الأرشيفنهاية دول الخليج العربي

منذ تولى محمد بن سلمان ولاية العهد ظهور سعوديات يلعبن «البلوت» بساحة الحرم المكي ناهيك عن حفلات الرقص والأغانى

أثارت صورة لسعوديات تلعبن «البلوت» في ساحة الحرم المكي، جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأظهرت الصورة 4 سيدات، أمام بوبة الملك «فهد» بالحرم المكي، يجلسن على الأرض ويلعبن «البلوت».
واستنكر الناشطون هذه الصورة، والسماح لهؤلاء النساء باللعب «البلوت» في ساحة المسجد الحرام، معتبرين أن هذا تجاوز في حق الدين والمكان المقدس، ومتسائلين عن رجال أمن الحرم من هذا الفعل.
وتعجب «فهد الغفيلي»، بعد نشر الصورة، بالقول: «نتيجة للتغييرات الاجتماعية السريعة التي أحدثها محمد بن سلمان في المملكة، شاهد مجموعة من النساء السعوديات يلعبن البلوت في ساحة الحرم المكي».
وتساءل «صالح الأحمد»: «إلى هذا الحد وصل الأمر على بعد أمتار من الكعبة وفي ساحات الحرم المكي. نساء يلعبن البلوت. ماذا بقي نزع الحياء ونزعت هيبة المكان؟. حسبي الله اللهم اهدي كل ضال إلى الطريق المستقيم».
وسخر «محمد السويدي» قائلا: «الحين يجيك كلب ابن ستطعشر كلب. ويقولك عادي لعب الدامة والبيلوت في بيت الله. ويجيبلك فتوى تبيح ذلك. رضى بن سلمان قبل رضى الرحمن. هكذا يراها المطبلون!».
وأضافت صاحبة حساب «الليل» بالقول: «بنات في الحرم يلعبون سكونز. وقريبا يلعبون البلوت والشطرنج والضومنه بحجة تعبنا من العبادة وخلينا نفك عن نفسنا شوية».
وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها الكشف عن لعب «البلوت» داخل مساجد المملكة، ففي 2015، ألقت السلطات السعودية القبض على 4 أشقاء، عقب قيامهم بلعب «البلوت» داخل المسجد النبوي بالمدينة، في آخر أيام شهر رمضان، حيث تمت إحالتهم للجهات المختصة.
كما كشف «عادل الكلباني» إمام وخطيب جامع الملك خالد بالرياض سابقًا، في 2012، أنه قام بطرد 4 شباب، بعدما وجدهم يلعبون «البلوت» خلال اعتكافهم في رمضان، داخل المسجد.
وقبل أيام، أعلنت الهيئة العامة للرياضة السعودية، برئاسة «تركي آل الشيخ»، تنظيم بطولة المملكة لـ«البلوت»، في الفترة من 4-8 أبريل/نيسان المقبل، بمركز أبسك للمعارض والمؤتمرات في مدينة الرياض.
وما إن أعلن إقامة كأس الهيئة للعبة بجوائز تصل إلى مليون ريال سعودي، حتى اشتعل جدل واسع في المملكة بين من يعتبرها إرثا اجتماعيا وبين من يعتبرها نوعا من أنواع القمار المحرم شرعا. 
ولعبة «البلوت» هي إحدى فروع أوراق اللعب الشهيرة، وتنتشر في الخليج العربي بشكل كبير، وتقوم على أربعة لاعبين، ولها قوانينها الخاصة التي تميزها عن باقي فروع  ألعاب الورق التي تحتاج أربعة لاعبين أيضا.
وتشهد المملكة تغييرات اجتماعية غير مسبوقة بالتزامن مع خطة اقتصادية طويلة الأمد لتنويع مصادر الدخل بعيدا عن النفط، حيث سمح للنساء بقيادة السيارة ودخول ملاعب كرة القدم لتشجيع فرقهن المفضلة، وأبيح تنظيم الحفلات الفنية، وبناء دور عرض سينمائية.
ويقول قادة المملكة إنهم متمسكون بتطبيق الشريعة الإسلامية في المملكة، لكن ولي العهد السعودي «محمد بن سلمان» قال إن ذلك يتم وفق تفسيرات كانت متبعة قبل نحو 3 عقود، في إشارة لتراجعه عن الفترة الماضية التي أطلق عليها اسم «الصحوة الإسلامية»، واصفا إياها بأنها جعلت المملكة واحدة من أكثر بلاد العالم المحافظة والمنغلقة استنادا لتفسيرات رجال الدين.
بطولة «البلوت» السعودية تفجر الجدل.. تقنين القمار أم تشجيع الرياضة؟
ما إن أعلنت الهيئة العامة للرياضة السعودية إقامة كأس الهيئة العامة للرياضة للعبة «البلوت» بالرياض بجوائز تصل إلى مليون ريال سعودي، حتى اشتعل جدل واسع في المملكة بين من يعتبرها إرثا اجتماعيا وبين من يعتبرها نوعا من أنواع القمار المحرم شرعا.
وقالت الهيئة العامة للرياضة في بيان رسمي إن رئيس الهيئة العامة للرياضة، «تركي آل الشيخ»، وافق، أمس الخميس، على إقامة كأس الهيئة العامة للرياضة للبلوت في الرياض بين يومي 4-8 أبريل/نيسان المقبل بجوائز تصل إلى مليون ريال سعودي.
وأضاف البيان أن رئيس الهيئة العامة اتحاد الرياضات الذهنية والإلكترونية وجه بالبدء في إعداد كافة الترتيبات الخاصة بالبطولة التي سيكون «شويش الثنيان» (لاعب كرة القدم السابق) مديرا لها، وتصل جائزة البطل إلى 500 ألف ريال، ووصيفه 250 ألف ريال، والمركز الثالث 150 ألفا، بينما يحصل صاحب المركز الرابع على 100 ألف ريال سعودي.
وسيكون هذا الحدث الرياضي الثالث الذي تنظمه الهيئة العامة للرياضة بعد ماراثون الرياض الدولي الذي سيقام أواخر فبراير/شباط الجاري، وبطولة كأس الهيئة العامة للرياضة الإلكترونية، على أن يبدأ استقبال اللاعبين المشاركين في البطولة عن طريق الموقع الإلكتروني الذي سيتم تدشينه الأسبوع المقبل.
لكن هيئة الرياضة السعودية، فجرت انقساما كبيرا بين منتقدين يرون هذه الخوة تقنينا رسميا للقمار الحرام في بلاد الحرمين ومهبط الوحي التي تطبق الشريعة الإسلامية، ومؤيدين يرون أن هذه اللعبة باتت إرثا شعبيا وتحتل المرتبة الثانية في المملكة من حيث الشعبية.
ولعبة «البلوت» هي إحدى فروع أوراق اللعب الشهيرة، وتنتشر في الخليج العربي بشكل كبير، وتقوم على أربعة لاعبين، ولها قوانينها الخاصة التي تميزها عن باقي فروع  ألعاب الورق التي تحتاج أربعة لاعبين أيضا.
خلاف فقهي محتدم
ويدور الخلاف بين الفريقين حول كون اللعبة لا تشتمل على عوض مادي بين المتنافسين، فإن اشتملت على عوض مادي كانت حراما باتفاقهما لأنها مقامرة.
لكن المانعين على الإطلاق، يستندون إلى فتوى مفتي المملكة الراحل الشيخ «عبدالعزيز بن باز» التي تضمنتها فتوى اللجنة الدائمة بالسعودية بتاريخ 21 محرم 1402هـ (19 نوفمبر/تشرين الثاني 1981).
حيث جزم بتحريم لعبة البلوت، ولو كانت بدون عوض (القمار)، لأنها تشغل عن ذكر الله، وتضيع الوقت بلا فائدة، وتفضي إلى الشحناء والبغضاء، ورئيس اللجنة في ذلك الوقت هو الشيخ «عبدالعزيز بن باز» رحمه الله.
لكن المؤيدين للقرار يرون أن التحريم مقيد بأمرين، «الأول أن تشغل عن الواجبات أو عن ذكر الله»، و«الثاني أن يصحبها القمار ونحوه».
لكن الجدل الفقهي لم يقف عند ذلك، لأن هيئة الرياضة وضعت عوضا ماديا أو جائزة للفائزين، وهو ما جعل بعض المعارضين يرون أنها صارت مقامرة صريحة.
بعض المؤيدين للبطولة يرون أن الجائزة أو العوض المادي ليس من أحد المتنافسين، وبالتالي تخرج عن كونها مقامرة، لأن المقامرة أن تقامر بمالك.. أي أن تضع جزءا من مالك أملا في الحصول على أموال غيرك، وهو ما ليس موجودا هنا، برأيهم.
وتشهد المملكة تغييرات اجتماعية غير مسبوقة بالتزامن مع خطة اقتصادية طويلة الأمد لتنويع مصادر الدخل بعيدا عن النفط، حيث سمح للنساء بقيادة السيارة ودخول ملاعب كرة القدم لتشجيع فرقهن المفضلة، وأبيح تنظيم الحفلات الفنية، وبناء دور عرض سينمائية.
ويقول قادة المملكة إنهم متمسكون بتطبيق الشريعة الإسلامية في المملكة، لكن ولي العهد السعودي «محمد بن سلمان» قال إن ذلك يتم وفق تفسيرات كانت متبعة قبل نحو ثلاثة عقود، في إشارة لتراجعه عن الفترة الماضية التي أطلق عليها اسم «الصحوة الإسلامية»، واصفا إياها بأنها جعلت المملكة واحدة من أكثر بلاد العالم المحافظة والمنغلقة استنادا لتفسيرات رجال الدين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى