آخر الأخبارتقارير وملفات

“نيويورك تايمز”: رئيس شركة “بلاك ووتر” السابق حليف دونالد ترامب

انتهك حظر الأسلحة في ليبيا

بقلم الإعلامى

السيد عبد الهادي بوسنينة

الأمين العام المساعد لمنظمة “إعلاميون حول العالم”

أفاد تقرير أعدّه محققون من الأمم المتحدة ونشرت وسائل إعلام أمريكية تفاصيله الجمعة (19 شباط/فبراير) أن متعاقداً أمنياً خاصاً مقرّباً من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب انتهك حظر السلاح المفروض على ليبيا.

حليف ترامب الذي أتهمه التقرير الأمم المتحدة المسرب بانتهاك حظر السلاح على ليبيا هو إريك برنس، مؤسس شركة “بلاك ووتر” الأمنية الأمريكية

جاء في التقرير السرّي الذي حصلت عليه صحيفتا “نيويورك تايمز” و”واشنطن بوست”، أن حليف ترامب، إريك برنس، الذي أسس شركة “بلاك ووتر” الأمنية سيئة السمعة، استقدم قوة من المرتزقة الأجانب والأسلحة في 2019 دعماً للمشير خليفة حفتر، الذي انخرطت قواته في معارك للإطاحة بحكومة الوفاق الليبية المدعومة من الأمم المتحدة.

واطلعت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) اليوم السبت (20 شباط/فبراير) على تقرير الأمم المتحدة، الذي قدم إلى مجلس الأمن يوم الخميس. وكشف التقرير أن برنس دعم حفتر بطائرات مسلحة ورحلات استطلاعية وقوارب ، فضلاً عن برنامج لخطف وقتل كبار الأعداء.

وشملت “عملية أوبوس” التي بلغت كلفتها 80 مليون دولار خططاً لتشكيل فرقة تنفّذ اغتيالات لتعقّب وقتل القادة العسكريين الليبيين المناهضين لحفتر، الذين يحمل بعضهم جنسيات دول أوروبية، بحسب “نيويورك تايمز“.

وتسلّطت الأضواء على برنس، العنصر السابق في وحدة النخبة التابعة لقوات البحرية الأمريكية (نيفي سيلز) وشقيق بيتسي ديفوس، وزيرة التعليم في عهد ترامب، بصفته رئيس شركة “بلاك ووتر” الأمنية الخاصة التي اتُّهم متعاقدوها بقتل مدنيين عراقيين عزّل في بغداد سنة 2007. وأصدر ترامب عفواً عن أربعة من المدانين في هذه القضية العام الماضي.

ويعرّض الاتهام برنس لعقوبات محتملة من الأمم المتحدة، تشمل حظراً على السفر، بحسب “نيويورك تايمز”. وأضافت الصحيفة أن برنس لم يتعاون مع التحقيق الأممي، بينما رفض محاميه الإدلاء بتصريحات حيال المسألة.

كما لم تتلق فرانس برس أي رد على طلبها للحصول على تعليق من “فرونتيير سيرفسز غروب” في هونغ كونغ، والتي يشغل برنس منصب عضو مجلس إدارتها ونائب رئيسها. وكانت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) قد كشفت عن المهمة السرية في ليبيا في أيار/مايو، وذلك نقلاً عن خبراء الأمم المتحدة، ولكن دون معلومات تتعلق بتورط برنس.

تقرير أممي سري: رئيس “بلاك ووتر” السابق أرسل مرتزقة مزودين بمسيرات وزوارق حربية دعما لحفتر

حليف دونالد ترامب

وخلال إدارة ترامب، قالت نيويورك تايمز إن رئيس بلاك ووتر كان مانحًا سخيًا وحليفًا قويًا للرئيس، وغالبًا ما كان يسعى مع حلفاء آخرين إلى تقويض منتقدي ترامب، وأكدت أنه رفض التعاون مع تحقيق الأمم المتحدة فيما تعرضه اتهامات خرق الحظر المفروض على ليبيا إلى عقوبات محتملة بما في ذلك حظر السفر وتجميد حساباته المصرفية وغيرها من الأصول.

مكالمات إلى البيت الأبيض

التقرير الأممي، أثار تساؤلات عما إذا كان “إيريك برنس” قد تلاعب بعلاقاته بإدارة ترامب لإنهاء عملية ليبيا، وكشف كيف أن الشريك التجاري لرئيس بلاك ووتر كريستيان دورانت سافر إلى الأردن لشراء مروحيات كوبرا أمريكية الصنع الفائضة من الجيش الأردني، لكن الأردنيين أوقفوا البيع وأجبروا المرتزقة على الحصول على طائرات جديدة من جنوب إفريقيا.

ونقلت الصحيفة الأمريكية عن مسؤول غربي قوله إن المحققين الأمميين حصلوا أيضًا على سجلات هاتفية تُظهر أن دورانت، أجرى عدة مكالمات إلى البيت الأبيض في أواخر يوليو 2019، بعد أن واجهت عملية المرتزقة في ليبيا مشكلة، وأكدت وجود أدلة عن حسابات مصرفية خارجية وعمليات نقل أسلحة سرية عبر ثماني دول وهو ما يكشف عن عالم المرتزقة الدوليين.

لقاء القاهرة؟

وفي التفاصيل، أشارت نيويورك تايمز إلى أن رئيس شركة بلاك ووتر الأمريكية وافق على دعم حفتر الذي اعتمد لسنوات على الإمارات العربية المتحدة في التمويل والطائرات المسلحة دون طيار ومجموعة من الأسلحة المتطورة، كما أنه تلقى عرضا من روسيا في شكل مرتزقة من مجموعة فاغنر المرتبطة بالكرملين والتي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من آلة الحرب الخاصة به.

وفي محاولة للسيطرة على العاصمة طرابلس، كشف محققو الأمم المتحدة أن حفتر التقى في القاهرة برئيس بلاك ووتر “إيريك برنس” بعد 10 أيام من بدء العدوان، فيما عرض هذا الأخير 80 مليون دولار ثمن العملية التي سيقوم بها في ليبيا، لكنها تحولت إلى كارثة بعد أشهر فقط بعد دخول المرتزقة العشرين الذين وصلوا إلى بنغازي في يونيو 2019 في نزاع مع حفتر.

تصاعد الخلاف مع حفتر

حفتر اتهم مرتزقة بلاك ووتر بالفشل في تسليم مروحيات كوبرا الأمريكية، ومع تصاعد الخلاف خرج المرتزقة من ليبيا بواسطة قارب مطاطي باتجاه مالطا، لكن التقرير قال إن العناصر الرئيسية لمهمة المرتزقة، ما يعرف بفريق الحرب الإلكترونية الذي وصل بشكل منفصل مع عدة طائرات هجومية، بقيت في ليبيا، فيما ترك الهاربون دلائل قادت في النهاية إلى برنس.

المصدر: “نيويورك تايمز”

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى