منوعات

من اليونان القديمة إلى بريطانيا في القرن الـ13.. استمِع إلى أقدم مقطوعات موسيقية في العالم

قليلاً ما نفكر بتمعّن أثناء الاستماع إلى مقطوعة موسيقية ساحرة، فمن المعروف أن الموسيقى قادرة أحياناً على جعلنا ننسى الكثير من أفكارنا السلبية، أو الإيجابية حتى.. هذا هو أثر الموسيقى. وهذا لا يدع مجالاً للتساؤل عن أقدم مقطوعات موسيقية في العالم على سبيل المثال.

بل قد يبدو عسيراً علينا أيضاً تخيل موسيقى العصور الفائتة، أو تَخيُّل أنه كان هناك موسيقى قبل المقطوعات الكلاسيكية التي قد يعتقد البعض أنها أقدم ما وصل إلينا من الموسيقى. لكن الأمر ليس كذلك.

هذه المقطوعة المعروفة باسم مجيء الصيف تُعرف أيضاً باسم «مدفع الصيف summer cannon» وهي واحدة من أكثر المقطوعات الموسيقية القديمة شهرة، وتحديداً  في إنجلترا؛ لأنها بالأساس ظهرت في الأراضي الإنجليزية، ويعود تاريخها إلى القرن الـ13 ميلادي، بحسب ما أجمع عليه المؤرخون، والمكتبة البريطانية.

المقطوعة الموسيقية من أقدم مقطوعات موسيقية في العالم وتحمل كلمات باللغة الإنجليزية القديمة، كما تحمل أشعاراً باللاتينية القديمة.

المقطوعة تحمل كلمات تحتفل بقدوم فصل الصيف؛ إذ من المتعارف عليه قسوة فصل الشتاء في الأراضي البريطانية قديماً، وحديثاً أيضاً.

مقطوعة Te Deum أو ما يترجم من اللاتينية إلى «نداء الإله» يعود تاريخ استخدامها إلى عام 387 ميلادي، وأعادها المؤرخون إلى عصر الإمبراطورية الرومانية تحديداً.

المقطوعة الموسيقية تحمل طابعاً دينياً، وبالتحديد كاثوليكياً، وكانت تستخدم في المراسم الكنسية الكبرى مثل ترسيم البابا، أو أحد أعضاء الكنيسة الكبار.

بعض المصادر تنسب المقطوعة الروحانية إلى مجموعة من القديسين عاشوا في ربوع الإمبراطورية الرومانية في هذا التوقيت، من أشهرهم القديس أوغسطين والقديس أمبروز.

اعتبرت أقدم مخطوط موسيقي مسيحي في الحقبة الإغريقية يحوي لحناً وكلمات شبه مكتملة؛ عثر على المخطوط المكتوب على ورق البردي في مصر عام 1786 من بين مئات البرديات الأخرى، ولم يستطِع المؤرخون أن ينسبوه إلى مؤلف بعينه.

في عام 1918 استطاع علماء البرديات، بمعاونة بعض المترجمين، إعادة تاريخ المقطوعة الموسيقية إلى نهاية القرن الثالث الميلادي، وهي مكتوبة برموز رقمية إغريقية. وكما هو الحال في المقطوعات الموسيقية في هذه الحقبة أكثرها استخدم في التعبّد المسيحي.

ورغم أن مقطوعة Oxyrhynchus Hymn لا تحتوي كلماتها على أي نص من الكتاب المقدس، فإن كلماتها تمجد الثالوث المسيحي المقدس.

ربما ليست هي الأقدم على الإطلاق، ولكن سر شهرة هذه الأغنية أو المقطوعة الموسيقية هي أنها تعتبر أول مقطوعة موسيقية مكتملة في التاريخ عُثر عليها حتى الآن.

المقطوعة تنتمي لما قبل الميلاد وتحديداً ما بين 200 عام قبل الميلاد والقرن الأول الميلادي.

عُثر على المقطوعة منقوشة على عمود جنائزي إغريقي عام 1883 ينتمي للحقبة الهللينية، وينسبه المؤرخون إلى الشاعر والفنان الإغريقي «سيكيليوس Seikilos» وربما شاركته التأليف زوجته «إيوتريب Euterpe»، وهي تحمل لحناً وكلمات تتناول العشق بين الزوجين، وتستقر حالياً في أحد متاحف الفنون في الدنمارك.

تصنف حتى اليوم هذه المعزوفة أو الترنيمة والتي تعني  حرفياً «ترنيمة حرانية إلى نيكال»؛ بمثابة أقدم معزوفة أو قطعة موسيقية في العالم.

المقطوعة عبارة عن 36 جزءاً من  ترنيمة كُتبت باللغة المسمارية القديمة التي انتشرت في حضارة بلاد الرافدين، ويعود تاريخها إلى 12 قرناً أو  1200 سنة قبل الميلاد.

عُثر على اللوح الطيني الذي يحتوي على المقطوعة في بقايا مدينة «أوغاريت Ugarit» القديمة، التي تقع في شمال سوريا «الآن محمية رأس شمرة» قرب اللاذقية.

المقطوعة أو الترنيمة نفسها هي مجموعة أناشيد موجهة إلى (نيكال) ربة البساتين الكنعانية، كما يحتوي اللوح على إرشادات تصف لعازف آلة «الهارب» كيفية لعب الترنيمة صوتياً.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى