الأرشيف

مصر بين عبيد البيادة والأسياد

بقلم الكاتب 
المهندس أشرف وهب
الأمين العام لمنظمة”إعلاميون حول العالم”

“المفسدون فى الأرض”!!!!!

بداية من “نحن على أبواب تل أبيب”! .. وإنتهاءا بـــ “كل شيئ يغضب ربنا سنفعله” !
كذابون .. منافقون .. لصوص ..خونة .. عملاء .. كفتة
الحديث عن مصر فيه من السخرية والآلام والأحزان ما تعجز عن الإتيان بمثلها كل عذابات البشر  والأرض وفوقهن سنون سبع شداد!
الآن وبعد إنقلاب العسكر على اول رئيس منتخب منذ زمن الفراعنة وبلوغ المصرى سن الرشد والنضج والتحضر وتويتر والفيسبوك ، هل يمكنك التمييز بين كارهيك وبين أحبائك؟
هل تسطيع معرفة بسهولة ويسر على من يحمل لك البغضاء ويضحك في وجهك؟
أبناء أم الدنيا الخطائين والعصاة والقساة والغلاظ الذين التفوا حول جنرالات من العسكر يسبغون عليهم الحماية، ويبررون لهم السرقة، ويحللون النهب، ويضعون في اجسام الشياطين أجنحة ملائكة السماء؟
العلاقة السائدة بين مصر وأبناءها لاتفرق بين الخائن وبين الشريف من أبناءها، ولكنها الحقيقة المأساوية المرة، فكل أبناء المحروسة تقريبا، إلا قلة نادرة منهم، يسيرون بجانب الحائط، ويتبعون المثل القائل الباب اللى منه الريح اقفه وإستريح، ويغمضون عيونهم عما يفعله بهم بائع الأرض والعرض، لم يعد التحريض يجدي نفعا، أو يحرك ذرة غيرة في نفس إبن البلد على وطنه، أو يمنحه شجاعة استثنائية في وقت عصيب، فكل ما يسمى بأجهزة الدولة في قبضة الخائن، حيتانها قبل فئرانها، اللامبالاة الشعبية هي عنوان العهد القاتم الذي تعيشه البلد، والقوى المناهضة للإنقلاب لم تعد قادرة على فرض إرادتها ورغبتها فى هزيمة الإنقلاب بل دبت الخلافات بينهم .
الغضب هو بداية الطريق الى الحرية، والشعوب التي لا تغضب من حكامها العسكريين الدكتاتوريين المتسلطين، ولا تتمرد على معذبيها، وتنام مساء كل يوم فوق دموعها، ويَدَّعي أبناؤها أنهم لا يملكون من أمرهم شيئا، وأن إرادة السماء فقط هي التي ستنقذهم، لن يفرج عنها الدكتاتور العسكرى العميل وستنتقل ملكيتها من خائن إلى آخر كما حدث فى مصر منذ تولى العسكر حكم البلاد أى اكثر من خمسة وستين عاما ، ولم يستفيق شعب مصر المستكين برغم انحدار البلاد الى ماهو تحت الهاوية.
في داخلى شلالات حزن لو فاضت لما كان لمصرى أن يأوي إلى الجبل ليعصمه من فيضانها وهيجانها، أبكى عليك يابلدى بكاءا مريرا، فأولادك مسرورين، ويرتعون، ويخنعون، ويخافون من عميل خائن المفترض أن يكون خادمهم الذي لا يزال يؤمن أن المصريين كلهم في عبيده وعبيد اسرته وعبيد مجموعة من النصابين يعتقدون انهم اسياد الوطن. بلدى الحبيبة..استحلفك بالله أن تغضبي مرة واحدة فقط، فهل تغضبى؟
منذ استيلاء جنرالات العسكر على مصر المحروسة وتوارثهم لها اتبعبوا صناعة جديدة قديمة فى التاريخ وهى صناعة الخوف, واستطاعوا تعبئتها وتغليفها, وفرضها على كل مصرى, إلا من رحم ربي, ليحتفط بنسخة منها في داخل عقله وقلبه وقلمه ولسان كل فرد من أفراد عائلته بدأ من زوجته حتى نصائح أصدقائه لاتخلوا منها, تدلف بنا عسكر مصر إلى عالم الصمت والخوف المقيت.
إنه البديل الآخر للقبور الجماعية الصامتة لكنه يطفوا فوق الأرض, وفي كائنات حية تنتمى الى ما يسمى بالإنسان, تجري لمستقر لها, وتلهث وراء لقمة العيش وتقبيل حذاء
الرؤساء العسكريون والمجلسُ العسكري المتخلفون ذهنيا, وتقديم خالص الشكر لرئيسهم الحاكم بأمره لأنه لم يرسل بعد ملك الموت لقبض أرواح الأحياء من شعبه.


علاقة عجيبة وغريبة ومعقدة بين عبيد يتمتعون بالمهانه, وعصابة من الأسياد يزدادون سادية وارهابا وفسادا تسلطهم يزداد عفنا رائحته كريهة نتنه . كل هذا في صمت الفبور به بقايا من روح لم يأمر الرئيس العسكرى بعد بانتزاعها.
المرحلة التالية هي البلادة وهي أعلى مراحل العبودية المستدامة والتمتع بالحط من قيمة الانسان.. خليفة الله في الأرض.
هكذا تعامل المصرى عندما بلغه نبأ مجزرة رابعة ومن بعدها عديد من المجازر والقبور الجماعية التي دفن فيها شيطان مصر العسكرى اللعين الآلاف من أبناء أم الدنيا, حتى أن أخصب فترات ردم القبور فوق جثث المصريين لم تمنع عالما كبيرا أن يقف بالقرب من جثث أبناء بلده في رابعة ويقول للسيسى بأنك ومحمد ابراهيم وزير الداخلية الدموى رسولان من رسل الله!
إنه المزيج المقزز من الخوف والصمت والبلادة الذي جعل المصرى لأكثر من خمسة وستين عاما يهزأ جاره وصديقه وعائلته وهذا المزيج المقزز العفن هو الذي منع, ولا يزال يمنع, نشر تقارير التعذيب والقتل والسحل وأماكن القبور الجماعية في أكثر من محافظة من محافظات مصر
في جمهورية جنرالات العسكر الصامتة هناك جامعة للتعذيب يتعلم فيها ضباط وحراس السجون عدة درجات من التعذيب المتدرج وتبدأ بالتعليق من الرجلين واليدين مع توجيه بطن السجين إلى أسفل فوق قضيب أفقي يستند على عمودين لتتهشم  تقريبا كل أجزاء الجسد. في الدرجة الثانية يجلس الحارس فوق ظهر السجين في نفس الوضع السابق لينكسر عموده الفقري. وفي الدرجة الثالثة يُغَطّس وجه السجين في حوض خاص مملوء ببول السجناء.
وفي الدرجة التالية يتم توصيل أسلاك كهربائية بالعضو التناسلي للسجين, أما الدرجتان الخامسة والسادسة فقلمى يخجل من وصفهما!
ناهيك عن سادية ضباط الشرطة مع إعطائهم مساحة واسعة من حرية كسر كرامة المواطن وسلخه وتعذيبه وتلفيق مئات التهم له واغتصاب عفته أمام أسرته والقاء البنزين على جسده المنهك ثم اشعال النار فيه أمام ضحكات مجموعة من شياطين المخبرين والمرشدين في اشارة دلالية على قيمة المواطن المصري في ظل حكم سلطوى عسكرى بغيض .
لقد حول رؤساء مصر العسكريون والمجلسُ العسكري، أم الدنيا  الى خرابة كبيرة إلى نظام يهيمن عليه رفاقهم من الضباط المسنين ،أعداد كبيرة من الضباط سنويًا يحالون للمعاش في سن الأربعين، عدد آخر أقلّ يتقاعدون في سن الخمسين، عددٌ آخر يمتدّ بهم العمر وتمتدّ بهم الخدمة لفترات أبعد من الستين، لكنَّ ولاءهم لا بدّ أن يكون في جيب الصفوة من جنرالات العسكر الكبار جدًا في السلطة، أو المقربين منها، فمئات الضباط المدربين ليس جيدًا أن تتركهم يجلسون في بيوتهم عاطلين بلا عمل! فأين يذهب جنرالات الجيش المصري بعد التقاعد؟
ضباط الجيش الكبار موجودون فى كل مكان، من محللين عسكريين جهلة اغبياء على جميع القنوات الخاصة والعامة الى قناة السويس إلى شركات الصرف الصحي ،عبارة عن أخطبوط بآلاف مؤلفة من الأزرع فى كل مناحى حياة الشعب المصرى .
فهل تريد أن تعرف على أي المجالات الصناعية في مصر يسيطر ضباط الجيش وجنرالاته المتقاعدون فستفاجأ بأنهم يهيمنون على قطاع البترول والغاز المملوك للدولة، النقل التجاري وقناة السويس ومواني البحر الأحمر ومساعدي الوزراء والمحافظين، المكاتب الإدارية في الوزارات والمحافظات مليئة بالضباط الأقل رتبة، رؤساء بعض المحاكم. مدراء شركات: مصر للسياحة، الأسمنت الوطنية، شركات الصرف الصحي التى تصب فى نهر النيل مما تزيد من شهرته عالميا حتى وزارة الأوقاف .
ناهيك عن مؤسسات أخرى كبرى و”شركات قابضة” مملوكة للمؤسسة العسكرية المصرية تعمل في مجال الصناعات المدنية، إسطمبات البلاستيك، حضَّانات الأطفال إلى صناعة” البوتاجاز” و”الغسالات” وأنواع مختلفة من المكرونة والمربى والطرشى ولاننسى انواع الكعك والغريبة والتورتات المتنوعة! هذه هي أبرز إنتاجات الشركات الكبرى للجيش المصري. وزارة الإنتاج “الحربي” تدير ثمانية مصانع، الهيئة العربية للتصنيع، وغيرها من المؤسسات الصناعية الكبرى التي تنافس الإنتاج المدني ولا يديرها سوى العسكريين. يرى العسكريون في مصر أن الإدارة في هذه المشاريع مُناطة بالجنرالات أكثر من غيرهم من المدنيين، فإنهم يتدربون على الإدارة داخل الجيش.
وفي ظل أحط لحظات العبودية والذل والمهانة والجبن نركع جميعا أمام الحكم العسكرى، ويستلقي الشيطان على قفاه من السخرية علينا، وتهرب الملائكة من سماء مصرنا، ويبصق أحرار العالم على المعلقات السبع الجديدة فى الدستور الجديد بمد مدة رئاسة سيد القصر العميل الجبان والتي تتصدر مانشيتات الصحف المصرية الصادرة صباح اليوم المشؤوم .
ماذا تبقى فى مصر المحروسة لم يقوموا بإفساده؟
سيدى القارئ ألست معى أن “هؤلاء هم المفسدون فى الأرض” ؟
وللقصة بقية.. انتظرونا فى التقرير القادم  ….

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى