آخر الأخباركتاب وادباء

ميكروب كورونا وهلع العالم ?وخوفه

أصغر من نملة وأقوى من فيل

بقلم الإعلامى والمحلل السياسى

أحمد شكرى

عضو مؤسس فى منظمة “إعلاميون حول العالم”

باريس – فرنسا

( أصغر من النملة وتعمل عمله) .. يوضع سره في أضعف خلقه .. ومايعلم جنود ربك إلا هو ..

هكذا قد تصدق الأمثال …
(وبالأحرى الآيات)

الغالبية من الناس ترى ما يجري في العالم? اليوم شئ عظيم ، وحدث جلل يرعب شعوب العالم أجمع كبيره وصغيره ، وغنيه وفقيره ، وسادته وعبيده ..

ومنذ الإعلان عن ذلك الميكروب الذي تحول (أو يكاد) إلى وباء يستعصي علاجه) ؛ والناس منقسمون ما بين مصدق للخبر ومكذب له ؛ حيث أننا ‘رغم الشواهد والدلائل’ في عالم الإشاعات وتسييس الأمور وتزييفها (بالفوتو شوب ) وإخضاعها لصالح شرذمة شياطين الإنس الذين يحكمون عالم اليوم ..

شبح كورونا الذي يطارد الجميع جعل الكل يخاف من الكل وجعل الحذر (سيد الموقف) يصل إلى أذهاننا وقلوبنا بل وإلى مراقدنا ؛ ولم لا وقد أذيع وأشيع عبر شبكات التواصل الإجتماعي وعبر الإعلام (بجرائده وإذاعاته وشاشات تلفزته) وغير ذلك من وسائل الإعلان والإعلام الرسمية وغير الرسمية ؛ أنه مرض فتاك سفاك وقاتل ؛ وليس له من علاج أو مصل أو لقاح منقذ أو واقي .. فترى الأصدقاء لا يتصافحون والأحباب لا يتعانقون ولا يلاقون طعم وراحة أيامهم المعتادة كالعادة ؛ كل ذلك بسبب جرثومة لا نراها بأعيننا ولكننا نراها مصورة ومكبرة ومرعبة في الشاشات ؛ مما جعلت المدن محاصرة بلا حركة ، والحياة اليومية والعمل والتجارة بلا بركة ، والزيارات والسفر والتنقل في خطر أو حظر …

هكذا يرى العالم والناس ميكروب أو جرثومة (كورونا) ؛ وهم منقسمون دولا وهيئات وأفرادا في تعاملهم وتفسيرهم للظاهرة أو الحدث بين من هو يتعامل معه بواقعية وجدية محاولا حصار كورونا والقضاء عليها بسلاح العلم والطب ومقوماتهما ، ومن يظن أنها مكيدة مدبرة بين بني بشر أشرار ويراد بها السيطرة والهيمنة من جديد ، أو لثني المظلومين الثائرين أو للحد والتضييق على شرفاء مخلصين لدينهم ومبادئهم الحميدة ..

وأنا لست بصدد التعريف بماهية المرض أو الكشف عن أعراضه وسبل الوقاية منه وكيفية تجنبه (مع أهمية وحتمية ذلك) ، ولكن منظمة الصحة العالمية والبرامج والأمسيات الاذاعية والتليفزيونية قد أوفوا ووفوا في ذلك وفي إرشاد المواطنين المصابين أو المعرضين للإصابة لما يجب فعله للوقاية من الوباء ومن الحد من انتشاره …
ولكني بصدد الإشارة إلى سلوك بني آدم أمام كائن ? لا يراه ولكنه يهدده بالموت ويهدد عيشه وحياته .. مع أن هناك ماهو أقل أو أكثر من “الفيروس” أو ما هو يضاهيه ولكننا لا نعبأ به أو نحسب له ألف حساب …

والناس أمام الموت متفاوتون في الاعتقاد لما بعده وفي والخوف منه والجاهزية لملاقاته ، تماما كما أنهم متفاوتون في رؤياهم لمسببات العدوى والمرض ومن هو المستهدف وكيف ولماذا ..

فمنهم من يظن أنها ظاهرة طبيعية من ظواهر الطبيعة ، ومنهم من يؤمن أن الخالق له جنودا لا تري يسلطها على من يشاء ( انتقاما للمظلوم من الظالم ) ؛ وما أكثر الظلم والظالمين في عصرنا الحالي….
تلك الفئة من الناس هي نفسها التي ترضى وتتقبل (القضاء والقدر) إذا أصابها مرض أو وباء أو مكروه تماما كما يشفي صدورها أن ينتصر لهم العادل ممن بغى عليهم ؛ فهم في الدنيا غرباء أو عابري سبيل ، وكثير منهم من ينتظر عدل إله الأرض والسماء أن ينتقم لهم ، والقليل منهم من هم يؤمنون بما يؤمنون به ولكنهم بأسباب العلم والإيمان آخذون ، ولا ينتظروا الموت كما ينتظرون ، ولكنهم بأشرف السبل إليه ذاهبون وملاقون ، وهؤلاء هم المتوكلون وليس المتواكلون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى