اقترب النادي الأهلي المصري من التعاقد مع المدرب الجنوب إفريقي بيتسو موسيماني، ليقود الفريق خلفاً للسويسري رينيه فايلر، الذي وصلت المفاوضات معه لتمديد عقده إلى طريق مسدود، ويُنتظر أن تكون مباراة الفريق الأحمر مساء اليوم مع الترسانة الأخيرة له.
وسيكون موسيماني، أول مدرب إفريقي غير مصري يتولى قيادة الأهلي على مدى تاريخه الطويل، وهو يملك خبرات واسعة في القارة السمراء، بحكم عمله سابقاً مدرباً لمنتخب بلاده ومن ثم فريق صن داونز.
وشكّل موسيماني البالغ من العمر 56 عاماً عقدة أمام المنتخب والأندية المصرية، إذ نجح عدة مرات في إلحاق الهزيمة بـ”الفراعنة”، بالإضافة لناديي الأهلي والزمالك.
وواجه موسيماني منتخب مصر ثلاث مرات، واحدة ودية في عام 2006، وفاز فيها رجال المدرب المخضرم حسن شحاته بهدف دون رد.
وبعد 5 سنوات وتحديداً في عام 2011 تواجد منتخبا مصر وجنوب إفريقيا في نفس المجموعة ضمن تصفيات كأس الأمم الإفريقية عام 2012، وانتصر في الأولى منتخب “بافانا بافانا” بهدف دون رد، وتعادلا سلبياً في المواجهة الثانية، وغاب وقتها منتخب مصر عن البطولة.
وقاد موسيماني فريق صن داونز للفوز على الزمالك ثلاث مرات في دوري أبطال إفريقيا عام 2016، وهو العام الذي توّج فيه الفريق الجنوب إفريقي باللقب للمرة الأولى في تاريخه.
وبالطبع لا يمكن أن ينسى المصريون قيادة موسيماني صن داونز لتحقيق فوز كاسح على الأهلي في ربع نهائي نسخة العام الماضي لدوري أبطال إفريقيا، بخمسة أهداف دون رد، ليلحق به أسوأ هزيمة في تاريخ النادي على المستوى القاري، كما كرر فوزه على الأهلي مرتين في نفس العام وكلاهما بنتيجة 1-0.
كان موسيماني لاعباً متوسط الإمكانات، ودافع عن ألوان عدة فرق محلية في جنوب إفريقيا مثل جامو كوزموس وصن داونز وأورلاندو بايرتس ولينكوس، بينما كانت محطته الأخيرة كلاعب نادي السد القطري، الذي انضم إليه في عام 1996، وعلى الصعيد الدولي خاض 4 مباريات مع منتخب بلاده.
بدأ موسيماني رحلته في عالم التدريب عام 2001 مع فريق سوبر سبورت المحلي، وقاده للفوز بكأس جنوب إفريقيا عام 2005، ثم تولى منصب المدرب المؤقت فالمساعد في منتخب جنوب إفريقيا، بين عامي 2006 و2010 مع البرازيليين كارلوس ألبرتو باريرا، ثم جويل سانتانا.
وفي عام 2010 تم تثبيت موسيماني كمدرب للمنتخب، إذ استمر في منصبه لعامين، ولم يحقق النتائج المرجوّة، إذ أخفق في الوصول إلى كأس الأمم الإفريقية 2012.
تولى موسيماني تدرب صن داونز في عام 2012، واستمر معه حتى اليوم (30 سبتمبر/أيلول 2020) والذي أعلن فيه استقالته تمهيداً لإشرافه على قيادة الأهلي.
حينما وصل موسيماني إلى صن داونز كان الهدف المطلوب منه إنقاذ الفريق من الهبوط، بعد أن كان يتخبط على مدى السنوات التي سبقت تعيينه، وتحسنت نتائج ومراكز الفريق معه بشكل تدريجي، إلى أن حصد أولى بطولاته مع الفريق بعد 4 سنوات.
حصد موسيماني لقب الدوري الجنوب إفريقي مع صن داونز 5 مرات، منها 3 مرات على التوالي مواسم 2017-2018 و2018-2019 و2019-2020، وكأس جنوب إفريقيا مرتين موسمي 2014-2015 و2019-2020، والأهم في مسيرته كان الفوز بدوري أبطال إفريقيا عام 2016 وكأس السوبر الإفريقي عام 2017.
ونال موسيماني جائزة أفضل مدرب في جنوب إفريقيا 4 مرات، مواسم 2013-2014، 2015-2016، 2017-2018، و2018-2019، وفي عام 2016 حصد جائزة أفضل مدرب في قارة إفريقيا.
وفي الوقت الذي لم يُعلن الأهلي حتى الآن، تعاقده مع موسيماني، نشر نادي صن داونز بياناً رسمياً أعلن من خلاله موافقة رئيس النادي باتريك موتسيبي على رحيل المدرب لتدريب “ناد مصري كبير”.
وقال موتسيبي في البيان: “موسيماني ووكيله موريا تيجالي والتي هي أيضاً زوجته، أطلعوني على وجود مفاوضات من نادٍ مصري كبير للحصول على خدماته.. صن داونز يعلم حول المفاوضات الجارية بين موسيماني والنادي المصري وكذلك أندية شمال إفريقيا”.
وتابع: “عبّرت خلال الأعوام القليلة الماضية عن دعمي لرحيل بيتسو موسيماني عن صن داونز للتدريب في شمال إفريقيا أو أوروبا أو منتخب جنوب إفريقيا”.
وأردف: “لاعبو كرة القدم والمدربين في بعض الأحيان يكون لديهم عدم استمرارية أو تأكيد حول مستقبلهم ويجب أن يطاردوا الفرص الجديدة أينما سنحت ويستقبلون المكافأة”.
من جانبه، ودّع موسيماني صن داونز في بيان رسمي نشره عبر حسابه الشخصي في موقع تويتر، حيث قال: “بشعور من الألم والحزن، أترك ماميلودي صن داونز، قبلت عرضاً من فريق دولي.
وأضاف: “صن داونز كان عائلتي لمدة 8 سنوات، رئيس النادي باتريس موتسيبي كان بمثابة الأب والمعلم والصديق وكاتم الأسرار، لم يكن يمكن أن أتركه أو أترك صن داونز”.
وأضاف: “بعد الفوز بـ 5 ألقاب دوري مع صن داونز، ليصل رصيد الفريق إلى 10 ألقاب، كيف يمكنني أن أجد الرحيل سهلاً؟ كيف أودع العائلة هنا والإدارة والنادي والجماهير”.
وتابع: “سأخرج إلى رحلة جديدة خارج حدود منطقة راحتي، وأعرف أن صن داونز سيستعمل هذا الأمر لوضع رؤية جديدة. كان لديّ 4 سنوات متبقية في عقدي، لكن تلك الفرصة كانت كبيرة للغاية، ولم تكن لتأت لي دون أن أكون جزءاً من صن داونز وقيادته للفوز بدوري أبطال إفريقيا والتأهل إلى كأس العالم للأندية”.
