صحة

من مضاعفاتها الالتهابات الرئوية وأمراض القلب.. تعرف على أسباب الصدفية، أنواعها وطرق علاجها

تتراوح أعراض الصدفية ما بين خفيفة تُسبب التهاباً وحكة بسيطة، وقوية قد تؤدي في النهاية إلى أمراض خطيرة مثل التهاب الرئتين وأمراض القلب، وهي ليست مرضاً جلدياً بسيطاً كما قد يظن البعض، إنما تحدث نتيجة خلل في الجهاز المناعي.

ما هي الصدفية، وأسبابها، وأعراضها، وطرق علاجها المختلفة، والمضاعفات التي قد تسببها؟ إليكم كل ما تريدون معرفته:

ليست الصدفية مجرد التهاب جلدي كما يظن البعض، إنما تصنف كونها واحداً من “الأمراض المناعية الذاتية المزمنة”، وتتميز بانتشار بقع حمراء مقشرة على الجلد.

يحدث التقشر بسبب تسريع الصدفية لدورة حياة خلايا الجلد وتسببها في تكاثر الخلايا الجلدية بسرعة أكبر مما ينبغي، وهذا يؤدي بدوره إلى سماكة الجلد واحمراره وحدوث التقشير.

ويمكن كذلك أن تؤثر على كامل الجلد بما في ذلك فروة الرأس والأظافر.

وعادة ما تختلف شدة الصدفية بشكل كبير من شخص لآخر، حيث يعاني بعض الأشخاص من تهيج طفيف فحسب، بينما يعاني آخرون من التهابات شديدة مؤلمة.

وفقاً لما ورد في موقع Medical News Today، تشمل أعراض الصدفية بقعاً حمراء متقشرة، ومن المحتمل أن تسبب حكة شديدة أو حرقة.

قد يعاني المصابون بالصدفية من أعراض شديدة تهدأ فجأة ثم تعود بالظهور مرة أخرى، وقد تتراوح فترة الهدوء ما بين 1 و12 شهراً في المتوسط.

وتتراوح الأعراض ما بين خفيفة وشديدة تبعاً لنوع الصدفية، وإجمالاً:

وقد تظهر الأعراض في أي منطقة من الجسم، إلا أن الصدفية شائعة الظهور للغاية في المرفقين والركبتين وأسفل الظهر وفروة الرأس.

في حين أن أسباب الإصابة بالصدفية لا تزال غير واضحة، حيث يعتقد العلماء أنه مرض مناعي ذاتي.

تؤثر أمراض المناعة الذاتية على الجهاز المناعي، الذي ينتج خلايا T لحماية الجسم من الأمراض المعدية.

وبالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الصدفية، قد يستهدف جهازهم المناعي الخلايا الخاطئة، ونتيجة لذلك تنتج خلايا T مواد كيميائية تسبب الالتهابات في الجلد في حين تعتقد أنها تساعد الجسم في القضاء على دخيل ما.

ويؤدي نشاط المناعة الذاتية هذا إلى النمو المفرط لخلايا الجلد مسبباً الصدفية.

وتختلف مسببات هذا الخلل في عمل الجهاز المناعي من شخص لآخر، لكنها عادة تشمل:

التوتر والقلق

إصابات الجلد

الالتهابات

التغيرات الهرمونية

إضافة إلى أن أدوية معينة قد تؤدي إلى الإصابة بالصدفية منها:

الليثيوم

مضادات الملاريا

الكينيدين

إندوميثاسين

يربط بعض الأشخاص الصدفية بالحساسية والنظام الغذائي والطقس، ولكن لا يوجد دليل يدعم هذه النظريات حتى الآن.

ومن المهم أن نعلم أن الصدفية ليست مرضاً معدياً.

هناك عدة أشكال من الصدفية تختلف عن بعضها غالباً بشدة أعراضها، وهي كما يأتي:

حوالي 80-90% من الأشخاص المصابين بالصدفية يعانون من صدفية الطبقات.

تظهر عادة على شكل بقع ذات لون أحمر مرتفعة عن سطح الجلد وملتهبة، وتكون مغطاة بلون فضي وقشور بيضاء، وغالباً ما تنتشر على المرفقين والركبتين وفروة الرأس وأسفل الظهر.

يظهر هذا النوع من الصدفية عادة في الإبطين والفخذ وتحت الثديين وطيات الجلد الأخرى، مثل حول الأعضاء التناسلية والأرداف. وهي عادة أكثر شيوعاً لدى الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن.

وتتميز بظهور بقع ذات لون أحمر وتكون عادة ناعمة ولامعة وبدون القشور التي تظهر في الصدفية اللويحية.

يمكن أن يزيد التعرق والحكة من تهيج هذا النوع من الصدفية.

الصدفية الحمراء هي نوع خاص من الالتهابات، ولكنه نادر، إذ يمكن أن يسبب احمراراً شديداً على سطح الجسم. قد يكون هناك أيضاً تقشر للجلد وحكة شديدة وألم.

تعطل الصدفية الجلدية التوازن الكيميائي للجسم، مما قد يسبب فقدان البروتين والسوائل في الجسم، وبالتالي يمكن أن تؤدي إلى أمراض أخرى مثل الوذمات أو التورمات الناتجة عن احتباس السوائل.

كما يمكن أن تؤدي إلى أمراض شديدة الخطورة مثل الالتهاب الرئوي وفشل القلب الاحتقاني.

من الممكن أن تظهر هذه الصدفية حول الكاحلين.

غالباً ما تبدأ الصدفية النقطية في مرحلة الطفولة أو البلوغ، وتظهر على شكل بقع صغيرة حمراء (تشبه النقط) على الجلد. البقع ليست عادة سميكة أو قاسية، مثل تلك التي تظهر في حالة الصدفية اللويحية.

يمكن أن تؤدي مجموعة من الأمراض إلى الإصابة بالصدفية النقطية، بما في ذلك:

التهابات الجهاز التنفسي العلوي، التهابات المكورات العقدية، التهاب اللوزتين، الضغط العصبي، إصابات الجلد، وبعض الأدوية بما في ذلك مضادات الملاريا والليثيوم وحاصرات بيتا.

قد تختفي الصدفية النقطية بدون علاج دون أن تعود أبداً وقد تتطور لتتحول إلى صدفية لويحية.

تؤثر الصدفية البثرية على البالغين أكثر من الأطفال، وتشكل أقل من 5% من حالات الصدفية.

تظهر على شكل بثرات بيضاء أو بثور صديد غير معدية يحيط بها الجلد الأحمر.

يمكن أن تؤثر على مناطق معينة من الجسم، مثل اليدين والقدمين أو معظم الجسم، وهي ليست معدية.

إذا كنت تشك بإصابتك بهذا المرض عليك التوجه للطبيب للتأكد، ولتحديد نوع الصدفية التي تعاني منها، وقد يشمل علاج الصدفية تبعاً لنوعها إما الأدوية أو العلاج بالأشعة فوق البنفسجية.

وعموماً، يجب على الأشخاص المصابين بالصدفية استخدام المرطبات للحفاظ على ترطيب البشرة بالإضافة إلى العلاج الرئيسي. يمكن أن يساعد هذا الإجراء الوقائي في تقليل الحكة والتهيج.

تتوفر مجموعة من الأدوية الموضعية والفموية والحقن للأشخاص الذين يعانون من الصدفية.

يمكن أن تساعد بعض العلاجات التي لا تحتاج إلى وصفة طبية في تخفيف أعراض الصدفية الخفيفة جداً، وتشمل:

قطران الفحم: يمكن أن يساعد في تهدئة الصدفية اللويحية والحكة والبقع المنتشرة على فروة الرأس والراحتين والأخمصين. يمكن للناس استخدام قطران الفحم بمفرده أو بجانب علاج آخر.

كريمات الهيدروكورتيزون: تقلل الالتهاب وتهدئ الحكة.

حمض الساليسيليك: يمكن أن يساعد في تقليل التورم وإزالة القشور، غالباً لدى الأشخاص المصابين بصدفية فروة الرأس.

العوامل المضادة للحكة: قد تشمل المنتجات التي تحتوي على كالامين أو هيدروكورتيزون أو كافور أو المنثول.

الهدف من العلاجات الموضعية هو تهدئة أعراض الصدفية، وتطبق مباشرة على الجلد وتستخدم عادة للأعراض الخفيفة إلى المتوسطة ومنها:

الستيرويدات القشرية: هناك العديد من المنشطات المختلفة المتاحة مثل الجل والرغوة والكريمات والبخاخات والمراهم.

فيتامين د الاصطناعي: غالباً ما يستخدم إلى جانب الكورتيكوستيرويد. يمكن أن يساعد في تسطيح اللويحات وإبطاء نمو خلايا الجلد وإزالة القشور.

الرتينوئيدات: وهو فيتامين أ الصناعي الذي يمكن أن يساعد في إبطاء نمو خلايا الجلد وتقليل الاحمرار وتهدئة الحكة. عادة ما يتم الجمع بين التارازوتين، وهو ريتينويد موضعي، مع علاج الكورتيكوستيرويد أو العلاج بالأشعة فوق البنفسجية.

كريم Pimecrolimus ومرهم tacrolimus: تستخدم عادة كعلاجات للأكزيما وقد يصفها الطبيب للمساعدة في تهدئة أعراض الصدفية العكسية.

قد تسبب الصدفية مشاكل صحية أخرى تصيب العظام والعضلات ونظام التمثيل الغذائي. إليكم أبرز تلك المشاكل:  

يصاب ما يصل إلى 30% من الأشخاص الذين يعانون من الصدفية بالتهاب المفاصل الذي يعرف باسم التهاب المفاصل الصدفي.

ويؤدي ذلك إلى حدوث التهاب وتلف تدريجي في المفاصل، وغالباً ما يصيب الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و50 عاماً.

قد يعاني الأشخاص المصابون بالصدفية من الإقصاء الاجتماعي وتدني احترام الذات.

إلى جانب الانزعاج الجسدي والحكة وألم الصدفية، يمكن أن يؤثر ذلك على نمط حياتهم بشكل عام.

قد يساهم الضغط المجتمعي الذي يتعرض له المصابون بهذا المرض المزمن في الإصابة بالاكتئاب والقلق.

قد تؤدي الصدفية أيضاً إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، ومتلازمة التمثيل الغذائي، والسكري، وبعض أنواع السرطان، بما في ذلك سرطانات الرأس والعنق وأورام الجهاز الهضمي.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى