منوعات

منظمة الصحة العالمية تحذر من تراجع إنتاج مضادات حيوية: «سيموت 10 ملايين شخص بعد 2050 إذا لم تُحل المشكلة»

حذرت منظمة الصحة العالمية، الجمعة 17 يناير/كانون الثاني 2020، من تراجع إنتاج المضادات الحيوية الجديدة، مع تباطؤ إنتاجها وإفلاس شركات الأدوية التي باتت توجه أعمالها خارج هذا المجال. 

لماذا يكتسب التحذير أهمية؟ يموت نحو 700 ألف شخص سنوياً لأن الأدوية التي كانت تعالجهم من قبل لم تعد فعّالة، وتقول منظمة الصحة في تقريرين جديدين لها، إن التدخل الحكومي هو السبيل الوحيد لإصلاح سوق إنتاج عقاقير المضادات الحيوية، وفقاً لما ذكرته صحيفة The New York Times.

تُقدر الأمم المتحدة أنه بدون التدخل الحكومي قد تقتل العدوى المقاومة للعقاقير 10 ملايين شخص سنوياً بحلول عام 2050، وقد تؤدي إلى تباطؤ وتراجع اقتصادي على غرار الأزمة المالية العالمية عام 2008.

نظرة أعمق للمشكلة: يعمل خبراء على إنتاج مضادات جديدة للميكروبات، ويبلغ عددها 60، ورغم أن العمل على تطويرها مستمر في أنحاء العالم، فإنها تبقى مشتقة من العلاجات الحالية، والقليل منها فقط هو ما يستهدف أخطر أنواع العدوى المقاومة للعقاقير.

استشهدت منظمة الصحة العالمية في التقريرين بالحقائق الاقتصادية القاتمة، التي تدفع الاستثمارات وشركات الأدوية الكبرى بعيداً عن مجال إنتاج المضادات الحيوية، وتخنق الشركات الصغيرة المتبقية التي أصبحت تهيمن على تطوير تلك العلاجات.

فعلى عكس الأدوية التي تعالج الأمراض المزمنة التي يتناولها المرضى لسنوات، فإن المضادات الحيوية تنقذ حياة المرضى، ولا يأخذها المريض سوى لأسبوع أو اثنين، ما يقلّص من ربحيتها بالنسبة لصانعي الأدوية.

حاجة ماسّة للتمويل: تقول سارة بولين، المسؤول الفني عن مقاومة مضادات الميكروبات والابتكار في منظمة الصحة والمشاركة في التقريرين: «نحن بحاجة ماسّة إلى البحث والتطوير. لا تزال أمامنا الفرصة سانحة، ولكننا نحتاج إلى التأكد من وجود استثمارات الآن حتى لا تنفذ خيارات الأجيال المستقبلية».

ما الذي يريده مصنّعو الأدوية؟ اجتمع المسؤولون التنفيذيون لشركات الأدوية في أمريكا، وخبراء الصحة العامة، ومجموعات الدفاع عن المرضى، واتفقوا على حث الحكومة الأمريكية على سن واستحداث سياسات وبرامج جديدة، تساعد في تعزيز الموارد المالية لشركات المضادات الحيوية، وإغراء شركات المضادات الحيوية الكبرى للعودة إلى السوق.

غريغ فرانك، مدير Working to Fight AMR، وهي جماعة تنادي بالتصدي لأزمة مقاومة الميكروبات للأدوية ممولة من صناعة الأدوية، قال إنه «بدون هذه الحوافز ينتابنا القلق من أن هذه شركات المُطورة للأدوية الجديدة ستعاني لتأمين الموارد التي تحتاج إليها لتطوير تلك الأدوية كلياً وتقديمها إلى المرضى».

بصيص أمل: لكن الصورة ليست قاتمة تماماً، إذ حددت منظمة الصحة العالمية في تقريرها 252 وكيلاً في مجال التنمية، يستهدفون 12 مسبباً للأمراض أعلنت المنظمة أنها تمثّل تهديداً للبشرية. 

– تتضمن تلك القائمة البكتيريا الإشريكية القولونية المقاومة للعديد من العقاقير، وبكتيريا السلمونيلا والبكتيريا المسببة لمرض السيلان.

– يجري تطوير ما يقرب من 80% من تلك المنتجات بواسطة شركات أدوية أوروبية وأمريكية.

– تتضمن المنتجات عدداً من العلاجات الجديدة مثل العاثيات (الفيروسات التي تهاجم البكتيريا) والببتيدات المضادة للميكروبات التي تقدم علاجاً محتملاً من العدوى بدون الاعتماد على المضادات الحيوية التقليدية.

لكن حتى الآن فمن بين 50 مضاداً حيوياً جديداً يجري اختبارها سريرياً، هناك اثنان فقط نشطان ضد أكثر أنواع الميكروبات إزعاجاً، هي «البكتيريا سلبية الغرام»، التي قد تكون قاتلة للمواليد الجدد ومرضى السرطان، ومن يخضعون لعمليات جراحية اختيارية مثل استبدال مفصل الحوض أو الركبة.

ماذا بعد؟ قد يستغرق تطوير مضاد حيوي وجديد وطرحه في الأسواق حوالي 10 سنوات وأكثر من ملياري دولار، مع احتمالية الفشل في أي مرحلة.

لذلك يفكر الكونغرس الأمريكي في مشروع قانون يدعم سوق المضادات الحيوية، لكنه لم يُقدّم بعد بالرغم من أنه يحظى بدعم الحزبين، وفي الوقت نفسه، يحذر العديد من الخبراء من عدم قدرة الشركات الناشئة المتبقية في السوق على الاستمرار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى