الأرشيف

مهزلة الإعلام المصرى.. حكومى وأبو حمالات

بقلم رئيس التحرير الأستاذ سمير

مهزلة الإعلام المصرى.. حكومى وأبو حمالات 5المطبلاتية    ابراهيم عيسى

 عزيزى  المشاهد المصرى هل فكرت مرة في أنْ تغلق عينيك وأنت تشاهد نشرة الأخبار الصباحية أو المسائية، ثم تتخيل حمارا وسيما وأنيقا وخارجا لتوّه من غرفة الماكيير ليقرأ عليك حزمة من الأخبار غير المفهومة والتي تسبق كلا منها علامةُ تعجب وتنتهي باستفهام وتتجمع في لغز لا تقترب منه كل الفضائيات مجتمعة ومنفردة  ولو كانت مشفرة لتمنعك من مشاهدة مظاهرات الشعب المصرى ضد الانقلاب , تجد كل القنوات الإعلامية تصف ببلاهة ملايين المصريين فى جميع محافظات مصر  الإخوان المسلمين . تعبث أصابعك بالروموت كنترول لتقف برهة أمام الفضائية المصرية ، فتجد أمامك مذيعة بينها وبين اللغة العربية خصومة شديدة، ولسانها يقذف في أذنيك حروفها كأنه يبعثرها أو يُهشّمها، إنْ لم تغلق عينيك فدعنا نغلقها نيابة عنك ونترك لك الحق في اختيار الحمار الذي تريد لتسمع منه أخبار العالم الثالث والحر والأخير وستجد بعد يوم واحد أن البلاهة هي العدو الأول أو الصديق الحميم للسادة المشاهدين والسيدات طبعا رغم ذكائهن في اختيار برنامج طبق اليوم . تقضي يومك كله باحثا عن حل لغز واحد في أخبار قنواتنا العربية فلا تعثر إلا على سلسلة من الأخبار الصالحة للمعاقين ذهنيا والمتخلفين عقليا والمصابين بنعمة البلادة الذين لا يرتفع ضغط الدم في شرايينهم. تقرر بعدها التوقف عن متابعة نشرات الأخبار والتوجه ناحية برامج الحوارات فيصيبك وجوم لا تشفى منه إلا أن تلقي بتلفازك إلى عرْض الشارع. تشاهد برنامجا حواريا يقتلك فيه الاثنان معا، الضيفُ والمضيف. تكتشف أن نشرات الأخبار أرحم على كوليسترولك من برامج الحوارات ، فتعود إليها صاغرا،اولاد الشوارع لتقع عيناك على وزير الداخلية يقسم امامك ان الداخلية لم تطلق رصاصة واحد على المتظاهريمعركة الجملن , وانهم قتلوا بعضهم البعض . تترك مقعدك المفضل ثم تتوجه لاحضار فنجان من القهوة المضبوطة. تنظر إلى المرآة فلا تفهم شيئا. تفكر في المذيع  والطرطور ووزير الدفاع ووزيرالداخلية ونشرات الأخبار فتعرف حينئذٍ من أنت!

إستطاع الإعلام المصرى حل كل المشاكل التى تواجه الشعب المصرى , فقد قضى على الفقر والمرض والعشوائيات , ووجد حلولا أيضا لمشكلة أكثر من 3 مليون طفل من أطفال الشوارع ..كما إستطاع القضاء على الفساد المستشرى فى جميع مؤسسات الدولة بما فى الإعلام المقروء والمرئى ..بالإضافة إلى القضاء على أجهزة الإشاعات .. وقد قام الإعلام المصرى أيضا بحل مشاكل سيناء, ومشاكل حلايب وشلاتين , ومشاكل الصرف الصحى , وتلوث مياه الشرب ..كما حل مشاكل العمال والفلاحين, وتم القضاء على البطالة بأنواعها ولم يتبقى أمام صاحبة الجلالة إلا الإخوان المسلمين

أعانى من التوتر والقلق والخوف فتبلغ آهاتى عنان السماء ، فالناس لا تبكي على عشرات المليارات المنهوبة من جيوبها المثقوبة، فقد أصبح الأمر عادياً، ويرتفع ضغط دمي ثلاثة أضعاف أو أكثر لدى التحديق في المشهد المصري عن قرب، فالوجوه كما هي، ومذيعة التلفزيون تشرح للمشاهدين كلمة بلطجية فتقول بأنها جاءت من بــلـطـة، أي تلك التي استخدمها أحمد أدم في فيلم شجيع السيما، ووصلت مذيعتنا في العهد الجديد إلى منتهى ذكائها فتشترك فى الحوار كأنها أحد أقطاب المعارضة، فيرتفع الكلستلور فى الدم، وتتساقط دموعي على أطــهر وأعظم ثورات العصر..فكيف تقنع عشرات الأحزاب والقوى السياسية والمثقفين والتجمعات الهلامية العجيبة التي نبتت كالشياطين والبلطجية وعجائز المعارضة الفاشلة أن مصر بلدهم وأن ليس لهم مأوى آخر غيرها؟.

 سمير يوسف

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى