اخبار المنظمةالأرشيف

مشاعر الإسلاموفوبيا والكراهية تتغذى في أوروبا على قوانين الإرهاب والتيارات المتطرفة

«السبب الرئيسي للإسلاموفوبيا أو الخوف من الإسلام هو قوانين مكافحة الإرهاب.. هناك عوامل أخرى لكراهية الإسلام، لكن العمود الفقري لهذه الكراهية في العديد من دول أوروبا هو قوانين مكافحة الإرهاب».

هكذا فسر «ديفيد ميلر» أستاذ العلوم الاجتماعية البريطاني في وقت سابق تصاعد موجات العنف والكراهية ضد الإسلام والمسلمين في أوروبا، والتي اعتبر أنها نتيجة بشكل أساسي لمجموعة كبيرة من القوانين والقرارات الجديدة لمكافحة الإرهاب صدرت في عدد من دول الاتحاد الأوروبي، وتنطوي على تمييز واضح ضد المسلمين واللاجئين، في إطار ما يسمى بمكافحة الإرهاب.

ولعل آخر هذه الإجراءات العنصرية، قرار محكمة العدل الأوروبية، قبل يومين والذي يقضي بجواز طرد أية موظفة من عملها بسبب حجابها، وذلك خلافا لقرارات سابقة كانت تضمن لكل شخص الحفاظ على الرموز الدينية الخاصة به دون أي تدخل، بما في ذلك خلال ساعات العمل الرسمي.

1

واعتبرت الصحفية المسلمة «صوفيا أحمد»، في مقال لها بصحيفة الإندبندت أن فكرة عدم الترحيب بالمسلمين كانت واضحة من خلال هذا القرار قادة المحكمة الأوروبية الأخير، مشيرة إلى أن التوجه نحو تكريس قوانين معادية للمسلمين يسير باتجاه حثيث، بعد منع فرنسا النقاب عام 2010، التي ستتبعها دول مثل ألمانيا.

وحذرت منظمة العفو الدولية في تقرير لها الشهر الجاري من خطورة تصاعد الإسلاموفوبيا، مشيرة إلى الإجراءات الأمنية المتشددة ضد المسلمين التي تبنتها 14 دولة أوروبية على مدى العامين الماضيين، وشملت توسيع سلطة المراقبة والتفتيش ومنحت أجهزة الأمن والمخابرات صلاحيات واسعة تهدد السلم الاجتماعي وتدمر أسس الديمقراطية الغربية.

صعود مقلق

وعلى الصعيد السياسي، يشكل صعود اليمين المتطرف خطرا حقيقيا على مستقبل المسلمين في أوروبا، حيث تفاقم العداء حيال الأقليات، وسجّلت الجرائم ضد المسلمين ارتفاعا ملحوظا في العديد من البلدان الأوروبية، بحسب وسائل إعلام غربية.

ويتوقع مراقبون مزيدا من الصعود المقلق لليمين المتطرف ومعاداة الإسلام، حيث إن اليمينيين في أوروبا يدركون جيدا أن انتخابات هولندا التي انطلقت الأربعاء ستكون أول اختبار لوزنها قبل الانتخابات الرئاسية في فرنسا في أبريل/نيسان ومايو/أيار المقبلين، والانتخابات البرلمانية في ألمانيا خريف العام الجاري، وربما الانتخابات الإيطالية بحلول ديسمبر/كانون أول المقبل.

ورغم تحقيق الحزب اليميني الأساسي في هولندا لزعيمه غيرت فيلدرز المركز الثاني بعد ظهور النتائج الخميس مخالفا كثير من التوقعات، إلا أنه حصل على 20 مقعداً، محققا تقدما عن الانتخابات السابقة التي فاز فيها بـ 15 مقعدا، وهو ما قد يساعده على المشاركة في الحكومة المقبلة.  

وتجري الانتخابات الرئاسية الفرنسية على دورتين، يومي 23 أبريل/نيسان و7 مايو/ أيار المقبلين، تواجه تحدياً غير مسبوق، حيث تقف زعيمة «الجبهة الوطنية» المتطرفة، مارين لوبن، على أعتاب الحكم، متصدّرة في استطلاعات الرأي بـ26%.

أما الانتخابات التشريعية الألمانية، التي تتطلع من خلالها المستشارة أنجيلا ميركل إلى الفوز بولاية رابعة، فإن التنافس فيها سيجري أساساً بين حزب ميركل «المسيحيون الديموقراطيون»، و«الحزب الاجتماعي الديمقراطي، بزعامة منافسها الاشتراكي مارتن شولتز.

لكن الاستطلاعات تتوقع صعوداً غير مسبوق لليمين المتطرف، ممثلاً في حزب «البديل من أجل ألمانيا» وحركة بيغيدا المعادية للمسلمين، حيث يرتقب أن يستحوذا على أكثر من 20% من الأصوات.

وفي إيطاليا التي تقرر أن تُجرى فيها انتخابات عامة مسبقة، قبل شهر فبراير/شباط 2018، فإن أحزاب اليمين المتطرف التقليدي، ذات النزعة الفاشية، كـ«رابطة الشمال» و«الحلف الوطني»، تشهد انحسارا كبيرا.

لكن البلاد تواجه تحدياً شعبوياً جديداً يتمثل في حركة النجوم الخمس، التي أسّسها الكوميدي بيبي غريلو، عام 2009. وكان غريلو المثير للجدل، الشبيه بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب في شخصيته وسياسته الشعبوية، قد أحرز 25% من الأصوات في الانتخابات العامة، سنة 2013، ثم لعب دوراً أساسياً في إطاحة حكومة ماثيو رانزي أثناء الاستفتاء الدستوري، في ديسمبر/كانون ثان الماضي. وهو يتصدر الاستطلاعات حالياً بنحو 35% من الأصوات.

وصار بعض السياسيين الأوروبيين خاصة من اليمين المتطرف يرددون أفكار الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب ويزايدون عليها، ويتوقع أن تتشابه قرارتهم مع قراراته وآخرها منع دخول مواطنى ٧ دول إسلامية إلى الولايات المتحدة. وهو القرار الذى تم تعديله ليقتصر على 6 دول فقط.

ومما زاد من شعبية هذه الأحزاب اليمينية، الهجمات الأخيرة التي شهدتها بعض الدول الأوروبية مثل فرنسا وبلجيكا وألمانيا، وتبناها تنظيم «الدولة الإسلامية والتي أدت لتصاعد العداء تجاه المسلمين والمهاجرين.

ورصدت منظمات المجتمع المدني، جرائم كراهية ضد المسلمين في 21 بلداً أوروبياً، تراوحت ما بين رمي خنازير نافقة في باحات مساجد، واعتداءات على نساء محجبات، وإشعال النيران في مؤسسات إسلامية وخروج تظاهرات معادية.

ورصد موقع  MUSLIMINC الإعلامي (مقره دبي) أكثر 10 دول أوروبية معادية للمسلمين والإسلام وهي:

1- فرنسا

تتصدر قائمة الدول الأوروبية الأكثر عنصرية تجاه المسلمين. وتلعب فرنسا ذات العضوية الدائمة بمجلس الأمن الدولي دورا محوريا في السياسة الأوروبية.

وسياستها المعادية للإسلام واضحة في قوانينها وتوصياتها الدستورية التي تفرض حظرا على ارتداء الحجاب للمسلمات، ووفقا لدراسة، يعتقد أكثر من 70% من سكان فرنسا أن الإسلام غير متوافق مع المجتمع والثقافة الفرنسية.

ولعل آخر القضايا الشائكة التي تصدرت المشهد هي عنصرية فرنسا ضد المسلمات بمنع ارتداء زي السباحة المحتشم البوريكيني على شواطئها.

وشنت فرنسا حملة تضييق على المسلمين منذ الهجوم على مجلة شارلي إيبدو في يناير/كانون ثان 2015 وعقب اعتداءات باريس في نوفمبر/تشرين ثان التي أودت بحياة 130 شخصا وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عنها، كما أن فرنسا تحظر ارتداء النقاب في الأماكن العامة، وتعتبره تهديدا للعلمانية.

وتعد مارين لوبان، المرشحة لرئاسة فرنسا من أشد الشخصيات الأوروبية عداء للمسلمين، ووعدت الفرنسيين في حال وصولها لسدة الحكم، بتجميد جميع مشاريع بناء المساجد في فرنسا حتى التحقق من مصادر تمويلها، وتوسيع قانون منع ارتداء الرموز الدينية في المدارس ليشمل الأماكن العامة، ومنع الحجاب وليس النقاب أو البرقع، فحسب.

2- الدنمارك

ظهرت فوبيا الإسلام بشكل واضح من خلال الرسوم المسيئة للنبي محمد، وأطلق اليمنيون حملات تحذّر من “أسلمة” البلاد رغم أن عدد المسلمين لا يتجاوز 1 % من عدد السكان.

3- هولندا

يعبر هذا البلد عن كراهية شديدة للمسلمين، ويشكل حزب الحرية اليميني بقيادة المتطرف غيرت فيلدرز رأس الحربة في كراهية المسلمين، فالحزب الذي يحظى بتمثيل شعبي كبير في البرلمان الهولندي يطالب بشكل دائم بحظر المظاهر الإسلامية والتضييق على المسلمين، ومنع اللاجئين من دخول هولندا.

4- إيطاليا

عدد سكانها المسلمون 1.5 مليون مسلم، وكان واضحا خوف الحكومة الإيطالية من الإسلام من خلال تمرير قانون ضد المساجد هذا العام وطبقا لبعض الحقائق فيوجد 8 مساجد رسمية في إيطاليا وهو عدد قليل مقارنة بعدد المسلمين الذين يعيشون هناك.

5- روسيا

وظهرت المشاعر المعادية للإسلام في البلاد بشكل واضح عندما استهدف مسجد ورسمت على جدرانه كلمات استفزازية ومعادية للإسلام. وتشير آراء كثير من الناس في العديد من المواقع إلى أن الشعب الروسي لديه مستوى عالي من فوبيا المسلمين.

وتتعرض المحجبات في روسيا لمضايقات في الأماكن العامة ووسائل النقل، وامتدت إلى المؤسسات التعليمية، خصوصا الجامعات التي أصدر قسم منها قرارات بحظر ارتداء الحجاب.

6- بريطانيا

 التطرف وفوبيا الإسلام له يمثل نسبة عالية في بريطانيا بالنظر لما حدث لهم في يوليو/تموز 2005(تفجيرات لندن). أكثر من ثلاثة أرباع السكان البريطانيين يعتبرون أن الإسلام لا يتفق مع المجتمع البريطاني.

وخلافا لذلك فإن دراسة أظهرت أن 85% من المسلمين في بريطانيا فخورون بجنسيتهم البريطانية مقارنة بـ 78٪ من البريطانيين غير المسلمين.

7- ألمانيا

أكثر من 70% من سكان ألمانيا لديهم مشاعر سلبية تجاه الأقلية المسلمة. وتعتبر سياسات وقوانين الحكومة الألمانية إلى حد ما معادية للإسلام، وقد رفض الرئيس الألماني، مقولة أن الإسلام هو جزء لا يتجزأ من المجتمع الألماني.

8- إسبانيا

ولإسبانيا تاريخ لا بأس به من فوبيا الإسلام. وكان لديها عدد كبير من السكان المسلمين على مر السنين. ومع ذلك، فمنذ السبعينات تتبع البلاد سياسة هجرة صارمة وهو ما منع العديد من المسلمين من دخول البلاد. ومنذ ذلك الحين يتألف السكان المسلمين في معظمه من المواطنين الإسبان. ومع ذلك يتزايد عدد السكان المسلمين نتيجة تزايد عدد المواطنين الإسبان الذين يعتنقون الإسلام. وفي الوقت نفسه، فإن سياسات الحكومة وموقف المواطنين تجاه المسلمين تدل على كراهية الإسلام المتنامية في البلاد.

9- بلجيكا

يشكل المسلمون حوالي 5٪ من مجموع السكان البلجيكي. ومع ذلك ، فإن المشاعر المعادية للإسلام لا تتوقف في المنطقة. وقد لوحظت الاحتجاجات المعادية للإسلام في البلاد رغم حظرها من الحكومة.

ويعد التساهل مع المتظاهرين في هذا الخصوص هو دليل واضح على الإسلاموفوبيا تجاه المسلمين.

 وتعرضت مسلمات يرتدين النقاب أو الحجاب لسوء المعاملة في الأماكن العامة.

10- أوكرانيا

وتمر أوكرانيا باضطرابات سياسية، وبالتالي فهي تحد من سياساتها المتعلقة بالهجرة. وواجه المسلمون بعض العواقب نتيجة لذلك، مع وجود منظمة بيغيدا، المعادية للمسلمين فإن الشعب الأوكراني قد لا يكن مشاعر دافئة تجاه المسلمين بل يكره البعض الإسلام.

11- النمسا

أعلنت النمسا مؤخراً اعتزامها تفعيل القانون الخاص بتنظيم عمل الجاليات والهيئات والمنظمات والجمعيات الإسلاميه على أراضيها في غضون الأيام القليله القادمه وهو ما يعرف : بقانون الإسلام على الطريقة النمساوية.

مما حدى بجميع الجاليات الإسلاميه بالنمسا أن تترقب الأيام القادمه بقلق بالغ والمشوب بكثيرٍ من الحظر حيث أخطرت السلطات النمساوية جميع هذهِ المؤسسات الإسلامية بوجوب توفيق أوضاعها طبقاً لسريان مــواد القانون الجديد وأعطت مهله بسيطة جداً لتنفيذ هذه البنود تنتهي عند نهاية يوم 26 من الشهر الجاري كآخر موعد لتنفيذ ما نص عليه القــانون الجديد

وينصُ بعضُ بنودهِ على :

– تشديد الرقابة على المساجد وترجمة خطب الجُمعه إلى اللغة الألمــانية

– إغلاق المساجد التي يقلُ عدد المصلين فيها عن 300 فرد

– الحظر التام من تلقي أى تمويل خارجي لجميع الهيئات الإسلامية والمساجد

– عدم إستقدام أى أئِمة من خارج النمســا على الإطلاق وقصر هذا الأمر على خريجي الأكــاديمية الإســلامية بفيينا فقط

– تغليب الدواعي والأولويات الأمنية إذا تعارضت على حرية العقيدة

– السماح لبعض الطوائف كالبهائية بأن تكون لها هيئة مستقلة بعيدة عن الجالية الإسلامية

وهو ما استفز هذه الجهات من معمالتها التعسفيه تجاه أبناء هذه الجالية الإسلامية وحدهم دون غيرهم من أبناء الديانات والطوائف الأخرى مما يفند مزاعم المســاواة بين جميع الأديان و يتنافى مع أبسط حقوق قوانين المواطنة الأوروبية , علماً بأن هذه الجاليات الإسلامية تعيش حاله من اللغط والبلبله منذ أكثر من عام مضى بخصوص مناقشة هذا القانون الذي تعتبره معظم المنظمات والهيئات الإسلاميه قانوناً مجحفاً للغاية

ومع تصاعد الإسلاموفوبيا في القارة العجوز، لجأ المسلمون في بعض دولها إلى تشكيل أحزابهم الخاصة، لإسماع صوتهم وإيجاد حلولا لمشاكلهم عبر السياسة.

ويوجد حاليا 11 حزبا بارزا في أوروبا أسسها مسلمون أو يشكلون أغلبية أعضائها، متوزعة على فرنسا، والنمسا، وهولندا، وإسبانيا، وبلغاريا، واليونان.

وبينما تسعى تلك الأحزاب إلى إيصال صوت الأقلية التركية والمسلمة عموما في اليونان وبلغاريا، يشكل الإسلاموفوبيا التحدي الأبرز لها في فرنسا وهولندا والنمسا، حيث تعمل على تشكيل رأي عام لمكافحة هذه الظاهرة.

 ولا يقتصر نشاطها على المسلمين، بل تنفتح على كافة الفئات العرقية والدينية الأخرى المهمشة في المجتمع، وباتت تشكل منبرا لها.

نماذج تسامح

في المقابل، ظهرت بعض النماذج التي تظهر التسامح مع المسلمين، فهناك مساع من شرطة برمنغهام في بريطانيا للسماح للمسلمات العاملات في القطاع الأمني بارتداء النقاب في إطار محاولة ضمان التنوع الثقافي وحماية حرية الأقليات، وذلك بعدما سبق لشرطة لندن الموافقة بالفعل على السماح للبريطانيات المسلمات بارتداء الحجاب أثناء وقت دوامهن وتحول هذا الزي الإسلامي إلى زي موحد منذ عشر سنوات.

وفي كندا، سمحت شرطة الخيالة الملكية الكندية لعناصرها من النساء بارتداء الحجاب كجزء من الزي، لتشجيع النساء المسلمات على الانخراط في صفوف الشرطة، حسب ما أعلنت الحكومة الكندية.

كما قررت مجموعة من الكنديات في شهر فبراير/شباط الماضي ارتداء الحجاب لمدة شهر كامل تعاطفا مع النساء المسلمات وتنديدا بـ الإسلاموفوبيا.

واعتمدت الشرطة في أسكتلندا الحجاب كأحد الخيارات في الزي الرسمي لها، لتشجيع النساء المسلمات على الدخول في السلك الشرطي.

وقالت الشرطة الأسكتلندية، إنها ستعمل على تجنيد 650 شخصا من مرشحي الأقليات العرقية، والذين يمثلون ما يقارب الـ4% من المواطنين السود والأًصول الآسيوية.

ولا يوجد حظر على الموظفات من ارتداء الحجاب في أسكتلندا، لكن الأمر يتطلب موافقة من مدير المؤسسة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى