آخر الأخباركتاب وادباء

نخبة نزيهة ومضلِلَة.!

بقلم الأديب الكاتب

المهندس/ محمود صقر.

12/09/2020
حديثنا عن نخبة حقيقية من حملة الفكر والقلم بل والنزاهة، ولكنهم ساهموا مساهمة فعالة في توطئة ظهور جمهورهم لركوب الديكتاتور .!
نخبة قدمت إنتاجاً فكرياً وأدبياً راقياً يُمَجِد في الحرية ويدعو إلى الديموقراطية، وكتبوا في نقد الفساد السياسي والظلم الاجتماعي، وبرغم هذا روجوا لأسطورة (متلازمة الأمن والديكتاتورية).
كاتب نزيه مثل “خالد محمد خالد” الذي سخَّر قلمه للدعوة إلى الحرية والديموقراطية، يقول في مقال له بعنوان (أيها السادة هذه هي الديموقراطية) في كتابه -لو شهدتُ حوارهم لقلت-:
(في الاستفتاء الأخير على رئاسة الجمهورية الثالث للرئيس مبارك أعطيته موافقتي لعزمه الجسور وإصراره الكبير على أن يرد لمصر أمنها الغائب وطمأنينتها المشردة)!
ومناضل قديم مثل الأستاذ الراحل “حسن دوح” ينقل عنه الكاتب “يوسف إدريس” قوله: (أطالب بالالتفاف حول مبارك لأن البديل عنه مخيف مخيف ..) ثم يُعقب “يوسف إدريس” : (وأنا أتفق معه قلباً وقالبا).! -نقلاً عن كتاب الأب الغائب ليوسف إدريس-


وقِس علي هذه النماذج غيرهم من عموم الكُتَّاب والأدباء المرموقين من هذا الجيل، الذين وقعوا أسرى غريزة الخوف التي زرعتها فيهم الديكتاتورية وغذتها الموروثات الاجتماعية، وبدلاً من انتشال جمهورهم من المشي جنب الحيط، والخوف من آذان الحيط التي تسمع همسهم وتنقله للسلطات، قاموا هم بتثبيت الخوف في جمهورهم، وتوجيههم للتمرغ في تراب الميري.!
وفي لحظة صدق لواحد من هذا الجيل “لويس عوض” في حديث له مع الأهرام عام 1985، نعي جيل كبار الكُتَّاب من الأحياء وعلى رأسهم توفيق الحكيم ونجيب محفوظ ويحيى حقي ويوسف إدريس وغيرهم (ذكرهم هكذا بالاسم) وقال عنهم : (لقد انتهى هذا الجيل بحلول هزيمة 1967 ولم يعد لديه ما يقوله أو يبدعه ، حتى أنا مللت الكتابة والكلام وفرغت جعبتي).
هذا الجيل وبرغم اعتراف البعض منهم باستلاب الوعي في الفترة الناصرية مثل توفيق الحكيم في كتابه عودة الوعي، إلا أنهم استمروا في أداء نفس الدور في فترة حكم مبارك .
فماذا كانت النتيجة.؟!


هل حققت ديكتاتورية مبارك وبن علي والأسد وصالح …. الأمن .؟!
حالنا يغني عن مقالنا ويجيب عن سؤالنا.
وليس هدفنا من المقال التقليل من شأن أحد، ولكن هدفنا إسقاط واحدة من الأساطير المؤسسة للديكتاتورية، والتحرر من عقدة أسطورة (متلازمة الأمن والديكتاتورية)، والتي مازالت هي الورقة الرابحة في يد النظم الديكتاتورية وكهنتها.
ونؤكد ما صار معلوماً من السياسة بالضرورة:
إن الأمن يرتبط تحقيقه بدولة التقدم والرفاه والعدالة الاجتماعية واحترام الإنسان وسيادة القانون.
فإذا غابت تلك الركائز غاب معها الأمن ولو بعد حين.
( الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ ). [ الأنعام: 82 ].

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى