آخر الأخبار

«نريد قاضياً رفيع المستوى فالعالم يراقبنا».. روحاني يدعو لإنشاء محكمة خاصة للنظر في قضية الطائرة الأوكرانية

دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني الثلاثاء، 14 يناير/كانون الثاني 2020، إلى إنشاء محكمة خاصة للنظر في حادث طائرة الركاب التي أُسقطت خلال الأيام الأخيرة، الذي أسفر عن مقتل 176 شخصاً، وذلك في الوقت الذي اندلعت فيه الاحتجاجات لليوم الرابع في عدة مدن إيرانية بسبب الكارثة وتفسيرات المسؤولين المتعددة حول الأمر، حسب صحيفة The New York Times الأمريكية.

لكن حتى مع إعلان الرئيس ذلك، قال الحرس الثوري، وهو الذراع القوية للجيش الإيراني، إنه اعتقل شخصاً عُرف أنه سجل شريط فيديو لصاروخ يهاجم الطائرة، وهو الفيديو الذي أضعف النفي الأوّلي للجيش بشأن مسؤولية إيران عن الحادث، وقد أعلنت وسائل الإعلام الإيرانية التابعة للحرس عن عملية الاعتقال.

عكست الرسائل المتناقضة الصادرة عن الرئيس وهو ممثل السلطة المنتخبة، والحرس الثوري التابع للزعماء الدينيين في إيران، مراكز القوى المتنافسة في الحكومة الإيرانية.

ظلّ الجيش الإيراني متمسكاً بالرواية التي تُلقي اللوم على عطل ميكانيكي لمدة ثلاثة أيام، بعد تحطُّم طائرة الخطوط الجوية الدولية الأوكرانية. وأقرّ في النهاية بأنه أسقط الطائرة عن طريق الخطأ بصاروخ، لكنه أصرّ على أن «الخطأ البشري» هو السبب، وليس أي مشكلة في المنظومة.

وفي انتقاد واضح للمؤسسة العسكرية، حثّ روحاني، ذو التوجه المعتدل، على أن يكون التحقيق الرسمي صريحاً بشأن النتائج التي توصّل إليها، لكن بعض المشرّعين المتشددين انتقدوا إدارته، مطالبين بالإقالات.

طالب المدعي العام الإيراني بطرد السفير البريطاني، يوم الثلاثاء، متهماً إياه بانتهاك القانون من خلال المشاركة في احتجاج غير مصرّح به.

وكان السفير روب ماكير، قد اعتُقل لمدة وجيزة، يوم السبت 11 يناير/كانون الثاني، بعد أن أُلقي القبض عليه في مظاهرة مناهضة للحكومة في جامعة طهران. أدانت بريطانيا الاعتقال ووصفته بأنه «انتهاك صارخ للقانون الدولي»، واستدعت السفير الإيراني في لندن يوم الإثنين، 13 يناير/كانون الثاني، لإبلاغه اعتراضاتها.

وقال المدعي العام الإيراني، محمد جعفر منتظري، يوم الثلاثاء، إنه يجب طرد ماكير في أقرب وقت ممكن، ووصف غلام حسين إسماعيلي، المتحدث باسم السلطة القضائية الإيرانية، السفيرَ بأنه «جاسوس مثير للمشاكل».

في التحقيق الذي أجرته الحكومة بشأن إسقاط الطائرة الأوكرانية، قال إسماعيلي، يوم الثلاثاء، إن «الاعتقالات» قد حدثت بالفعل، لكنه لم يقدم أي تفاصيل، مما أضفى غموضاً حول عدد الأشخاص الذين اعتقلوا، أو عدد كبار السن من ضمنهم.

وأوضح: «كان من الأفضل لو أنهم أعلنوا منذ البداية أن اللجان تحقق في الأمر»، في انتقاد واضح للجيش والحكومة، بسبب التصريحات المضللة الأولية. وأضاف أن مسجلات بيانات الرحلة المستردّة من الطائرة الأوكرانية ستُرسل إلى فرنسا لتحليلها.

 من المتوقع أن يلقي المرشد الأعلى للثورة الإسلامية الإيرانية، آية الله علي خامنئي، خطبة صلاة الجمعة، 17 يناير/كانون الثاني، هذا الأسبوع، وهو الدور الذي لا يضطلع به إلا في أوقات الأزمات الكبرى، وكانت آخر مرة فعل فيها ذلك قبل ثماني سنوات.

كانت الطائرة الأوكرانية قد أُسقطت في 8 يناير/كانون الثاني، وذلك بعد وقت قصير من إقلاعها من طهران، حيث تصاعدت الأعمال العدائية بين إيران والولايات المتحدة، بعد غارة جوية أمريكية قُتل في إثرها الجنرال قاسم سليماني. وقبل ساعات من تحطّم الطائرة أطلقت إيران صواريخ على قوات الولايات المتحدة في العراق، رداً على مقتل الجنرال، وكانت القوات الإيرانية على أهبة الاستعداد لمجابهة الانتقام الأمريكي.

 بعد ثلاثة أيام من إنكار أي دور له في حادث تحطم الطائرة، اعترف الجيش الإيراني بأن الطائرة قد أُصيبت بصاروخ واحد على الأقل من صواريخه.

وقال روحاني، الذي شغل سابقاً منصب قائد قوات الدفاع الجوي الإيرانية، الثلاثاء 14 يناير/كانون الثاني، إنه يريد أن » تُعرض القضية أمام الناس بكل صراحة».

وأوضح في تصريح لوكالة الأنباء الرسمية: «إن إلمامي بشؤون الدفاع الجوي تجعلني أقول إنه لا يمكن أن يكون هناك شخص واحد مسؤول عن ذلك، ليس فقط الشخص الذي ضغط على زر الإطلاق، هناك آخرون أيضاً».

وقال علي ربيعي، المتحدث باسم حكومة روحاني، إن الحكومة لم تكذب، لكنها قدّمت في البداية بيانات غير صحيحة لأنها لا تملك كل المعلومات ذات الصلة في موقف متوتر سريع التغير.

وأضاف ربيعي «يمكنني حتى أن أقول إن الأمر ربما يرجع إلى الإبقاء على المعلومات غير متاحة للاطلاع عليها».

وطلب الرئيس روحاني من السلطة القضائية، يوم الثلاثاء، إنشاء «محكمة خاصة تضم قاضياً رفيع المستوى وعشرات الخبراء»، للنظر في سقوط الطائرة.

وقال روحاني: «هذه ليست قضية عادية، العالم كله سيراقب هذه المحاكمة».

وسط وجود أمني مكثف في طهران، اندلعت الاحتجاجات في عدة جامعات، أمس الثلاثاء، وهو ما حدث يومياً منذ أن اعترفت الحكومة بأن الطائرة أُصيبت بصاروخ وسقطت. وفي جامعة طهران، حيث صلى آية الله خامنئي على نعش الجنرال سليماني قبل أيام قليلة، ردّد الطلاب هتافات حول آية الله: «عارنا، عارنا هو مرشدنا الأعلى».

 في جامعة شهيد بهشتي في طهران، انتقد الطلاب المسؤولين الذين ضلّلوا الجمهور بشأن الحادث، بينما قالوا إنهم كانوا في حالة حزن على الضحايا. وهتفوا «إذا كنتم في حالة حداد وحزن فلماذا تكتمتم على المعلومات لمدة ثلاثة أيام؟»

وقال إسماعيلي، المتحدث باسم القضاء، إن حوالي 30 شخصاً قد اعتُقلوا خلال الأيام الأخيرة من الاحتجاجات.

وقال مسؤولون في طهران، يوم الثلاثاء، إن 61 من أصل 176 ضحية كانوا على متن الطائرة تم التعرف عليهم من خلال اختبار الحمض النووي، وإنه يمكن تسليم رفاتهم إلى عائلاتهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى