الأرشيفتقارير وملفات

مصر السيسى وجيش كامب ديفيد المصرى وإسرائيل ترفضان هبوط الطائرات التركية لنقل جرحى غزة السلميين لعلاجهم

تقرير اعداد
فريق التحرير
إن النظام المصري “يرتكب جريمة جنائية بإغلاقه معبر رفح في وجه المصابين ومنعه دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية للقطاع.”
أن إغلاق معبر رفح، الذي يعتبر منفذًا وحيدًا لأهالي القطاع “يعد انتهاكا صارخا لحقهم في السفر وحرية التنقل بالمخالفة للقانون الدولي، الذي يجرم إغلاق الحدود في وجه الشعوب المنكوبة، وهو ما يوجب محاكمة المسؤولين دوليًا.”
إن مصر “لم تكتف بمشاركتها في حصار غزة وتجويع شعبها، خلال عهد المجلس العسكري والسيسي، بل تسعى الآن لإنقاذ الاحتلال الإسرائيلي، الذي صدمه مدى التطور الذي وصلت إليه المقاومة، وتصف أعمال المقاومة بالعدائية”.
رفضت مصر وإسرائيل، منح الطائرات التركية، الإذن بالهبوط لنقل الجرحى الفلسطينيين، الذين سقطوا فــي احتجاجات ذكرى النكبة، إلــى تركيا؛ لتلقي العلاج هناك.
وقــال مساعد رئـيـس الـــوزراء التركي، «بكير بوزداغ»، الأربعاء، إن «(إسرائيل) ومصر لم تسمحا بهبوط طائراتنا لنقل جرحى غزة إلــى تركيا لعلاجهم».
وكـــان وزير الصحة التركي، «أحمد دميرجان»، أعلن الثلاثاء، استكمال وزارته الاستعدادات لاستقبال الجرحى الفلسطينيين الذين أصيبوا برصاص الـــجــيـش الإسرائيلي، الإثنين الماضي.
وقــال «دميرجان»، إنه سيتم نقل الجرحى فور الحصول عــلـى نتائج إيجابية مــن المباحثات بهذا الخصوص مـــع الجهات المعنية.
وأضـــاف، بحسب تصريحاته ، أن الوزارة أنهت كافة التحضيرات لإنشاء جسر جوي لنقل الجرحى مــن غزة، بالتعاون مـــع رئاسة الأركان التركية، وإدارة الطوارئ والكوارث فــي تركيا «آفاد».
وأعلنت تركيا الحداد الوطني 3 أيام، واستدعت سفيريها لدى واشنطن وتل أبيب للتشاور، كما طردت السفير الإسرائيلي لدى أنقرة، والقنصل الإسرائيلي فــي إسطنبول، ودعت منظمة التعاون الإسلامي لاجتماع طــــارئ ردًا عــلـى نقل السفارة إلــى القدس والمجزرة الإسرائيلية فــي غزة.
والإثنين الماضي، ارتكب الـــجــيـش الإسرائيلي مجزرة بحق المتظاهرين السلميين عــلـى حدود قطاع غزة، مـــا أدى إلــى استشهاد 62 فلسطينيا وجرح أكثر مــن 2770 آخرين بالرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع.
وبلغ عـــدد الشهداء الذين سقطوا برصاص إسرائيلي منذ انطلاق فعاليات مسيرة العودة وكسر الحصار السلمية فــي 30 مارس/آذار الماضي، 108 شهداء فلسطينيين بينهم 7 أطفال، فيما أصيب نحو 12 ألفا آخرين.
وكـــان المتظاهرون العزل يحتجون عــلـى نقل السفارة الأمريكية إلــى مـــديـنـة القدس المحتلة، ويحيون الذكرى الـ 70 لـ«النكبة» الفلسطينية.
أردوغان يتحدى ترامب ويؤدب نتنياهو حماس مقاومة وسرائيل إرهابية
تصعيد تركي بارز ضد (إسرائيل) شهدته الأيام الماضية على خلفية حفل نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، والمجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني الأعزل شرقي قطاع غزة.
ووصف الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» (إسرائيل) بأنها دولة عنصرية، معتبرا أن يدي رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو» ملطختان بدماء الفلسطينيين، فيما دعا إلى تجنب كل ما من شأنه تغيير وضع القدس الذي تضمنه قرارات الأمم المتحدة والاتفاقات الدولية.
وكتب «أردوغان» على حسابه في «تويتر»: «نتنياهو رئيس وزراء دولة عنصرية تحتل أرض شعب أعزل منذ ستين عاماً في انتهاك لقرارات الأمم المتحدة (…) يداه ملطختان بدماء الفلسطينيين ولا يمكنه التغطية على جرائمه عبر مهاجمة تركيا».
وكان «أردوغان» يرد على «نتنياهو» الذي انتقد إدانة تركيا قتل الجيش الإسرائيلي عشرات الفلسطينيين الإثنين الماضي في غزة.
وقال «أردوغان» في تغريدة ثانية: «حماس ليست منظمة ارهابية، والفلسطينييون ليسوا ارهابيون (..) حماس حركة مقاومة تحمي الأراضي الفلسطينية من المحتلين»، داعيا العالم إلى التضامن مع الشعب الفلسطيني المظلوم.
وردا على نقل الولايات المتحدة سفارتها لدى (إسرائيل) من تل أبيب إلى القدس، قال «أردوغان» في مؤتمر صحفي مع رئيسة الوزراء البريطانية «تريزا ماي» في لندن الثلاثاء،: «لن نقبل أبدا بمحاولة الاعتراف بالقدس عاصمة لـ(إسرائيل)».
وأضاف: «أدعو المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى التحرك بسرعة لوقف الظلم الحاصل في فلسطين».
وحول القمة الإسلامية الطارئة التي دعت إليها تركيا، قال «أردوغان»: «سنبعث رسالة قوية إلى العالم من إسطنبول».
وتابع: «الولايات المتحدة تقول أنا قوية لذا فالحق معي، لا أنت لست على حق، والتاريخ لن يغفر لك، وسنرى هذه الحقيقة، ولن يغفر أبدا لـ(إسرائيل)، وسنرى ذلك أيضا».
ومضى بالقول: «(إسرائيل) وصلت إلى حد اتخاذ قرار بحق سفيرنا في القدس وإذا تم تنفيذ القرار بشكل لا نرغب فيه فسنرد بعقوبات مختلفة».
وفي وقت سابق الثلاثاء، طلبت وزارة الخارجية الإسرائيلية، من القنصل التركي في القدس، «غورجان تورك أوغلو»، مغادرة البلاد بشكل مؤقت. ويعتبر القنصل التركي في القدس بمثابة سفير لأنقرة لدى فلسطين، ويقيم في القدس الشرقية. 
وجاء القرار الإسرائيلي ردا على استدعاء تركيا لسفيرها لدى (إسرائيل)، «كمال أوكم»، المقيم في تل أبيب، الإثنين الماضي، في إطار إجراءات ردّاً على مجزرة ارتكبتها الأخيرة بحق فلسطينيين عزّل، على حدود قطاع غزة.
«ترامب» و«نتنياهو»
وفي مقابلة مع قناة «بلومبرغ» التليفزيونية في لندن، قال «أردوغان» إن نظيره الأمريكي «دونالد ترامب» ورئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو»، يتحملان مسؤولية ما جرى بحق الفلسطينيين في غزة، واصفا أعداد الضحايا والجرحى في غزة بـ«الكارثة».
وفي كلمة ألقاها، الإثنين الماضي، أثناء اجتماع نظمه معهد «تشاتام هاوس» في بريطانيا قال «أردوغان»، «نشعر كأننا في الأيام المظلمة التي سبقت الحرب العالمية الثانية (1939-1945)».
وأضاف «أردوغان»، أنه «من خلال قرار نقل سفارتها إلى القدس، فضّلت واشنطن أن تكون جزءًا من المشكلة، لا جزءًا من الحل، وبذلك فقدت دور الوساطة في عملية السلام بالشرق الأوسط».
وتابع: «نرفض مجددا هذا القرار الذي ينتهك القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة».
وشدد الرئيس التركي، أنه «على المجتمع الدولي القيام بدوره والتحرك بسرعة من أجل إيقاف عدوانية (إسرائيل) المتصاعدة».
وهاجم «أردوغان» سلطات الاحتلال قائلا: «(إسرائيل) تمارس إرهاب الدولة، وهي دولة إرهابية، وهجماتها ضد غزة مأساة إنسانية، وألعن مرتكب الإبادة سواء كانت الولايات المتحدة أو تل أبيب».
ودعا الرئيس التركي «العقلاء من أتباع الديانات الثلاث وجميع المعتقدات الأخرى إلى رفع صوتهم ضد هذا الظلم».
وفي سياق تحركاته لجمع صوت إسلامي موحد ضد الممارسات الإسرائيلية، هاتف «أردوغان» العاهل الأردني الملك «عبدالله الثاني» ورئيس الوزراء الماليزي «مهاتير محمد»، والعاهل السعودي الملك «سلمان بن عبدالعزيز»، والرئيس الفلسطيني «محمود عباس» لبحث الخطوات الممكن اتخاذها في هذا الشأن. 
والإثنين الماضي، ارتكب الجيش الإسرائيلي مجزرة بحق المتظاهرين السلميين على حدود قطاع غزة، استشهد فيها 62 فلسطينياً وجرح الآلاف بالرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع. 
وعلى خلفية ذلك، أعلنت تركيا الحداد الوطني 3 أيام، واستدعت سفيريها لدى واشنطن وتل أبيب للتشاور، ودعت منظمة التعاون الإسلامي لاجتماع طارئ الجمعة المقبل. 
كما أعلنت الخارجية التركية استدعاء السفير الإسرائيلي لدى أنقرة، «إيتان نائيه»، وأبلغته أن «عودته إلى بلاده لفترة، سيكون مناسبًا».
ومما لا شك فيه أن الأزمة الاخيرة كشفت تفرد تركيا في الرد بقوة على الخطوات المتسارعة لتسوية القضية الفلسطينية طبقا للأجندة الإسرائيلية، في وقت عانى فيه الموقف العربي من تراجع ملحوظ وسط أنباء عن تورط دول عربية كبرى في بيع القدس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى