آخر الأخبار

مخاوف لدى المترجمين المتعاونين مع القوات الأسترالية في العراق بعد التصويت لطرد القوات الأجنبية

أعرب المترجمون الذين يعملون مع الجنود الأستراليين في بغداد عن مخاوفهم من التخلي عنهم في ظل الظروف متزايدة الخطورة والفوضى التي يعيشها العراق بعد أن صوت البرلمان لطرد جميع القوات الأجنبية، وصرحت أستراليا بأنها قد تجبر على الانسحاب.

حسب صحيفة The Guardian البريطانية فقد تعهد قادة الميليشيات الشيعية بمطاردة وقتل المواطنين العراقيين الذين تعاونوا مع القوات الأجنبية، ووصفتهم بأنهم أعداء «سيجري إقصاؤهم».

في مساء يوم الإثنين 6 يناير/كانون الثاني بالتوقيت المحلي، أرسلت فرقة العمل في العراق التي تقودها الولايات المتحدة خطاباً إلى وزير الدفاع العراقي جاء فيه أن الاستعدادات ستبدأ على الفور: «لضمان أن الخروج من العراق ينفذ بطريقة آمنة وفعالة«. ومع ذلك، شجب وزير الدفاع الأمريكي، ورئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الخطاب مباشرة بعد صدوره، واعتبره «مسودة»، و»خطأً»، وأن «إرساله كان بالخطأ».

التجأ أكثر من 70 مترجماً عراقياً ممن يعملون بجانب القوات الأسترالية المتمركزة في بغداد إلى الحكومة الأسترالية للسماح لهم بالتقدم للحصول على تأشيرات دخول لهم ولعائلاتهم من أجل الهروب من البلد.

قال واحد من المترجمين الذين أجروا حواراً مع صحيفة The Guardian شريطة عدم ذكر اسمه خوفاً من النيل منه ثأراً، إنه فقد الأمل في قدرة الحكومة الأسترالية على تقديم الحماية لهم فضلاً عن رغبتها.

وأضاف: «سواء رحل الجيش الأسترالي عن العراق أو بقي، فإننا سنظل في وضع خطر، لأن حكومتك لا تفكر فينا، نحن لا نعني شيئاً بالنسبة لهم».

أخبرت الحكومة الأسترالية المترجمين بأنه من يجري اعتمادهم رسمياً عن طريق وزارة الدفاع بصفتهم ضمن مجموعة «تحت خطر التضرر نتيجة لعملهم لصالح وكالة أسترالية في العراق«، يمكنهم التقدم للحصول على تأشيرات دخول عن طريق سفارات أستراليا في عمان أو بيروت.

كان المترجمون طلبوا المساعدة من ضباط الجيش الأسترالي، لكنهم تلقوا رداً بأنهم لا يستطيعون تقديم المساعدة لهم. وقال المترجمون إن تكلفة التقديم في الخارج للحصول على تأشيرات دخول ليست في متناول اليد، وقد تصل تكلفتها إلى عدة آلاف الدولارات.

في يوم الأحد 5 يناير/كانون الثاني، أصدر البرلمان العراقي قراراً بطرد جميع القوات الأجنبية، كرد فعل على اغتيال القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني، بضربة جوية نفذتها الولايات المتحدة بالقرب من مطار بغداد.

وهذا القرار ليس ملزماً من الحكومة، لكنه مدعوم من رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي، الذي استقال رسمياً من منصبه، ولكنه لا يزال يؤدي مهامه بشكل مؤقت.

وقال المهدي: «إنهاء وجود القوات الأجنبية في البلد يصب في مصلحة كل من العراق والولايات المتحدة».

صرحت وزيرة الخارجية الأسترالية ماريس باين اليوم الثلاثاء 7 يناير/كانون الثاني، بأنها سوف تحث الحكومة العراقية على السماح  للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة بمتابعة «عمله المهم مع قوات الأمن العراقي في مواجهة التهديد المشترك لداعش».

وأضافت: «في الوقت الحالي، تعمل الحكومة الأسترالية على النتائج المحتملة في حال صدقت الحكومة العراقية على القرار».

وقالت  ليندا رينولدز وهي متحدثة باسم وزارة الدفاع، إن الحكومة الأسترالية قلقة بشأن التوترات المتزايدة في المنطقة، و»لديها تخوفات منذ فترة طويلة بسبب سلوك إيران في الشرق الأوسط».

لم يتناول مكتب وزارة الدفاع الأسئلة المثارة بشأن مستقبل وأمن العراقيين المتعاونين مع قوات الدفاع الأسترالية.

هدد أعضاء من ميليشيات شيعية، التي تدعم إيران العديد منها، علناً العراقيين الذين يعملون مع قوات التحالف.

صرح واحد من قادة الميليشيات الشيعية عبر التليفزيون، في تصريحات انتشرت على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي: «يا عملاء الولايات المتحدة، أنتم معروفون في المجتمع … جميعكم معروفون، والشكر لله. سوف نصل إليكم، وستصل إليكم المقاومة، وسوف نحبط المؤامرة التي تعملون عليها». 

وقال آخر: «سنهاجم كل الأمريكيين وجميع العراقيين الذين يعملون مع أمريكا ويدعموها».

قال المترجم في بغداد إن حياة المترجمين في خطر، مضيفاً: «هل ينتظرون أن يقتل واحد منا أو أكثر حتى يعترفوا بأن حياة المترجمين في خطر مباشر؟ هل ذلك ما نستحقه في مقابل سنين خدمتنا مع قوات الدفاع الأسترالية ؟».

تحدث مترجم آخر من بغداد إلى The Guardian قائلاً: «إنها مسألة وقت حتى تشرع الميليشيات في التحرك ضدنا».

وأضاف: «اعتدت ألا أخرج من منزلي إلا لأمور ضرورية أو عاجلة. لكنني الآن، وبعد أن قتل قائدين من الميليشيات على يد الأمريكيين، لا أخرج من البيت بتاتاً. ماذا عن أطفالنا أثناء ذهابهم إلى المدارس؟ أو … أثناء لعبهم بالخارج؟ أنا لا أستطيع أن أقيدهم داخل المنزل مثل السجناء. هم يستحقون أن يعيشوا طفولتهم مثل أي أطفال عاديين».

وتابع: «لنا الحق في أن نعيش مثل أي شخص آخر في العالم دون خوف».

إن مشاركة أستراليا نحو التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم داعش في العراق – المعروفة باسم Operation Okra–  قد خُصَّص لها 241 مليون دولار في موازنة هذا العام، وقد قاربت التكلفة التي تكبدتها منذ انطلاقه في 2014 نحو 2.5 ملياراً. يوجد حالياً 450 فرداً أسترالياً متمركزاً في الشرق الأوسط في إطار مشاركة أستراليا في التحالف الدولي.

ضمن عمليات Okra، قد تأسس فريق عمل “Taji” في 2015، بهدف تدريب القوات العراقية، في بادئ الأمر لمدة عامين، لكن المهمة كان تُمدد باستمرار. في نهايات السنة الماضية، تراجع التزام أستراليا نحو «Taji»، وجرى تخفيض عدد أفرادها من 250 إلى 120.  

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى