آخر الأخباركتاب وادباء

منذ سبعين سنة بدأت النهاية

حقائق بقلم الأديب الفيلسوف الكاتب

الدكتور محمد عبد الله زين الدين

في مثل هذا اليوم منذ سبعين عاما سطى شرزمة من الاشرار في تكوين عصابي واستولوا على مقدرات مصر بتوكيل من المستعمر ليكونوا له اليد الطولى لحكم البلاد والعباد , وذلك بعدما ارتج مجلس العموم البريطانى لوقوع جيشه في فخاخ الفدائيين , فكان حتما ان يلوذوا بالفرار اثر الضربات الساحقة التي وجهت اليهم من ايادي الابطال المصريين , حتى ان قريب البيت المالك الانكليزي قد ذبح في عملية جريئة الامر الذي سرع وتيرة الاستلام والتسلم .
هذا اولا
ثانيا ناتي للملك فاروق ذاته والذي رفض فصل السودان عن مصر , فكان لابد ان يأتي لسدة الحكم من هو لدية الخاصية في التنازل للانكليز عن ذلك المطلب وبعدها جاءت مظاهرات السودانيين “ لامصري ولا بريتاني السودان للسوداني ” وبالفعل تنازل صلاح سالم صاحب الجذور السودانية عن السودان طواعية بعد ان كانت الدرع الجنوبي الحامي لامن مصر القومي .
ثالثا اسرائيل او الصهاينة لم يكونوا لينسوا جراءة مصر في مواجهة المد الصهيوني , ناهيك عن العداوة التاريخية فكان حتما ان يتم الاتفاق مع الزعيم الملهم على كل تفاصيل المؤامرة ابان فترة الحصار في العام ثمانية واربعين وتسعمائة والف , ويومها اخترقت رصاصة قناص جسد احمد عبد العزيز قد اتت من نفس المعسكر المحاصر عقابا على جرأته في تدريب من يقفون بالسلاح بلا هوادة في وجه آل صهيون .
رابعا رفض الملك فاروق ان يدور في الفلك الامريكي رافضا ما اتى به جيفرسون كافري من دعوة جلالته في المضي قدما ضد المد السوفيتي والذي كان هدفه الوصول الى المرافئ الدافئة في منطقة الشرق الاوسط وبناء قواعد عسكرية سوفيتية في سباق محموم في تسلح ومحاولة بلشفة المنطقة , ولم لا والسوفيت كانوا بمثابة رمانة الميزان ضد الحكم النازي وازاحة ادولف هتلر من اللعبة السياسية الدولية , الا ان الملك فاروق لم يكن ليستوعب مدى خطورة رفض الطرح الامريكي , فقد اصبح مفتقرا لمناورات احمد باشا حسانين ذلك العبقري الفذ والذي قتله الانكليز في حادثة سير على كوبري قصر النيل للخلاص منه ومن ثم الملك فاروق وقد تم بالفعل .
خامسا داخل البيت المالك ذات نفسه وتصرفات الملكة الام الغير مسئولة والتي قبلت بزواج ابنتها فتحية من رياض غالي المسيحي الديانة وموظف وزارة الخارجية المصرية والهرب الى امريكا , ناهيك عن مسألة الطلاق التي حدثت بين الملك فاروق والملكة الرقيقة فريدة والتي احبها الشعب ومن هنا بدأ ازدياد حنق الشعب على الملك فاروق مع سيل الشائعات والتي اطلقتها السفارة الامريكية CIA عن الاعيب الملك وعن انحراف الملك , والشعب يحقد ويغلي , ثم جاءت الطامة الكبرى ” حريق القاهرة “ اثناء احتفال الملك بولي عهده من الملكة الجديدة ناريمان , طبعا الشائعات الصقت التهمة في الملك وهو منها براء , ومنهم من قال ان الاخوان هم الفاعل , ومنهم من قال الانكليز , حتة ان هناك من قال ان احمد حسين صاحب مصر الفتاة هو من وراء تلك الفعلة الشنعاء , لكن في الحقيقة كما قالها عضو CIA كيرميت روزفلت قد اقر بالحقيقة في الكتاب المشهور لعبة الامم بان الزعيم الملهم هو صاحب البطولة في تلك الرواية , طبعا والعهدة على الراوي ( روزفلت ) نفسه , وهو هنا يذكر الامر كمعلومة وليس تحليل كما افعل انا الان في هذا المقال, , بينما كان بلوكات النظام تحكم القبضة لحماية سرير الملك , وهي بمثابة نظام معمول به بعد حادثة عرابي في الخروج على صاحب الصولجان فكان لابد من مواجهة اي خروج عاصي على الجالس على عرش البلاد.
فكانت بلوكات النظام هي الدرع الواقي ضد تحركات معادية محتملة من قوات الجيش على الملك , اذن فلتنزل قوات الجيش تحت انوف بلوكات النظام بل والجالس على العرش وبمباركة منه شخصيا , فعند حريق القاهرة فلت الزمام من البوليس فكان حتما نزول الجيش لاعلان الاحكام العرفية وحفظ النظام , ذلك ما كان يتراءى للناظرين , بينما هناك عدة اسباب وراء ذلك الحريق , واقرب الاسباب زعزعة نظام الملك , ثم اقتراب الفصيل الانقلابي بجوار الصيد الثمين فيما بعد , وبعد ذلك وهو الاهم ان يكون نزول جحافل القوات بالمدرعات والدبابات وتكوين وحفظ السلاح شئ طبيعي بل وضروري ولا يلفت النظر لقرب الانقلاب .
وبالفعل تم المراد من رب العباد ونجحت الخطة بكل جوانبها , وتم الاستيلاء على قيادة الاركان لان يوسف الصديق والمكلف بتلك المهمة قد تحرك قبل الموعد بساعتين نتيجة احتسائه زجاجة ويسكي دفعه واحدة مماهيأ له الوصول برعونة وبالتالي تم احكام القبضة على مقدرات البلاد والعباد , تلك كانت بعض الاحداث المختصرة لازالة اللثام عن اسباب ماحدث من سبعين سنة وهي عمري وانا الهرم الواهي ولما كنت من غير المتخصصين في مسألة التأريخ ولست بالفعل من اربابه بل انا ممن يتعاطون الفكر والفلسفة .
الدكتور محمد عبد الله زين الدين
فأرجو المعذرة لالقاء دلوي في ذلك المنهل والذي قد احببت ان اساهم في سرد بعض المعلومات المتواضعة عن ذلك اليوم المشهود من القاصي والداني راجيا من الله ان اكن قد اصبت فان اجتهدت ولم اصب فلي اجر واحد وان اجتهدت واصبت فلي اجران اجر المجتهدين علاوة على اجر المصيبين والله نسأل التوفيق للجميع .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى