الأرشيفتقارير وملفات

موغيريني تزور الجزائر واستراتيجية التطويق

بقلم المحلل السياسي والخبير الاستراتيجي
 رضا بودراع
 عضو منظمة اعلاميون حول العالم
 تؤدي الممثلة العليا للإتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية السياسة والأمنية ونائبة رئيس المفوضية الأوروبية “فيديريكا موغيريني” زيارة إلى الجزائر اليوم الإثنين، في إطار عقد الدورة الـثانية للحوار رفيع المستوى حول التعاون في مجالات الأمن الإقليمي ومكافحة الإرهاب، حسب ما أفاد بذلك الأحد، بيان لوزارة الشؤون الخىجية الجزائرية
ان زيارة موغيريني ليست نتيجة اتفاقات مباشرة بين الجزائر والاتحاد الاوروبي كما يوحي اليه بيان الخارجية الجزائرية
القضية يعود اصلها الى اتفاقية الصداقة والتعاون والدفاع المشترك المبرمة بالجزائر بتاريخ 20/12/2013
والتي تعد تجديدا لاتفاقية ايفيان الكارثية..
لكن هذه المرة لم تفاوض فرنسا باسمها فقط ولكن باسم الاتحاد الاوروبي (وفقا لبنود الاتحاد) حيث تفاوض كل دولة باسمها ثم باسم الاتحاد الاوروبي كما فعلت مستشارة المانيا ميركل في اخر زيارتها ..ولو رأيتم صورتها مع رئيس الحكومة الجزائري احمد اويحي فسترون امامه العلم الجزائري اما الى جانب ميركل العلم الالماني وبعده العلم الاوروبي
قلت ان التفاوض الفرنسي كان لضمان مصالح فرنسا واوروبا ايضا ..يعني لم تكن متاجرة تقليدية بل تم عرضنا في المزاد الاوروبي ايضا ..او بمعنى اخر فرنسا تتاجر بنا كورقة مغرية تعزز بها قدراتها التفاوضية في القارة العجوز ..
ان الخطر الاستراتيجي لهذه الاتفاقية بينته في الدراسة التحليلية لها والتي نشرتها ببن ايديكم مرارا …
لكن ما اريد التركيز  عليه في  الخبر اعلاه  امران
١- ان الدورة الثانية للحوار الرفيعة المستوى مع  اللجنة الامنية  لقضايا الامن الاقليمي والارهاب
هي الصيغة المفضلة التي رسمتها بنود اتفاقية ايفيان الثانية لحل المشكلة اللوجستية للجيوش الفرنسية في غزوها للساحل الافريقي من القرن مرورا بليبيا تساد النيجر مالي وبوركينافاصو واخير الصحراء الغربية .
٢- بعد ان ضمنت فرنسا ذلك …هاهي موغيريني قادمة لضمان نفس الدعم اللوجستي للحيش الاوروبي الذي دعا ماكرون مؤخرا لانشاءه ..ووافقته على ذلك انجيليكا ميركل المستشترة الالمانية
 جيوش صليبية تحاصرنا :
ومع تموضع الجيوش الفرنسية والجيوش الافريقية الخمسة  التابعة لها
ومع انتشار القواعد السرية الامريكية آخرها يبعد عن الجزائر ب ١٠٠ متر فقط في النيجر
ومع افتتاح القاعدة الالمانية قبل اسبوع على مرمى حجر من الحدود الجزائرية في النيجر ايضا
ومع توقيع الاتفاقات الضامنة للدعم اللوجستي مرورا بالجزائر للجيوش الفرنسية والاوروبية
اقول اننا على مشارف عودة الظاهرة الاستعمارية لكن هذه المرة بالطريقة الطوعية تحت غطاء الاتفاقات والتعاون والصداقة …
ان التوقيع على هذه الاتفاقات نكون قد تجاوزنا حالة الوصاية الى حالة الانتداب المركب .
 
.
.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى