آخر الأخباراقتصاد

ممر ملاحي جديد”ميناء دييغو سواريز (Port of Diego Suarez).بديلا عن قناة السويس

بقلم رئيس التحرير

سمير يوسف

رئيس منظمة “إعلاميون حول العالم”

كشف موقع افريقا إنتليجنز الفرنسى المقرب من عدة مخابرات غربية الجمعة 4 فبراير أن أمريكا تعيد إحياء قاعدة دييغو سواريز البحرية التى تقع على طول الساحل الشمالى الشرقى لجولة مدغشقر وذلك عقب تعطل الملاحة فى قناة السويس خلال شهر مارس الماضى

إذ تحاول الولايات المتحدة إيجاد طرق شحن آمنة جديدة لحركة المرور العالمية، ولذلك قررت، في نهاية العام الماضي، أن تضع نصب أعينها مدغشقر، التي استخدمت ممراتها المائية على نطاق واسع خلال هذا الحدث للإبحار حول إفريقيا.

كانت سفينة الحاويات العملاقة “إيفرغيفن” قد جنحت في 23 مارس/آذار 2021، بالمقطع الجنوبي من قناة السويس، ما أدى إلى إغلاقه بالكامل، وتعطيل الملاحة في القناة 6 أيام، وهو ما تسبب في خسائر مالية كبيرة للقناة.

فيما تستعد وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) لتمويل تجديد قاعدة دييغو-سواريز البحرية، بعد عدة سنوات من التأخير.

في حين لا تسمح حالة القاعدة، التي تعاني من الخراب حالياً، باستضافة السفن.

بينما يعتزم القسم الهندسي بالبحرية الأمريكية استدعاء مقاول خاص، بحلول مارس/آذار المقبل؛ لتجديد البنية التحتية وبناء مركز العمليات الملاحية، الذي سيشمل مركزاً لتدريب الأفراد.

هذه الجهود تمثل أيضاً وسيلة للولايات المتحدة لإحياء تعاونها الأمني ​​مع العاصمة “أنتاناناريفو”.

كانت واشنطن قد التزمت بالفعل بتزويد الخدمات البحرية الملغاشية بأنظمة تحديد آلية للتحكم في حركة المرور، وكذلك محطات الرادار، بالتعاون مع فرنسا. وتشعر القوتان بالقلق الشديد من نفوذ الصين المتنامي في البلاد، من الناحيتين الاقتصادية والأمنية.

من جهته، حث رئيس مدغشقر، أندري راجولينا، على تحديث قاعدة “دييغو-سواريز” البحرية، التي تمثل بسبب موقعها الجغرافي محوراً مُهماً في مبادرة نهوض مدغشقر، من أجل السيطرة على قطاع الصيد على وجه الخصوص.

يشار إلى أنه في مارس/آذار الماضي، استضافت مدغشقر احتفالات الذكرى الستين للبحرية الوطنية، تحت إشراف رئيس الوزراء كريستيان نتساي ووزير الدفاع ليون راكوتونيرينا.

قاعدة “دييغو غارسيا”… بريطانيا تمنح ما لا تملك لإمريكا

بعد دعوة محكمة العدل الدولية بتاريخ 25 فبراير/شباط الماضي، بريطانيا، لإعادة جزر تشاغوس، الواقعة في أقليم المحيط الهندي البريطاني، إلى موريشيوس، تحولت الأنظار إلى هذه الجزر؛ لكونها تضم قاعدة دييغو غارسيا العسكرية الأمريكية.

وحسب المعلومات التي جمعها مراسل الأناضول، فإن موريشيوس عبارة عن مجموعة جزر في المحيط الهندي، وكانت مستعمرة هولندية عام 1598، ومن ثم أصبحت مستعمرة فرنسية عام 1715.

وفيما بعد، وقعت البلاد تحت حكم بريطانيا، بموجب اتفاقية باريس لعام 1814، حيث رضخت للاستعمار البريطاني لنحو 150 عاما، قبل أن تجبر الأمم المتحدة بريطانيا على منح موريشيوس الاستقلال، عام 1968.

وقبل 3 أعوام من ذلك التاريخ، كانت بريطانيا قد فصلت أرخبيل تشاغوس عن موريشيوس، واحتفظت بها لنفسها.

كما اقتطعت بريطانيا إلى جانب تشاغوس، كلا من جزر ألدابرا، وفراكوهار، وديسروجي من سيشيل، وأعلنت هذه الجزر جزءا من أقليم المحيط الهندي البريطاني، عام 1965.

وأُجبرت بريطانيا فيما بعد على إعادة مجموعة الجزر التي سلبتها من سيشيل، ليصبح عدد الجزر التي يحتويها المحيط الهندي البريطاني ألفين و300 جزيرة.

وتقع قاعدة دييغو غارسيا في جزيرة مرجان، وهي أكبر جزر الأرخبيل، حيث قامت بريطانيا بتأجيرها لحليفتها الولايات المتحدة، عام 1966، لمدة 50 عاما.

 

 الولايات المتحدة تطرد للأهالي

وفور استئجارها، باشرت الولايات المتحدة بأعمال إنشاء قاعدة بحرية وجوية في الجزيرة، بعد إجبارها أهالي المنطقة على مغادرة منازلهم، ما بين عامي (1967-1973)، كما أغلقت أبواب الجزيرة في وجه السياح ووسائل الإعلام.

وتم تدشين القاعدة عام 1977، تحت اسم منشأة دييغو غارسيا للقوات البحرية، حيث تضم مدرجا بطول 3 آلاف و600 مترا لطائرات الشحن العسكري، فضلا عن ميناء بحري بإمكانه استيعاب حاملتي طائرات في الوقت ذاته.

وتقع دييغو غارسيا وسط مثلث الهند، وإندونيسيا، ومدغشقر، في حين تستغرق الرحلة البحرية إلى أقرب نقطة يابسة حوالي يومين.

وما بين عامي (1966-2016) أنفقت الولايات المتحدة 3 مليار دولار، على إنشاء وترميم القاعدة.

كما مددت بريطانيا تأجير الجزيرة للولايات المتحدة لمدة 20 عام إضافية اعتبارا من عام 2016.

ولا يمكن الوصول إلى القاعدة إلا بالوسائل العسكرية، كما لعبت دورا في الكثير من العمليات العسكرية الأمريكية، اعتبارا من مرحلة الحرب الباردة وحتى يومنا هذا.

وفي هذا الإطار، أدت القاعدة دورا مهما في الحد من التهديدات الروسية في المحيط الهندي، وحرب الخليج الثانية عام 1991، والضربات الجوية ضد مواقع طالبان خلال حرب أفغانستان عام 2001.

موقع فى منتهى الأهمية 

وتحتل القاعدة موقعا هاما لقربها من الشرق الأوسط، وخليجي البصرة وعدن، ولكونها تقع فوق مسارات الهيدروكربون في المحيط الهندي.

ومن جانب آخر، تم الربط بين دييغو غارسيا وحادثة اختفاء طائرة للخطوط الماليزية بتاريخ 8 مارس عام 2014، وعلى متنها 227 راكبا، خلال مرورها بالمحيط الهندي، بينما كانت في رحلة بين كوالا لمبور وبكين.

وانتشرت وقتها عدة إدعاءات أبرزها أن الطائرة هبطت في القاعدة، أو أن القوات الأمريكية أسقطتها بالقرب من القاعدة خشية من هجوم إرهابي.

وألّف عالم الأنثروبولوجيا الأمريكي دافيد فاين، كتابا حول القاعدة، حمل عنوان “جزيرة العار”، تطرق فيها إلى تهجير أهالي الجزيرة من منازلهم بين عامي 1967 و1973، على يد القوات الأمريكية والبريطانية.

واعترفت المحكمة البريطانية العليا عام 2000 و2006، ومحكمة الاستئناف في لندن عام 2007 بحق أهالي تشاغوس المهجرين بالعودة إلى منازلهم.

كما نقلت موريشيوس ملف المهجرين إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي أقرت بدورها بنقل ملف استقلال تشاغوس إلى محكمة العدل الدولية.

وحكمت محكمة العدل الدولية بتاريخ 25 فبراير الماضي، بأن بريطانيا سلبت جزر تشاغوس من موريشيوس لدى منحها الاستقلال، لافتة إلى أن طريقة تعاملها مع إنهاء الاستعمار كان “غير قانوني”، داعية إياها لإعادة الجزر إلى موريشيوس، إلا أن قرارها هذا لا يحمل صبغة ملزمة، وهو مجرد توصية.

يذكر أن مدغشقر جزيرة بقيت عصية على البشر ولم تطأها قدم إنسان إلا قبل نحو ألفي عام، بعد أن انفصلت جغرافياً عن آسيا وأفريقيا في حقب موغلة في التاريخ، وتحولت إلى منطقة بدائية لم يستعمرها أحد، وهذا ما وضعها في عزلة طبيعية وحولها شيئاً فشيئاً إلى خزين طبيعي للكائنات الحية، يمكن عَدّه الأكبر في العالم. وهذا بالتحديد ما يستهوي السياح الباحثين عن روعة وسحر الطبيعة البكر، وهذا أيضاً ما حدا بالبعض إلى إطلاق اسم القارة الثامنة على هذه الجزيرة؛ وإن كان البعض يظن أن تسمية «الكوكب الآخر» هي الأكثر ملائمة.
هكذا وصل البشر إلى مدغشقر
تقع جمهورية مدغشقر قبالة ساحل شرق أفريقيا، وهي رابعة كبرى جزر العالم، ويسكنها نحو 26 مليون نسمة. عاصمتها هي أنتاناناريفو أو «تانا» كما كان يسميها المستعمرون الفرنسيون، واللغة الرسمية؛ اللغتان المدغشقرية والفرنسية التي يتحدث بها كل المتعلمين. هذا؛ وتعد الجزيرة نقطة ساخنة للتنوع البيولوجي حيث تم العثور على أكثر من 90 في المائة من الحياة البرية التي لا توجد في أي مكان آخر على الأرض. فقد حدث الاستيطان البشري فيها منذ نحو ألفي عام؛ حيث بدأ توافد البشر بأول هجرة للشعوب الأسترالية التي جاءت إليها على متن القوارب، ثم تبعهم مهاجرون آخرون عبروا قناة موزمبيق من شرق أفريقيا. وهكذا استمرت هجرة الجماعات المختلفة مع مرور الوقت، وهو ما ساهم في تنوعها الثقافي الكبير، الذي يتوزع على نحو 18 مجموعة؛ كبراها مجموعة «ميرينا» التي توجد في المرتفعات الوسطى ومنها كان يخرج الرؤساء والملوك.

الصين لديها بديل قناة السويس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى