الأرشيفتقارير وملفات

مخطط إسرائيلي لإشعال ثورة تتحول إلى حرب أهلية طائفية داخل الجزائر

هناك شيء غريب يحدث في الخفاء في منطقة المغرب العربي خصوصاً لإثارة الفتن بين الإخوة الامازيغ والعرب والعزف على هذا الوتر إن من أجندة اليهود هو نشر الفتن وإشعال الحرائق وضرب القوميات أو الأعراق وكيف لهم ان يسودو بغير هذا المخطط والفكر الخبيث ولكن لن أنسى أبداً أن من إخواننا الامازيغ قادة للإسلام في الفتوحات وغيرها

دور تخريبي جديد يلعبه الكيان الصهيوني وحلفاؤه في منطقة الشرق الأوسط، لكن هذه المرة يتجه إلى الجزائر، التي تقف شوكة في حلق الدول الغربية والكيان الصهيوني، خاصة بعد أن سعت هذه الدول إلى تدمير وتفكيك الدولة الجزائرية خلال ما يسمى بالربيع العربي، الذي أدى إلى تقسيم العديد من الدول وتشرذمها، وعلى رأسها الجارة الليبية.

فشلُ المخطط الصهيوأمريكي في إغراق الجزائر في مستنقع الربيع العربي أدى إلى محاولة البحث عن طريقة أخرى، فلم تجد سوى اللعب بورقة العرقية، تلك التي نجحت في تقسيم بعض الدول مثل العراق، وهنا حاول الكيان الصهيوني اللعب على أوتار اضطهاد الدولة الجزائرية للأمازيغ، وسعى إلى ترسيخ العداء والفرقة والانقسام داخل الجزائر. وعلى الرغم من فشله مرارًا، إلا أن ذلك لم يوقف المحاولات الصهيونية، التي تأتي في إطار خطته الساعية إلى تقسيم القارة الإفريقية، خاصة دول شمال إفريقيا، وعلى رأسها الجزائر وتونس وليبيا، وتحويلها إلى دويلات صغيرة يغلب عليها الطابع العرقي أو الطائفي؛ لتتمكن من السيطرة عليها.

محاولة صهيونية لإشعال الفتنة

كشفت منظمة العدل والتنمية، إحدى المنظمات الإقليمية لدراسات الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، عن مخطط إسرائيلي لإشعال ثورة تتحول إلى حرب أهلية طائفية داخل الجزائر، بعد فشل مخطط أحداث غرداية، والتي شهدت مواجهات طائفية بين عرب وأمازيغ من المزابيين.

ورصدت المنظمة تفاصيل المخطط الإسرائيلي بقيام منظمات الأقليات الدولية بعقد عدة اجتماعات سرية داخل بريطانيا وفرنسا، ضمت منظمات أمازيغية ونشطاء جزائريين؛ لتحريض الأمازيغ على السعي لتحقيق الحكم الذاتي، إضافة لاجتماعات بين نشطاء من الجزائر وليبيا، بعناصر إسرائيلية داخل أوروبا بصفة دورية. وحذر المتحدث الرسمي للمنظمة، زيدان القنائي، من خطط إسرائيل التي لم تتوقف لاختراق الجزائر وتدميرها بحرب أهلية بعد فشل أحداث غرداية، وذلك عبر منظمات المجتمع المدني وبعض التيارات السياسية المعارضة داخل فرنسا وأوروبا، كما حذر من دور بعض الشركات الإماراتية والتركية التي تنشط في الجزائر، والتي اتهمها بالتجسس لصالح إسرائيل، واعتبرها غطاء لنشاط إسرائيل التجسسي في شمال إفريقيا.

ودعت المنظمة عبر تقريرها الجيش والمخابرات العسكرية الجزائرية للوعي والتنبه والتنسيق العسكري مع إيران وإجراء تقارب ومناورات مشتركة، وتعزيز الشراكة التجارية مع الصين وكوريا الشمالية وزيادة تسليح وتدريب الجيش الجزائري، مع القيام بإصلاحات حكومية شاملة وتشديد الرقابة على الأجانب بالجزائر؛ لمواجهة التمدد الصهيوني بشمال إفريقيا الرامي إلى تدمير الجيش والمخابرات الجزائرية وتسهيل سيطرة عملاء إسرائيل على منطقة شمال إفريقيا.

ليست الشرارة الأولى

هذه التهديدات لم تكن الأولى التي تدور حول محاولات الكيان الصهيوني شق الصف الوطني الجزائري، حيث سبق أن حذر مسؤولون في الحكومة والتشكيلات السياسية من أيادٍ أجنبية تريد جر الجزائر إلى الفوضى، كما أن هذا التقرير يأتي بعد أيام قليلة من أنباء تناقلتها عدة وسائل إعلامية جزائرية حول دخول ضابطة في الموساد الإسرائيلي تدعى “مريم بن حمزة” إلى الجزائر في ظروف غامضة ومجهولة، تحت غطاء زيارة قبور أجدادها في منطقة سيدي الشيخ، بينما رجحت تقارير أن يكون التجسس لمعرفة أوضاع الجزائر هو الهدف الرئيسي لهذه الزيارة، و”مريم بن حمزة” معروفة بتنقلاتها المختلفة والمشبوهة في مختلف أرجاء العالم، وقد اعتنقت اليهودية منذ فترة بحجة انتماء والدتها ليهود فرنسا.

أحداث غرداية التي اندلعت في الجزائر 7 يوليو الماضي يمكن اعتبارها ضمن المخطط الصهيوني الرامي إلى إشعال الفتنة في الدولة الجزائرية، حيث اندلعت مواجهات عنيفة وقتها بين العرب المالكيين والأمازيغ الإباضيين في منطقة ولاية غرداية، وراح ضحيتها ما لا يقل عن 22 شخصًا، وجُرِح ما يزيد على 700 فرد، بينهم عشرات من قوات الشرطة والدرك، وتركزت المواجهات العنيفة بين العرب والأمازيغ في مدينتي بريان والقرارة، حيث خلفت بها عشرات القتلى والجرحى، بالإضافة إلى تخريب وحرق عشرات البيوت والمحال التجارية.

سارعت القيادة الجزائرية وقتها إلى تجنب تحول الأحداث في غرداية إلى فتنة طائفية، وسط مخاوف من تدويل القضية تحت شعار “حماية الأقليات”، وهو ما يمكن أن تستغله بعض الدول المعادية لوحدة الجزائر للتدخل في البلاد، وبالتالي تشتت الجزائر وتتمزق على غرار الدول العربية الأخرى التي تضربها فتن طائفية وعرقية.

 

هذه التداعيات الخطيرة والخطط المعادية للجزائر استطاعت القيادة السياسية قراءتها سريعًا، وهو ما دفع المسؤولين بالجزائر إلى التحرك السريع لإيقاف نزيف الدم وإيجاد حل وتهدئة الطرفين، وبالفعل استطاع الأمن الجزائري إحكام السيطرة في المنطقة ومنع اتساع رقعه العنف والمواجهات، وقد عملت مجموعة من القوى المدنية والسياسية على جمع شمل ساكني غرداية وحثهم على نبذ الثأر والانتقام، مذكرين بأنهم جميعًا في النهاية جزائريون مسلمون.

من هم الأمازيغ؟

معتنقو المذهب الإباضي، الذي أسسه عبد الله بن أباض في القرن الأول الهجري، ويعيش الأمازيغ في المنطقة الجغرافية الممتدة من واحة سيوة شرقًا إلى المحيط الأطلسي غربًا، ومن ساحل البحر المتوسط شمالًا إلى أعماق الصحراء الكبرى في النيجر ومالي جنوبًا، وكانوا السكان الأصليين لشمال إفريقيا، لكن مع وصول الإسلام إلى المنطقة استعرب جزء من الأمازيغ، من خلال تبنيهم اللغة العربية لغة الدين الجديد، وبقي جزء آخر محتفظًا بلغته.

ينقسم الأمازيغ في الجزائر إلى القبائلية، ويبلغ عددهم 15 مليون نسمة، والشاوية 6.5 مليون نسمة، والمزابيَّة 100 ألف نسمة، والطوارق 600 ألف نسمة، والشلحة 13 ألف نسمة.

محاولات استيعاب

في خضم هذا الصراع العرقي وهذه الخطط العدائية تحاول القيادة السياسية الجزائرية تجنيب البلاد ويلات الفتنة الطائفية والعرقية، التي قد تعصف بوحدة الشعب الجزائري، حيث يتهم الأمازيغ الإباضيون السلطات الجزائرية بالانحياز للقبائل العربية على حساب القبائل الأمازيغية، وإقصائهم عن المناصب داخل الشرطة والجيش وباقي المؤسسات السيادية.

وتحاول القيادة الجزائرية استيعاب أزمة الأمازيغ وشعورهم الدائم بالاضطهاد من خلال تعديل بعض مواد الدستور؛ لتعزيز مكانتهم في المجتمع الجزائري، ففي عام 2003 دعا الرئيس عبد العزيز بوتفليقة البرلمان لتعديل مادة في الدستور؛ لجعل اللغة الأمازيغية لغة وطنية، بعدما كانت غير معترف بها على الإطلاق. وقبل أيام أجرى البرلمان تعديلًا جديدًا على المادة ذاتها، حيث تم ترقية لغة الأمازيغ من لغة وطنية إلى لغة رسمية، مع تضمن الدستور أيضًا أن اللغة العربية هي اللغة الرسمية للبلاد؛ وذلك في محاولة لتهدئة حدة غضب الأمازيغ من الدولة والحكومة الجزائرية.

العلاقات الإسرائيلية الجزائرية.. عداء غير مُعلن

على الرغم من غياب أي علاقات دبلوماسية أو اقتصادية أو سياسية بين الجزائر والكيان الصهيوني، إلا أن العلاقات بين الطرفين لم تكن في أفضل حال على مر السنوات، حيث مرت بالعديد من المواقف التي تظهر عداوات بينهما، وأبرزها تصنيف الكيان الصهيوني للجزائر ضمن قائمة البلدان التي يحذر التوجه إليها من قِبَل الرعايا اليهود الإسرائيليين، حيث وضع مكتب مكافحة الإرهاب الإسرائيلي “سي تي بي” الجزائر في الخانة الحمراء التي تمثل تهديدًا عاليًا، مع بلدان مثل مالي وموريتانيا وباكستان وتونس وجيبوتي وبوركينافاسو، حيث تمت الإشارة إلى ضرورة مغادرة هذه الدول فورًا.

وفي وقت سابق شكل قرار دعم الجزائر لقطاع غزة بإعانة مالية قُدِّرت بـ 25 مليون دولار عاصفة انتقادات بين الطرفين، حيث وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، موقف الجزائر بأنه يندرج تحت إطار الدعم المقدم للمنظمات الإرهابية، معتبرًا إياه عملًا عدائيًّا يهدد مصالح تل أبيب. وفي وقت لاحق وصف وزير الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة، بشكل مباشر إسرائيل بدولة الإرهاب، عندما قال إنها ترتكب مجازر وتمارس إرهاب الدولة، كما اعتبر أن القدس كاملة هي عاصمة فلسطين التي ستتحرر وسيرفرف فيها علمها إيذانًا بعودة الحرية والكرامة لأهلها.

كما امتنعت الجزائر خلال أكتوبر الماضي عن التصويت لصالح تل أبيب لمنحها عضوية لجنة الاستخدامات السلمية للفضاء الخارجي التابعة للأمم المتحدة، في حين أيدت 117 دولة منحها هذا المقعد.

كما تحدثت بعض التقارير الإعلامية عن تزايد التوترات السياسية-الاجتماعية في منطقة المغرب العربي، وذلك بسبب قيام مجموعة من أمازيغ المغرب بزيارات متعددة لإسرائيل فى الفترة من 2009 حتى 2015 فما هي طبيعة الحركات الأمازيغية ؟ وما هي حقيقة العلاقات التي تربطها مع إسرائيل؟ وما الأبعاد غير المعلنة لتلك الزيارات ؟

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى