لايف ستايل

مماطلة حتى آخر نفَس.. ماذا يحدث للجسم عند تأجيل موعد النوم؟

نلجأ
كثيراً إلى المماطلة والتسويف عند أداء بعض المهام اليومية، فعلى سبيل المثال،
تضغط زر الغفوة عدة مرات قبل أن تنهض من فراشك، وتماطل في تسليم عملك، وربما تؤجل
أداء التمارين الرياضية. ولكن، ماذا عن تأجيل موعد النوم؟ 

ليس القصد هنا أنك تعاني صعوبات في النوم، ولكن المقصود امتناعك عن الذهاب إلى الفراش حينما تكون بحاجة إلى النوم.

لست
وحدك من يمارس المماطلة والتسويف في النوم، فوفقاً لدراسة استقصائية نُشرت نتائجها في عام 2014، التسويف في النوم مشكلة سائدة. 

فقد ذكر
نصف المشاركين، البالغ عددهم 177 مشاركاً، أنهم يذهبون للنوم في وقت متأخر عما
يريدون مرتين في الأسبوع على الأقل.

يُعرف
التسويف قبل النوم بأنه عدم الذهاب إلى الفراش بالوقت المحدد، في حين لا توجد ظروف
قاهرة تمنع ذلك، وفقاً للباحثين بجامعة أوترخت في هولندا. 

ولا
يعني هذا عدم القدرة على النوم، ولكن يعني عدم الذهاب إلى النوم من الأساس.

في
الغالب، يؤخر الشخص ذهابه إلى النوم إما لإنهاء عمل ما، أو ممارسة بعض المهام
اليومية بالمنزل، أو إجراء مكالمة هاتفية، أو مشاهدة فيلم محبَّب، أو تصفُّح مواقع
التواصل الاجتماعي.

المماطلة
في الذهاب إلى النوم تؤدي إلى نتائج صحية ضارة، لأنها تؤدي إلى  عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم.

عندما
لا تذهب إلى فراشك حينما تشعر بالحاجة إلى النوم، فإن جسمك سيطلق هرمون الكورتيزول
المسبِّب للإجهاد، ليفي بمتطلبات جسمك للبقاء مستيقظاً، أي لتجاوز الساعة
البيولوجية الطبيعية لجسمك.

ما يحدث بعد ذلك هو الشعور باليقظة، أو الشعور بالتعب مع البقاء مستيقظاً، وهو ما قد يزيد من صعوبة النوم عندما تكون مستعداً في النهاية. 

– وجدت دراسة أُجريت عام 2010، أن المماطلة والتوتر مرتبطان. في الواقع، وجدت
الدراسة أن المماطلة العالية ترتبط بالصحة العقلية الأكثر فقراً وسلوكيات الصحة
العقلية الأقل. على سبيل المثال، تستغرق بعض الوقت بانتظام للاسترخاء والتعافي من
الإجهاد.

– بالإضافة إلى العلاقة الموثقة بين التسويف والصحة العقلية، هناك أدلة متزايدة على أن التسويف يمكن أن يؤثر في صحة الفرد البدنية.

وخلصت دراسة أُجريت عام 2015، إلى أن التسويف في النوم هو أحد العوامل التي يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية.

– نظراً إلى التأثير السلبي الذي يُحدثه التسويف على الصحة العقلية والبدنية، ليس من المستغرب أن يكون له تأثير سلبي أيضاً على أداء الفرد في مكان العمل.

يميل الأشخاص المماطلون في النوم إلى أن يكون مدخولهم أقل، ويقضون فترات زمنية قصيرة في أي وظيفة معينة، ويشغلون وظائف ذات قيمة جوهرية أقل.

ووجدت دراسة أُجريت عام 2016، أن التسويف أكثر انتشاراً بين الأشخاص العاطلين عن العمل، وهو ما قد يوحي بأن التسويف يؤدي في كثير من الأحيان إلى البطالة. 

يستشهد الخبراء بهوسنا بالتكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعية باعتبارها من كبار
المذنبين الذين يسهمون في سبب تأجيلنا للنوم. 

وبالطبع،
تعد ثقافة العمل الحالية على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، مسؤولاً رئيسياً عن
تأخير الذهاب إلى النوم. 

فعلى
سبيل المثال، هناك العمل الحر غير المحدود بوقت، وكذلك العمل عبر الإنترنت من
البيت.

الذهاب
إلى النوم في الوقت الذي تشعر فيه برغبتك في النوم ليس مجرد قرار يمكنك اتخاذه
بإرادتك وحسب، ولكنه يعتمد كذلك على بناء بعض العادات الصحية للنوم.

– تقليل
استخدام الضوء الأزرق

من
الأفضل لعينيك أن تبتعد عن الشاشات الذكية الي تنبعث منها الأشعة الزرقاء قبل
النوم بساعتين. فالضوء الأزرق المنبعث من تلك الأشعة يخدع عقلكم ويوهمه بأنه لا
يزال في فترة النهار، من خلال العبث بمستوى الميلاتونين، وهو ما يجعل النوم أكثر
صعوبة.

– اجعل بيئة نومك
ممتعة 

لتحظى
بنوم مريح، احرص على جعل مكان نومك مظلماً، واستخدِم بعض الروائح العطرية
المهدِّئة كالخزامي والبابونغ، لتساعدك على الشعور بالهدوء. كذلك، اجعل مكان النوم
بارداً بعض الشيء.


تحرَّك إلى الفراش فور الشعور بالنعاس

هناك
وقت معتادٌ كلَّ ليلة تشعر فيه بأنك بحاجة إلى النوم، ولكن هناك بعض الأيام قد
تكون أكثر إرهاقاً وإجهاداً، فتجد أن حاجتك إلى النوم قد تأتي مبكراً، ولذا عليك
الاستجابة إلى النداء الطبيعي.

– ابتعد عن مواقع التواصل
في وقت النوم

حارِب
رغبتك في تصفُّح فيسبوك ومعرفة آخر الأخبار، وأبعِد يدك عن أيقونة إنستغرام،
فيمكنك مشاهدة آخر وأحدث صور المشاهير في الصباح. 

استبدِل روتين مواقع التواصل بآخر أكثر فائدة لنومك، على سبيل المثال: أخذ حمام دافئ، أو ممارسة اليوغا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى