آخر الأخبارالأرشيف

مناورات إسرائيل البحرية.. استعراض للقوة واستهداف أهالي سيناء

هل يمثل تنظيم داعش في سيناء تهديدًا فعليًا لإسرائيل، يبرر إجراءها مناورات بحرية بالبحر الأحمر أكثر من مرة في عام واحد؟ ومن المستهدف من هذه المناورات البحرية؟ تنظيم الدولة أم أهالي سيناء لضرب المقاومة الفلسطينية؟ وما إمكانية تجاوز الدور الإسرائيلي في البحر الأحمر الحدود المعلنة لمناورته البحرية؟ تساؤلات طرحت عقب إجراء البحرية الإسرائيلية مناورات أمس الاثنين بالبحر الأحمر للمرة الثالثة خلال هذا العام، تحاكي هجوما من تنظيم داعش في سيناء على أهداف في ميناء إيلات، في وقت يتعاظم فيه القلق من تهديد تنظيم داعش في سيناء، ولم تتمكن القوات المصرية من حسم معركتها ضد هذا التنظيم.

وشملت المناورات التدريب على إطلاق النار من القطع البحرية المختلفة/ وإحباط عمليات تسلل من جهة البحر فضلا عن عمليات إنقاذ وإجلاء لجرحى مفترضين.

وجرت المناورات في الحدود المائية لإسرائيل التي أبلغت كلا من مصر والأردن بموعد بدئها.

مناورات

خوف إسرائيلي

ورغم أن انزلاق بعض حوادث العنف من سيناء إلى إسرائيل لا يزال محدودا، فإن المخاوف لدى إسرائيل تزداد من عمليات تسلل من هذا النوع منذ فقدان الأمن المصري سيطرته على شبه جزيرة سيناء، وازدياد تهديدات الجماعات المتطرفة في تلك المنطقة.

وقال ضابط كبير في سلاح البحرية عن غاية التمرين: «شهدت السنة الماضية تعاظما في التهديدات الأمنية من سيناء، لا سيما تهديد (الدولة الإسلامية)، إذ يمكن ملاحظة الأمر عبر مواكبة الأخبار من سيناء، وأيضا عبر حادثة إسقاط طائرة روسية هناك».

وأضاف: «يجب أن يكون ردنا سريعا، وهذا يتطلب تنسيقا قويا مع قوات الشرطة والإسعاف في مدنية إيلات».

وأوضح الضابط أن سلاح البحرية يجري تدريبات مماثلة مرة أو مرتين في السنة، ويختار كل سنة منطقة معينة. ووقع الخيار هذه السنة على منطقة البحر الأحمر، تحسبا لتنامي التهديدات في سيناء.

وأشار المسؤول العسكري إلى أن الجيش الإسرائيلي أبلغ الجيش المصري والأردني مسبقا بالتمرين، مشددا على أن التعاون الأمني مع الجيشين يتم على أحسن وجه.

تأهب على الحدود

وفي نهاية شهر سبتمبر (أيلول) الماضي كشفت صحيفة «معاريف» عن تدريبات أجراها الجيش الإسرائيلي في المنطقة الحدودية مع مصر، تحسبا «لمواجهة عملية مسلحة يقوم بها تنظيم داعش ضد إسرائيل انطلاقا من سيناء».

وقال المراسل العسكري للصحيفة نوعام أمير، إن الجيش الإسرائيلي أجرى تدريبات عسكرية خاصة بوحدة «كركال» المتخصصة في إعداد المقاتلين، للتهيؤ لهجوم قد يشنه التنظيم في مناطق الاحتكاك مع إسرائيل.

استهداف أهالي سيناء

وحول الهدف من هذه المناورات، وصف الخبير في الشؤون الإسرائيلية سلطان العجلوني المناورات الإسرائيلية بأنها ليست بريئة، وليست موجهة ضد تنظيم الدولة الذي لا يشكل أصلا تهديدا لها. واعتبر أن هدف المناورات هو أهالي سيناء لا تنظيم الدولة، باعتبار أنهم يشكلون عمقا للمقاومة الفلسطينية في غزة التي تريد إسرائيل خنقها، مؤكدا أن المناورات تهدف أيضا إلى ما هو أبعد من ذلك وهو عمق البحر الأحمر ومضايقه. 

استعراض القوة

أما أستاذ الدراسات الأمنية والعلوم السياسية في جامعة «إكستر» البريطانية الدكتور عمر عاشور، فقد أشار إلى أن الهدف من المناورات ربما يكون توسيع إسرائيل نفوذها العسكري واستعراض قوتها العسكرية. ولفت في تصريحات له إلى إمكانية أن يكون هدف المناورات الإسرائيلية التدرب على قيام تنظيم الدولة بهجوم على إيلات بصواريخ غير موجهة وغير دقيقة أو بواسطة أفراد مسلحين، لكن ذلك لا يحتاج إلى مناورات بهذا الحجم.

وأوضح عاشور أن إسرائيل تعتبر تنظيم الدولة تهديدا، مشيرا إلى أن الخلاف هو في مستوى التهديد الذي يشكله بالنسبة لإسرائيل.

صنيعة إسرائيلية أميركية 

من جهته وصف مجدي شندي المؤيد للنظام ورئيس تحرير صحيفة «المشهد» المصرية الأسبوعية تنظيم الدولة بأنه صنيعة أميركية إسرائيلية بامتياز، وهو ليس معاديا لإسرائيل حتى تعتبره هدفا لتلك المناورات.

وعما إذا كان هناك تعاون أو هدف مشترك بين مصر وإسرائيل في هذه المناورات – وبخاصة أن الأخيرة أبلغت مصر بها – نفى شندي وجود تعاون أو هدف مشترك بين مصر وإسرائيل، مشيرا إلى أن هناك تناقضا بين الاستراتيجية المصرية والإسرائيلية تجاه تنظيم الدولة الذي هو صنيعة تدعمها إسرائيل وتقاتلها مصر، بحسب تعبيره.

مناورات بين الحين والآخر

ويجري جيش الاحتلال، بين فترة وأخرى مناورات عسكرية، في الوقت الذي تشهد فيه معظم الحدود مع الاحتلال الإسرائيلي توترا مستمرا، حيث أنهت القوات البحرية الإسرائيلية، في مارس (آذار) الماضي، تمرينا عسكريا خاصا في البحر الأحمر، شمل سيناريو إطلاق صواريخ وخطف قارب مدني في البحر. ونفذت مناورة مشتركة مع قوات المارينز الأميركية في يوليو (تموز) الماضي، حيث تدربت القوات الإسرائيلية على سيناريو اجتياح ساحل دولة معادية بظروف قاسية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى