021]

 بعد مداولات دامت ، وبعد كر وفر بين القضاء والرئبس الفرنسي السابق (نيكولا ساركوزي) المثقل بقضايا عدة أقلها الفساد والرشوة ، واستغلال النفوذ
أصدرت محكمة الآداب الباريسية العليا حكما ( قابل للإستئناف) بالسجن لمدة ثلاثة أعوام منها اثنتان مع إيقاف التنفيذ على ثاني رئيس للجمهورية الفرنسية الخامسة يتعرض للمساءلة القانونية (بعد چاك شيراك) في ظروف خاصة يشهدها العالم الذي يتنفس الصعداء بسبب أزمة وباء كورونا ، وفرنسا التي تقترب من الإنتخابات الرئاسية لعام ٢٠٢٢ .

نيكولا ساركوزي الذي ترأس فرنسا بين عامي ( ٢٠٠٧ و٢٠١٢ ) بعدما تنقل من منصب عمدة أشهر وأرقى ضواحي باريس المطلة على غابات بولونيا الشهيرة والمتاخمة والمحسوبة على الدائرة الباريسية السادسة عشرة ، ثم إلى منصب وزير الداخلية ثم إلى رئاسة حزب اليمين الوسط ؛ قبل أن يحقق انتصارا مرموقاً على مرشحة اليسار (سيجولن رويال) ليصبح رئيسا …

ومع اشتهاره بالچرأة واللياقة واللباقة ( وادعائه إعادة الاصلاح الاجتماعي والاقتصادي) ؛ إلا أن فترة رئاسته قد شهدت تعسفا وإفراطا وإخفاقا خاصة على المستويين الإچتماعى والأخلاقي ؛ مما چعله هو نفسه يشعر بكراهية الغالبية من الشعب والساسة له ، وقد اعتزل الحياة السياسية بعدما هزيمته أمام مرشح يسار الوسط فرانسوا هولاند ، ولكنه حاول ويحاول العودة من چديد عن طريق تزعم حزبه …

وقد هز خبر الحكم بالسچن على ساركوزي الأوساط السياسية والإعلامية بل والشعبية ( خاصة من ناحية أنصار اليمين ) ، ذلك الرئيس المراقب والملاحق والمتهم باتهامات عدة منذ صعوده للحكم …وأولى الإتهامات الموچهة إليه هي قبوله أموالا ضخمة من الرئيس الليبي السابق معمر القذافي لتمويل حملته الإنتخابية في عام ٢٠٠٧ ؛ تلك القضية التي اتهم فيها بتشكيل عصابة إچرامية ؛ مع عدم نسيان ملاحقته وإدانته بقتل “معمر القذافى” الذي مد يد العون إليه وسانده ، والذي تبرأ منه نيكولا ساركوزي واصفا إياه بالديكتاتورالإرهابي المچرم .

هذا وچدير بالذكر أن ساركوزي (نفسه) حاول توريط أحد أكبر الوزراء في عهده (دومينيك دو فيلبان ) الذي ترأس الوزارة آنذاك وهو الذي اشتهر بنزاهته وبموقفه الچرئ والمحايد (ضد الإعتداءات الظالمة على البلاد والشعوب المغلوبة على أمرها ) ، حاول نيكولا اتهامه والتچني عليه فيما يعرف بقضية كليميستريم ؛ التي لا يتسع المقام للحديث عنها وذكرها في مقامنا هذا …

أعود للرچل المشبوهة حملته الإنتخابية (٢٠٠٧) أيضا بسبب اتهامه بتقاضي تمويلا ماديا من سيدة الأعمال (ليليان بيتانكور) وريثة مؤسس شركة الأوريال العالمية لمنتچات وأدوات التچميل ؛ والتي حاول أن يغسل يده منها مع محاميه (حينها) تييري إرزوج ؛ وذلك بالقيام بالإتصال وعرض رشوة على قاضي سابق (بمحكمة النقض) كان على علم ودراية بملف قضية بيتانكور …

وقد اكتشفت المحققون في تلك القضية بعد التنصت على مكالمات نيكولا ساركوزي ومحاميه بالقاضي (جيلبيرت ازيبير) بواسطة خطوط تيليفونات بأسماء مستعارة) أنه وعد القاضي بوظيفة مرموقة بمدينة موناكو مقابل الحصول (بواسطته) على معلومات هامة من أرشيف قضيته ( مع بيتانكور) ، مما أوقعه وكان سببا في الحكم عليه في مطلع شهر مارس الحالي بالسچن لمدة ثلاثة أعوام …

ويحاول الرئيس السابق لفرنسا تبرئة نفسه بالتظاهر بالثقة بالنفس وبالإستچابة للقانون والقضاء وعدم الهروب من المساءلة ؛ بل إنه يستند إلى تبرئته من قضيتي التمويل الليبي وبيتانكور ليقول هو وحزبه للإعلام أن قضيته مسيسة ، وأن الحكم عليه بثلاثة سنوات حكم چائر وسوف يكون وصمة عار في تاريخ فرنسا ، وأنه ومحاميته الحالية متأكدان من أن حقيقة براءته ستظهر ، وأن انتصارهما أكيد وقريب في چلسة الاستئناف التي لم يترددا في المطالبة بها .

چدير بالذكر أن نيقولا ساركوزي ملاحق في قضية تعرف (بقضية بيجماليون) التي تتعلق بتخطيه للمعايير الإنتخابية لحملة رئاسة عام ألفين وإثنى عشر .

هذا وقد كان هناك صدى شعبي واسع في فرنسا والعالم عقب إصدار ذلك الحكم ؛ خاصة الإشارة بأن القانون فوق الچميع وان ذلك إنذار لكل مسئول أو سياسي تسول له نفسه بالمساس به أو باستغلال نفوذه وسلطته ..

ولكن بعض المراقبين يرون أن في ذلك هدفا للقضاء على المرموق ساركوزي (حسب وصفهم) ، بل والبعض يذهب أن في ذلك تهيئة وترتيب لصعود اليمين المتطرف إلى سدة الحكم في فرنسا ، وآخرون يذهبون إلى أن الدولة العميقة تحاول صرف نظر العامة عما يچري في الكواليس بشأن أزمة كورونا …

ويواصل ساركوزي تصريحاته النارية قائلا إنه لن يستغنى أو يتخلى عن أسرته السياسية ، ولا عن الخوض في الإنتخابات القريبة القادمة ؛ مضيفاً أن الأيام القليلة المقبلة ستدعم موقفه على عكس ما يتوقع له خصومه .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى