الأرشيف

مصر… الوجه الاخر أمام العالم

بقلم المتخصص فى الشئون القانونية والسياسية

حاتم غريبرئيس فرع مصر لمنظمة إعلاميون حول العالم
…………………………….
رغم مرورى بوعكة صحية خلال اليومين الماضيين والحمد لله بدأت فى التعافى منها فقد وجدت لزاما على ان اتعرض لمسألة هامة باتت تؤرق أصحاب الضمائر والشرف فى هذا البلد وهى القبح أو الوجه القبيح الذى أصبحت تظهر به مصر أمام نفسها وأمام العالم كل شىء فى مصر الان أصبح قبيحا واختفى الحسن والجمال الظاهرى والداخلى وهذه ليست نظرة تشاؤم أو اظهار السلبيات لكنها الحقيقة والواقع الذى نعيشه جميعا على ارض وطن صحونا ذات يوم فوجدناه قد سرق منا لم يسرق بارضه وثرواته فحسب بل سرق بتاريخه وجغرافيته ومكانته ووجاهته ووقع فى أيدى عصابة مجرمة لاتعرف قيمته وقامته.

………………………………………………….

لقد أصبح القبح هو السائد الان فى حياتنا بل منهج حياة لدى الكثيرين سواء كانوا من افراد الشعب أو السلطة المتسلطة عليه وليس قبح المظهر فحسب بقدر ماهو قبح الجوهر فوجدنا قبح الكلمة وقبح التصرفات والافعال فضلا عن قبح القوانين والادارة وما يتبعها الى الدرجة التى أصبح القبحاء يتنافسون على اظهار قبحهم امام الاخرين فكل شىء يمارس داخل مصر حاليا بقبح شديد فى السياسة والقضاء والاعلام والثقافة والتعليم والامن لم يعد هناك مؤسسة الا وتظهر وجهها القبيح فى التعامل مع الافراد او فى علاقتها الخارجية مع دول العالم فهاهو الوجه الذى يفترض ان يظهر ممثلا لمصر امام العالم رئيس الدولة ( مع التحفظ ) يبدو دائما وكأنه اراجوز أو مهرج فى سيرك ويستعرض ظرفه وخفة دمه هذا اذا كان يعتقد هو أنه كذلك امام زعماء ورؤساء العالم واحيانا امام اتباعه لايتحدث بسياسة علمية داخل اطار رؤية جادة تحفظ له وللبلد الذى يمثله حيائه وكبريائه امام الاطراف الاخرى فيعرفون قدر الشخص الذى امامهم والبلد الذى يتعاملون معه.

………………………………………………….

لم تمهلنى الوعكة الصحية التى المت بى من متابعة الزيارة التى قام بها رئيس وزار اثيوبيا لمصر والمؤتمر الصحفى الذى عقد مع القزم المصرى لكن خلال متابعتى لاحد البرامج على قناة مكملين اذاع فقرة من المؤتمر وهى التى قام فيها القزم بتوجيه اليمين علانية للضيف الاثيوبى بان اثيوبيا لن تضر مصر فى حصتها المائية حينها راعنى هذا المشهد المزرى واصيبت بالذهول والدهشة لسابقة لم نسمع عنها ابدا فى تاريخ السياسة او العلوم السياسية او لقاءات الرؤساء والملوك والزعماء فى كافة انحاء العالم وقلت لنفسى اهكذا تدار الدول وتنتهج السياسات اهكذا توضع الحلول للمشاكل والازمات الدولية بهذه الكيفية والبساطة المتناهية اذا فما هو الغرض من الدبلوماسية والمنظمات والمحاكم الدولية اذا كانت الخلافات بين الدول تحل هكذا بحلف اليمين دون مباحثات ومشاورات ومفاوضات واتفاقيات مكتوبة تلزم جميع الاطراف وتكون حجة عليهم لكن ماحدث بالامس يمثل منهجية القبح والقباحة التى تغوص فيها مصر حتى رأسها.

………………………………………………….

لايفوتنى كذلك المنظر الذى ظهر به منتخبنا القومى وهو فى طريقه الى روسيا حيث بطولة كأس العالم لكرة القدم وهو يرتدى زيا مثيرا للسخرية وكذلك الباص الذى سيستقلوه هناك وماكتب عليه من كلمات تثير الاشمئزاز والذى يفترض انه واجهة مصر الرياضية امام العالم فكيف يبدو بهذا الوجه غير المقبول وان شئت فقل القبيح امام العالم.
اليس ما نراه الان من قبح هو حقيقة وليس ادعاء او محض افتراء وان مصر ينظر اليها الان فى المحافل الدولية على كونها بلد صغير حقير لاقيمة له ولا وزن والاحرى به ان يكون مهرجا داخل سيرك لا اسدا فى عرين الاسود العالم الحر لايعمل حسابا الا للعمالقة امثاله اما الاقزام فيسحقون تحت الاحذية والاقدام ولا يجدون من يتباكى عليهم.

………………………………………………

فالى متى يظل هذا حالنا والى متى نستمر فى اظهار وجهنا القبيح امام العالم ولمصلحة من الم يحن الوقت لخلع هذا القناع الزائف المشوه الذى اضحك علينا العالم وجعلنا مثار سخرية واستهزاء واستخفاف الى الدرجة التى افقدتنا مكانتنا الاقليمية والدولية واصبحنا تابعين لا متبوعين وكان من نتاج ذلك التفريط فى ارضنا وكرامتنا وحريتنا وارادتنا فى اتخاذ القرار وادارة امور انفسنا وولينا علينا قبحائنا فحولوا حياتنا الى قبح وقباحة.

………

حاتم غريب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى