آخر الأخبارالأرشيف

نتنياهو يتفاخر في الأمم المتحدة.. أصبحنا حلفاء العرب والرئيس ” بلحة ” يمجد فى اسرائيل

تحولات كبيرة في الاستراتيجية الدبلوماسية للتعامل بين الدول العربية والكيان الصهيوني، هذه التحولات أصبحت مرئية بشكل غير قابل للشك أو التأويل، حيث أصبحت اللقاءات والمحادثات والاجتماعات علانية بين حكام وزعماء الدول العربية وقادة الاحتلال الصهيوني، الأمر الذي دفع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى الإعلان عن هذه العلاقات بشكل استفزازي خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.

جاء خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، ليصدم الشعوب العربية والإسلامية بحقيقة أنها أصبحت قريبة جدًا للكيان الصهيوني بل وحليفة له أيضًا، حيث خصص نتنياهو جزء كبير من خطابه على منبر الأمم المتحدة لمدح الدول العربية وتوضيح مدى التقارب بينهما، حيث اعتبر رئيس الوزراء الصهيوني، أن كثيرًا من الدول في الشرق الأوسط أصبحت تعي أن الكيان الصهيوني ليس عدوًا ولكنه حليف ضد العدو المشترك المتمثل في إيران.

شكرى

وأضاف رئيس الوزراء الصهيوني: الآن سأفاجئكم، التغيير الأكبر بالنسبة إلى إسرائيل يجري في العالم العربي، مؤكدًا: هذه المرة الأولى في حياتي التي يوجد فيها هذا العدد الكبير من دول المنطقة التي تعترف بأن إسرائيل ليست عدوًا، وإنما ترى فيها حليفًا وذلك في مواجهة إيران وداعش، ولفت نتنياهو إلى أنه في السنوات المقبلة سنعمل معًا وعلنًا من أجل تحقيق هذه الأهداف، معتبرًا أن اتفاقات السلام مع مصر والأردن هي مرساة الاستقرار في الشرق الأوسط غير المستقر.

تصريحات نتنياهو على الرغم من أنها استفزازية بدرجة كبيرة ومثيرة لمشاعر العديد من الدول والشعوب التي لاتزال داعمة للقضية الفلسطينية ومتمسكة بأهميتها، إلا أنها لم تثير مشاعر أو غضب أيًا من زعماء أو رؤساء الدول العربية الذين كانوا حاضرين اجتماع جمعية الأمم المتحدة، فلم يبادر أيًا منهم بالخروج مثلًا من قاعة الاجتماع احتجاجًا على تصريحات نتنياهو، بل حرص العديد منهم على عقد مشاورات بل والتصفيق لكلمة نتنياهو عقب انتهائها، الأمر الذي يؤكد أن الكيان الصهيوني نجح دبلوماسيًا بجدارة في استقطاب العديد من الدول العربية إلى الصفوف الداعمة له.

في الوقت نفسه جاء خطاب عبد الفتاح السيسي على منبر الأمم المتحدة ليثير الدهشة والاستنكار لدى العديد من المراقبين، لا سيما في ظل الترحيب والارتياح لدى الأوساط الإسرائيلية، ففي الوقت الذي اعترف فيه نتنياهو بأن إسرائيل يمكنها التفاوض بشأن أي شيء ما عدا القدس، جاء الرئيس السيسي ليستقطع جزء كبير من حديثه في الأمم المتحدة ويطلب من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الخروج عن النص، لتوجيه رسالة لإسرائيل مباشرة، قائلاً: من خلال هذا المنبر، الذي يمثل صوت العالم، أتوجه بنداء للقيادة الإسرائيلية والشعب الإسرائيلي، في أهمية إيجاد حل في القضية الفلسطينية، وتابع السيسي: لدينا فرصة حقيقية لكتابة صفحة مضيئة في تاريخ المنطقة لتحقيق السلام، وأضاف، أن التجربة المصرية تجربة رائعة ومتفردة ويمكن تكرارها مرة أخرى في حل مشلكة القضية الفلسطينية، وإيجاد دولة فلسطينية، بجانب الدولة الإسرائيلية.

هذه التصريحات لاقت ترحيبًا وتفاعلًا كبيرًا لدى الشارع الإسرائيلي، حيث عبّرت أوساط سياسية إسرائيلية عديدة عن ترحيبها بالخطاب الذي ألقاه “السيسي”، وعلى رأسها رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي أشاد بجهود السيسي الذي يسعى لتحقيق السلام، وفق قوله، فيما قال زعيم المعارضة الإسرائيلية إسحاق هرتسوج، إن السيسي زعيم مهم في المنطقة ويطالب الإسرائيليين بوقف الجمود السياسي، داعيًا رئيس الحكومة الإسرائيلية للاستجابة لدعوته، متهمًا إياه بتضييع الفرص السياسية التاريخية لتغيير وجه الشرق الأوسط، فيما قال السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة، داني دانون، إن السيسي تحدث من القلب وإسرائيل مستعدة للحديث مع الفلسطينيين، واصفًا خطاب السيسى :بلحة” بالحقيقي والجاد، وعقبت عضو الكنيست من المعسكر الصهيوني، كاسنيا سافتلوفا، على خطاب السيسي بالقول إن بلحة يمد يده مجددًا للإسرائيليين، دون أن يجد أحدًا من القادة الإسرائيليين يستجيب له، والسيسي يخاطر بنفسه ويغامر حين يتحدث بعيدًا عن خطابه المكتوب، ويخاطب الإسرائيليين وجهًا لوجه، لكن للأسف فإن القيادة الإسرائيلية الحالية لا تحسن استغلال الفرص التاريخية.

تأتي هذه التصريحات الاستفزازية الإسرائيلية بعد ساعات من تأكيد دبلوماسي رفيع المستوى أن الدول العربية الأعضاء في الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، تخلت عن محاولة سنوية للضغط على إسرائيل لإرغامها على القبول بتدقيق دولي في أنشطتها النووية، وذلك بعد أن عجزت الدول العربية عن الحصول على أغلبية كافية لإصدار مثل هذه القرارات في الاجتماع السنوي للوكالة على مدار 3 أعوام، حيث كانت آخر مرة حقق فيها العرب نجاحًا في هذا المجال في عام 2009، إلا أن ذلك لم يجد نفعًا في تعزيز مراقبة الأمم المتحدة للأنشطة النووية الإسرائيلية، وعلى الرغم من أن هذه الضغوط أخفقت مرارًا إلا أنها كانت محاولات تحفظ ماء الوجه لهذه الدول العربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى