لايف ستايل

مكملات الميلاتونين تساعد على النوم.. وهذا موعدها المناسب والجرعة اللازمة

لسوء الحظ، أصبح الحصول على
قسطٍ كافٍ من النوم الهانئ شيئاً نادراً في هذه الأيام. ويلجأ البعض إلى مكملات الميلاتونين؛ أملاً في ليلة هانئة. فما مخاطر تناوله؟

قد تتسبب جودة النوم المتدنية
في عواقب صحية وخيمة مثل خفض الإنتاجية، وزيادة خطر الإصابة بأمراضٍ مثل
السكري وارتفاع ضغط الدم. 

لذلك، يتجه الأشخاص الآن إلى
تناول مكملات «الميلاتونين»؛ للتغلب على مجموعة واسعة من
مشكلات النوم، من بينها الأرق واضطراب النوم الناتج عن العمل بنظام المناوبة.

لأن
هذا الهرمون لا يظهر إلا في الظلام، فقد حصل على لقب دراكولا الهورمونات.

ونمط النوم بالليل عندما تغرب
الشمس والاستيقاظ في الصباح عندما تشرق الشمس، جزء طبيعي من حياة الإنسان. 

وتحدث هذه العملية بفضل هرمون
«الميلاتونين» المسؤول عن تنظيم الساعة البيولوجية الداخلية للجسم، أو
ما يُعرف أيضاً بإيقاع التواتر اليومي.

يفرز الجسم هرمون الميلاتونين
(الذي يسمى هرمون النوم) من الغدة الصنوبرية الموجودة بالمخ، ويظهر تأثيره
أو يضيع بناءً على تغييرات الضوء، بحسب ما شرحه موقع Natural News الأمريكي.

ففي الضوء الخافت، تُفرز
مستويات عالية من الميلاتونين من شأنها أن تساعدك على النوم. ومع ذلك، لا يجعلك
هذا الهرمون تخلد إلى النوم من تلقاء نفسه، لكن الأمر يعتمد على مدى استجابة جسمك
للظلام، وهو ما يساعدك على الدخول في إيقاع الشعور بالنعاس في أثناء الليل.

وقد يعيق التعرض للضوء في
الليل إنتاج الميلاتونين الطبيعي. تؤكد هذه الحقيقة أهمية النوم بغرفة
مظلمة. 

ووفقاً لدراسة نُشرت في مجلة
«Neuron» العلمية، تقل فترة النوم ليلاً بصورة كبيرة لدى سمك الدانيو المخطط (zebrafish)، بسبب طفرة جينية نادرة
منعتهم من إنتاج الميلاتونين. 

وتشير النتائج إلى أن
الميلاتونين والتغييرات في مستوى الضوء هما العاملان المسؤولان عن مساعدة الجسم
على النوم.

تحدث مستويات الذروة في إنتاج الميلاتونين خلال الليل، وبمجرد
إنتاجه يتم تحويله إلى مجرى الدم والسائل النخاعي؛ وهو السائل المحيط بالدماغ
والحبل الشوكي.

ثم يتم حمل الميلاتونين عن طريق الدورة الدموية من المخ إلى جميع
مناطق الجسم.

هناك أنسجة تسمى مستقبِلات الميلاتونين، يمكنها اكتشاف الذروة في
إنتاج الهرمون، وهذا من شأنه تنبيه الجسم بأن الوقت قد أصبح ليلاً وأنه قد حان وقت
النوم.

تكون مستويات إنتاج الهرمون خلال الليل أعلى 10 مرات على الأقل من تركيزات النهار.

زاد الإقبال على مكملات
الميلاتونين عبر السنين، إذ أفاد المركز الوطني للصحة التكميلية والتكاملية بأن 3.1 مليون أمريكي بالغ يتناولون أحد أشكال مكملات
الميلاتونين. 

تعتبر هذه المكملات مفيدة على
نحوٍ خاص للأشخاص الذين لا تستطيع أجسامهم إنتاج ما يكفي من هذا الهرمون بشكل
طبيعي، من بينهم على سبيل المثال، أولئك الأشخاص الذين ينامون نهاراً، لأنهم
يعملون نوبات ليلية.

وقد تساعد مكملات الميلاتونين
أيضاً في تحسين القدرة على النوم وجودته لدى الأشخاص الذين تنتج أجسامهم كمية
طبيعية من الميلاتونين، لكن لا تزال لديهم صعوبة في النوم ليلاً لأسباب مختلفة مثل اضطرابات النوم

وبحث تحليل تلوي نشرته مجلة
«PLOS One» العلمية، في مدى فاعلية مكملات الميلاتونين في تحسين جودة
النوم لدى مرضى يعانون اضطرابات النوم. 

ووجد الباحثون أن المشاركين
في الدراسة الذين تناولوا مكملات الميلاتونين خلدوا إلى النوم أسرع من أولئك الذين
تناولوا الدواء الوهمي، الذي يعطى للمريض بهدف إيهامه نفسياً بأنه سيشفي
مرضه. 

ساعدت مكملات الميلاتونين
أيضاً في زيادة فترة نومهم وتحسين جودته.

قد تختلف جرعة مكملات
الميلاتونين من شخصٍ إلى آخر، لأن ثمة عدة عوامل يمكن أن تؤثر في طريقة تفاعل
الجسم مع الميلاتونين، من ضمنها عملية الأيض «Metabolism» ووزن الجسم وصحته العامة. 

ووفقاً للمؤسسة الوطنية
الأمريكية للنوم (NSF)، تتراوح الجرعة النموذجية للشخص البالغ ​​بين  0.2 ملليغرام و5 ملليغرامات لليوم الواحد، ويجب تناولها قبل نحو ساعة
من الذهاب إلى النوم.  

على الرغم من أن الميلاتونين
مادة كيميائية طبيعية ينتجها الجسم، فإنه تجب معاملته بالطريقة نفسها التي نتعامل
بها مع أي دواء آخر. 

هذا يعني الحذر من الآثار
الجانبية المحتملة. يعد الشعور بالنعاس أحد الآثار الجانبية الأكثر شيوعاً لتناول
مكملات الميلاتونين. 

قد يجد الشخص نفسه يشعر
بالنعاس الشديد أو التعب عندما يستيقظ في الصباح بعد تناول جرعة من الميلاتونين
ليلاً. 

تتمثل إحدى طرق التحايل على
هذا التأثير الجانبي، في تناول الميلاتونين بوقت مبكر جداً من المساء، أو حتى
تقليل الجرعة؛ للمساعدة في ضمان حصولك على قسطٍ كافٍ من النوم ليلاً والشعور
بالنشاط والحيوية عند الاستيقاظ صباحاً. 

وتشمل الآثار الجانبية
المحتملة الأخرى لتناول مكملات الميلاتونين الشعور بالغثيان والدوار والصداع.

وكما هو الحال مع مكملات
غذائية أخرى، يجب على الأشخاص الذين يتناولون عقاقير أخرى، استشارة مقدم الرعاية
الصحية الخاص بهم قبل تناول مكملات الميلاتونين. 

قد يتفاعل الميلاتونين سلباً
-رغم أن هذا أمر غير مرجح- مع عقاقير أخرى؛ وهو ما يؤدي إلى آثار جانبية غير مرغوب
فيها. 

وتجب أيضاً ملاحظة ردود الفعل
التحسسية المحتملة لتناول مكملات الميلاتونين، والأشخاص الذين تظهر لديهم علامات
حساسية يتعين عليهم الاتصال فوراً بالطبيب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى