كتاب وادباء

نـصـف ثـورة فـلـتـحـفـر قـبـرك

نـصـف ثـورة فـلـتـحـفـر قـبـرك

بقلم 

مؤمن الدش

مؤمن الدش

………………………………….

مخطئ من يتصور أن مايحكم مصر الآن نظاما سياسيا ’ حتى وإن ذهب بعضنا إلى وصم هذا النظام بالفشل بغية تعريته وفضحه أمام العالم ’ فلسنا هنا بصدد الحديث عن نظاما سياسيا بالمعنى المتعارف عليه فننفطر حزنا على فشله وعلى ما آل إليه حال البلاد فى عهده ’ أبدا لم يعد الأمر كذلك بل أننا أمام أى مسمى آخر غير أنه نظام أو سلطة حاكمة ’ إننا أمام قراصنة يحملون السلاح بكل ماتحمل الكلمة من معنى ودون التحسس على الألفاظ والبحث عن عبارات رقيقة تخدم الغرض ’ فكل المعانى التى تتمتع بالرقة أو اللغة الأدبية التى سيلجأ إليها الكتاب وكل العبارات الرقيقة تجرى مهرولة أمام القلم كلما حاول كاتب تلك السطور أو غيره من المشغولين بهذا الأمر والمهمومين بقضايا وطنهم إستخدامها للتعبير عن تلك الحالة النادرة التى نعيشها ’ فنحن بالفعل أمام قراصنة يحملون السلاح وليس بوسعى أن أقول نظاما ’ لاهم لهؤلاء القراصنة سوى إسكات أية أصوات قد تحدث ضجيجا أو تلقى بحجر فى مياه الوطن الراكدة أو تدلى بدلوها عن سوء آداء تلك المجموعة التى تعمل بيد من حديد فلاتطيق نقدا ولا مجادلة والويل كل الويل لمن لم يدخل الحظيرة مبكرا يدس منقاره كالفرخة فى الطبق الملئ بالخبز الناشف المغموس بالماء فيصبح الخبز طريا ثم يخرج منقاره فاردا جناحيه نافشا ريشه على تلك الوجبة الشهية شاكرا ولى نعمته الذى فتح القفص الجريدى وأدخل له ذلك الطبق ’ بيد أن بيديه مقاليد القفص لايريد مجرد الشكر فقط بل يريد من كل الفراخ أن لاتحلم بأكثر من ذلك سيما وإذا حلمت بعض الفراخ الطامعة فى بعض الذرة ’ إلى هنا وصبر صاحب القفص قد ينفذ ولكن على أصحاب النوايا السيئة أن لايفهموا صاحب القفص خطأ فهو ( مش مش عايز يديكم هو مش قادر يديكم ) .

………..

حسنا أيها القرصان .. إذا لم يكن بمقدورك أن تعطينا فلماذا إذا أتيت ’ أو دعك من هذا السؤال ’ وبما أنك أتيت على غير إرادتنا فماذا فعلت … بالطبع لاشئ …. هذا على صعيد الإنجازات بالمعنى المتعارف عليه وعلى صعيد البناء ’ أما على صعيد الهدم فحدث ولاحرج ’ أحدثت إنشقاقا بين فئات المجتمع من مشرقه إلا مغربه لم يسبق له مثيلا فى تاريخ البلاد على مر العصور ’ حتى أن البيت الواحد ليس على قلب رجل واحد فأحدهم أقصى اليمين والآخر أقصى اليسار ’ أسأت للدين الإسلامى كما لم يسئ له أحد من قبل حتى أشد الناس عداوة له ’ هدمت المساجد وأحرقتها وفعلت ما هو أكثر من ذلك فى هذا الصدد وماقتلناه كتابة من قبل مئات المرات ’ عزلت مصر دوليا وإقليميا حتى أن العالم ينظر إلينا الآن على أننا دولة لايحكمها نظاما سياسيا بقدر ما تحكمها البندقية والكلمة العليا فيها للرصاص الحى والقتل والقمع هو المتحدث الرسمى بإسمها ’ وجعلت شعوب العالم تسخر من بعضنا على أنهم مجموعة من السذج أتتهم الحرية على طبق من ذهب فركلوها بأقدامهم وسلموا ثورتهم بكل أريحية اليوم لمن ثاروا عليهم بالأمس ’ أضف إلى ذلك أيها القرصان أنك بعدما خطفت السفينة تخرج علينا الآن بكل بجاحة تتطالبنا بدفع الفدية رضوخا ورضاءا بالأمر الواقع ولابديل لديك وتلمح لنا أن البديل أمر ولا إنجازا واحدا يشفع لك ولاخطوة إيجابية تتحدث بإسمك ولاشئ فى أى شئ . إذا لابديل لمن يبحث عن حريته وتحرير وطنه إلا ثورة كاملة مهما كلفه الأمر أما نصف ثورة فلتحفر قبرك ’ أما الخانعون المنبطحون طوعا أو كرها فليقيموا لهم حائطا للمبكى يقفون أمام جدرانه يبكون على أطلال رجولتهم التى وافتها المنية وثورتهم التى أضاعوها بمحض إرادتهم .

 ………. يسقط … يسقط … حكم العسكر .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى