الأرشيفكتاب وادباء

مسجد الضرار الليبرالي الألماني !

من روائع الأديب الكاتب
السعيد الخميسى
* صدق من قال” شر البلية ما يضحك” لكن شر البلية هنا للأسف والحسرة لا يضحك بل يؤلم ويوجع ويصدم كل فطرة سوية فطر الله الناس عليها . يقول الخبر الغريب والعجيب والذي أعتقد أنه مر على الكثيرين مر السحاب أن مجموعة من النشطاء قاموا بتأسيس مسجد فى ألمانيا داخل مبنى تابع لكنيسة، أطلقوا عليه لقب “المسجد الليبرالي”.ويستطيع الرجال والنساء في هذا المسجد أن يصلوا سويا، بمن فيهم غير المحجبات، كما يمكن للمرأة  أن تؤم المصلين.ويقول  المبادرون  بتأسيس المسجد أنهم يسعون “لترويج لإسلام معتدل ومحاربة التشدد والعنف”. وأطلق على المسجد اسم “ابن رشد- غيته”، ليجمع بين اسمي الفيلسوف الأندلسي ابن رشد والكاتب الألماني” يوهان فولفغانغ غيته. ” ولن يكون بمقدور رواد هذا المسجد رؤية مئذنة أو سماع صوت المؤذن، فالمسجد يشغل غرفة كبيرة في الطابق الثالث من كنيسة قديمة. وصاحبة الفكرة والمشروع هى  ” سيران أطيش ” ذات الأصول التركية الكردية بإسطنبول.  وهى ناشطة في مجال حقوق المرأة، وتعمل كمحامية في برلين، لاسيما بالمجالات المتعلقة بقانون الأسرة و القانون الجنائي. وذكرت  ” أطيش ” اليوم أنها قررت إقامة هذا المشروع لأنها تشعر بالتمييز ضدها كامرأة داخل المساجد الموجودة في ألمانيا. وفي مقابلة مع الشبكة الإعلامية في برلين RBB أكدت  “أطيش ” أنها تهدف إلى انتقاد الصورة النمطية الكلاسيكية للإسلام، ولانتقاد نمط التفسير التقليدي. وأضافت بأن النصوص الدينية التي تعود إلى القرن السابع، لا يمكن أخذها حرفيا في العصر الحديث. وتابعت  “سيريان أطيش ” أن الهدف أيضا هو “إبراز جوانب الرحمة والسلام في الإسلام”. 

https://www.youtube.com/watch?v=4d739X_oOkw

* ووفقا لتقرير أعدته DW  الألمانية فإن ” أطيش ” ترغب في برنامج خاص  داخل المسجد من أجل تهيئة النساء لتولي الإمامة داخل المسجد أسوة بالرجال. لذلك استضاف المسجد السيدة  ” إلهام مانع ” أستاذ العلوم السياسية التي تطالب بنقاش نقدي واسع حول تفسيرات الإسلام السائدة وتؤيد بقوة مفهوم الإسلام الإنساني، وذلك لتؤم المصلين ليوم الجمعة. تجدر الإشارة إلى أن  “إلهام مانع ” تحمل الجنسيتين السويسرية واليمنية وهي عضو مجلس إدارة المنتدى لإسلام تقدمي في سويسرا. تعمل محاضرا في جامعة زيورخ. كمدافعة عن حقوق الإنسان  . وتكرس نفسها لموضوع الإسلام الإنساني. بالإضافة إلى العمل الأكاديمي .  وأكدت ” أطيش “أن مسجدها الجديد لا يسمح للنساء بالقدوم بالنقاب أو البرقع لأسباب أمنية ولأنها تعتقد أن تغطية الوجه لا علاقة له بالدين بل هو تسجيل موقف سياسي حسب تعبيرها. ووعدت في تصريح آخر لوكالة  ” الأسوشيايتد برس  ” بأنه سيكون للنساء الحق في إلقاء الخطب وفي الأذان للدعوة الى الصلاة تماما مثل الرجال.  كما دخلت رابطة  “المثليين جنسيا ” على الخط الساخن وأعلنت في برلين أنها تخطط للتعاون مع المسجد الجديد. وقال المدير التنفيذي للرابطة ” يورغن شتاينرت ” إن برلين بحاجة إلى “إسلام مستنير” لا يميز ضد الأفراد بناء على الهوية الجنسية.

* ولى شخصيا عدة أسئلة حائرة أريد الجواب عليها من كل من يهمه أمر الإسلام والمسلمين والعقيدة الصحيحة والعبادة السليمة بخصوص تأسيس هذا المسجد الذى هو بمثابة مسجد الضرار الذى بناه المنافقون كفرا وتفريقا بين المؤمنين وإرصادا لمن حارب الله ورسوله :  ألم يأتكم ماجاء فى الحديث الشريف :” لتنقضن عرى الإسلام عروة عروة، فكلما انتقضت عروة تشبث الناس بالتي تليها، وأولهن نقضا الحكم وآخرهن الصلاة .” لماذا هذه الهجمة البربرية على الركن الثانى من أركان الإسلام ؟ هل محاربة التطرف مثلا يكون بهدم عقيدة المسلمين؟ وهل محاربة التطرف تكون باختلاط النساء والرجال والتبرج داخل المسجد إن كان مسجدا أصلا؟  هل محاربة التشدد والتطرف مثلا يكون بهدم فريضة من فرائض الإسلام بجعل المرأة تؤم الرجال وهذا مالا يجوز شرعا ؟ هل محاربة التطرف يكون بمنع المنقبات والمحجبات من دخول المسجد والسماح فقط بالمتبرجات السافرات الساقطات خريجات الكباريهات ؟ هل محاربة التطرف ونشر سماحة الإسلام ووسطيته يكون بإنشاء مسجد ضرار ليبرالي ألماني ترتكب فيه الموبقات والكبائر والجرائم وماهو أبعد من ذلك مما تخجل نفسى وتعف عن ذكره ؟ إن تأسيس مثل هذه المساجد والسماح ” بالمثليين جنسيا ” بدخوله والعبث بمقدسات المسلمين لهو إعلان حرب على عقيدتنا الغراء السمحاء التى لا تسمح بمثل هذا العبث الصبياني الجنوني المختل عقليا ونفسيا .

*إن هذه القصة ذكرتني بقول الله تعالى :” والَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ ۚ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَىٰ ۖ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُون” َ  ذكر المفسرون أن هؤلاء الذين اتخذوا هذا المسجد كانوا اثني عشر رجلا من منافقي الأوس والخزرج وسموهم بأسمائهم ، وقد بين الله تعالى أن الأغراض التي بنوا المسجد من أجله هى : أنهم اتخذوه لمضارة المؤمنين أي محاولة إيقاع الضرر بهم ، وهم أهل مسجد قباء الذي بناه لهم رسول الله – صلى الله عليه وسلم . وثانيها أنهم بنوه للكفر وتمكين المنافقين من ترك الصلاة هنالك مع خفاء ذلك على المؤمنين لعدم اجتماعهم في مسجد واحد . ثالثها التفريق بين المؤمنين الذين هنالك ، فإنهم كانوا يصلون جميعا في مسجد قباء . وأيضا الأرصاد لمن حارب الله ورسوله من قبل اتخاذ هذا المسجد .  أى جعل هذا المسجد وهو مسجد الضرار مركز تجميع لكل منافقى الجزيرة العربية يجتمعون فيه للتخطيط ضد الإسلام ورسول الإسلام صلى الله عليه وسلم .التاريخ ياسادة يعيد نفسه وإن اختلف الزمان والمكان.انتبهوا فأمتنا على شفا جرف هار  !.والله وحده المنجى من شر الأشرار وكيد الفجار.

* ولا يفوتنى بأن أذكر فى نهاية مقالى بأن دار الإفتاء المصرية أوضحت أنه لا يجوز صلاة النساء بجوار الرجال في صف واحد مختلط، ولا يجوز صلاة المرأة دون حجاب، مشيرة إلى أن ذلك يعد تعديًا صريحًا على قواعد الشرع.  فما بالكم بإمامة النساء للرجال ؟ ومنع المحجبات والمنقبات والسماح فقط للمتبرجات والسافرات بنات الليل خريجات الكباريهات بالدخول ؟ هذا عبث وقلة ذوق وأدب وتجرأ على الله وعلى دين الإسلام وهدم للركن الثاني من أركان الإسلام ألا وهى فريضة الصلاة . إننى أربا بل وأناشد كل المؤسسات والهيئات والمنظمات المعنية بشؤون الإسلام والمسلمين وعلى رأسها الأزهر الشريف أن يكون لهم موقفا واضحا جليا لا يحتمل اللبس أو الغموض فى اصدرا بيان قوى يدين ويستنكر فيه تأسيس مثل هذه المساجد , يوضحون فيه أن الصلاة فيه باطلة شرعا وغير مقبولة وغير صحيحة وهى والعدم سواء . وأذكر بقول الله تعالى ساعة قام المنافقون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ببناء مسجد الضار : ” لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَىٰ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ ۚ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُوا ۚ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ  ” . الأطهار كثر فى هذه الأمة ولن يقبلوا أبدا بأى حال من الأحوال تشويه صورة دينهم  وهدم قيدتهم بمعاول الجهل الضارب جذوره فى أعماق مثل هؤلاء الجهلة الأشقياء . اللهم بلغت .. اللهم فاشهد . والله من وراء القصد والنية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى