الأرشيفتحليلات أخبارية

مصر تتحدث عن رايتها

بقلم الأديب الكاتب
محمد عبد الله زين الدين
المتحدث الإعلامى للمنظمة فرع مصر
 ————-
لقد كان علم مصر ماقبل 1952 يعبر عنها بلونه الاخضر وهو رمز الخصوبة والنماء وكان يعرف بالعلم الاهلي وهو ذلك العلم الأخضر ذو الهلال الأبيض والنجمات الثلاث. وقد اعتمد في 10 ديسمبر 1923 بعد صدور تصريح 28 فبراير 1922 وتحول مصر إلى مملكة حرة مستقلة., انه علم ثورة الشعب في عام 1919 ,والنجوم الثلاثة فهم من مكونات المملكة المصرية اي مصر والسودان وبلاد النوبة , او ان المملكة تتزين باقليم دارفور وكاردوفان وبلاد النوبة , وفي قول ثالث تعني تلك النجوم بالديانات السماوية الثلاث اليهودية , والمسيحية ,والاسلام وهم جميعا ينضوون تحت هلال يرمز للنظر للسماء حيث الايمان واليقين بالله سبحانه وتعالى فمصر كانت وستظل دولة لديها من الايمان مايجعلها تتخطى المعضلات والعقبات الكأداء .
وتحت لواء هذا العلم خاض الآباء والاجداد مواجهات الشرف والكرامة ضد المستعمر الغاصب البغيض , ووقف بنخوة واباء في وجهه الطغاة , وهاهو عبد الحكم الجارحي يرتقي شهيدا تحت لوائه هكذا يذكرنا التاريخ في مظاهرات العام 1935 , كما انه هونفس العلم الذي رفعه الطلبة والعمال في العام 1946 , ولف نعوش شهداء القناة من الفدائيين في العام 1951 , والعام 1952 ,ولا ننسى ابدا وقوف المرأة وهي تصرخ في وجه الطغاة وهذا علمها الذي حملته باحدى يديها وباليد الاخرى مافتئت تلوح بقبضتها في وجوه الغاصبين الكالحة, وهي تفت في عضدهم بصوتها الناري الذي كان يخلع دروع قلوبهم ويدك حصون صلفهم بنبرات اصرارها وعزمها الصارم المنيع , وهي تذكرنا بأمهات المؤمنين الابدال في الصدر الاعظم للاسلام ابان الايام العطرة في زمن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم .
وفي لحظة فارقة حينما نجح انقلاب 1952 وتغير الحال وركبت الشياطين والمردة الموجة تحت مسمى ناعم ظهر وقتها باسم حركة الجيش , وقد كانت كلمة حركة هي المسمى الاملس الذي كانت تخفي من ورائه حدث جلل يعبر عن شأفة انقلاب سافر مهين قد أودى بالبلاد حيث الردى والهلاك , فتحولت تلك الكلمة البغيضة حركة الى كلمة اخرى وهي ثورة الشعب , وذلك التلفيق تم بفعل زور وبهتان مضل و كما عهدنا دائما في سلوك ابالسة العسكر الكذب والضلال والازورار عن الحق والحقيقة ,فالشعب بات حزينا لما وصلت اليه الامور لمثل تلك الحالة , ومن ثم تطورت الاحوال الى طمس كل معالم الحضارة بدءا من القوانين مرورا بالتقاليد والاعرلف وصولا لشخصية الانسان ذاته , الكل اضمحل وتفكك واصبحت مصر مثار رثاء المحبين , وموضع شماتة وتشفي الاعداء المضلين .
وكان ممن قد طالته رياح التغيير وعوامل تعرية النظم القمعية هو علم مصر وللاسف تغير شكل والوانه ليصبح على ما نراه عليه الان , وظل الحال على ماهو عليه مع بعض التغييرات الثانوية على اساس تغير وجوه الجالسين على سدة حكم البلاد , الى ان قامت ثورة25 يناير وتبنتها قوى متعددة من الكتل الشعبية والتي تكونت وقتها على اساس رفض الظلم والظالمين منادية بالعيش الكريم والمصاحب لحرية قوامها ليست عدالة توزيع الثروة فحسب بل عدالة مطلقة في كافة امور الحياة , ومن ثم وجب علىنا وعلى القائمين على تلك الثورة والذين قد هربوا بافكارهم ومبادئهم خارج الوطن المكبل بأصفاد الراديكالية القمعية الفاشستية العسكرية كي يبدأوا معركة الوعي المضنية ,ومن ثم وجب ان نملك نحن كثائرين راية وضاءة براقة نحتمي في ظلها من وهج طغيانهم و تختلف عن راياتهم وهي رايات الموت التي باتت ترفرف مستهينة بالارواح على سجونهم ومحابسهم ومعتقلاتهم ومؤسساتهم الموحشة المميتة .
انها ولابد ان تكون راية تعبر عن تاريخ دولة بحجم مصر مثلما يعبر عن طموح المصريين في مستقبل لدولة فتية , ان لتغيير شكل والوان ورموز العلم لهو ابلغ رد على من يراهنون على ضعف اصرارنا وتراخ قبضتنا لانهم ببساطة سوف تتراخى قبضتهم هم , فمعنى علم للثورة : اما نحن واما هم , ولو اخذنا اصوات النخب من اصحاب الفكر لكان صوتهم من صوتي وازعم ذلك , وفي الختام اذكر ان ذلك اجتهاد لو اصبت برأيي هذا كان لي اجر المحاولة و الاصابة اما اذا كان خلاف ذلك فلي اجر المحاولين لالقاء حجر في الماء الساكن , لأن الماء الساكن يتحول الى ماء اسن في يوم قد نحتاج فيه غرفة ماء !!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى