آخر الأخباركتاب وادباء

هدية السماء

بقلم الإعلامى 

أحمد شكرى

عضو مؤسس فى منظمة “إعلاميون حول العالم”

باريس – فرنسا

[15:35, 25.3.2020] 

كلمة مضادة للكراهية وللضغينة والحقد ، ولكل معنى من معاني الشر …
وكما قالوا ونقول وسنقول دوما وأبدا على اختلاف نوايانا وعقائدنا وأفكارنا وفلسفاتنا ومناهجنا أن الحب ♥ إحساس وشعور جميل يخالج القلب والعقل والأحاسيس والوجدان .. وإذا ملك وتملك ودخل إلى أوتار أرواحنا ونفوسنا قدم وفعل الكثير والعجب والمعجزات …

ولست هنا بصدد الحديث عن الحب بين الذكر والأنثى ( ذلك الحب المؤدي إلي الزواج) في الأحوال العادية
[15:35, 25.3.2020] احمد شكرى فرنسا: … في الأحوال العادية ؛ ولا على العشق أو الغرام أو الولع ؛ ولا على الهيام والتيم .. ولو أن الاعتدال في الحب طبقا للمعايير السامية مآله وثماره لا يغفل عنها بشر ولا عالم أو مفكر أو فيلسوف ، وأقصد بذلك هنا ( وعلى حسب فكري وديدني) بالحب المصطحب بميثاق غليظ أهدته لنا شريعة السماء الإلهية ؛ فلست إذا بصدد الحديث بصفة خاصة أو مطلقة عن هذا الحب الذي له قدره ومكانته وسموه وعظمته بين النوعين المختلفين ٠”جسديا” من بنى آدم وبين جنسي البشر ؛ مع أنه – ذلك النوع من الحب – يشمل حيزا كبيرا إن لم يكن الأكبر من الحب ومداراته ومغازيه …

ولربما استدرك أو استطرد لأقول أنني أود الحديث عن حب يشمل ذلك الحب ولكنه أشمل منه وأعمق ، ولا يناقضه ولا ينافيه بل هو من ثمرته ووليده ولكنه في الظاهر أعم وأوسع مجالا ، وفي الحقيقة أنهما لا يفترقان في المعني والمغزى ولكنها يتكاملان ويتقاطعان ..

هل شعرت يوما أنك تعطي وتحب العطاء ، وتضحي بالغالي والرخيص من أجل غيرك ؟ وهل شعرت برغبتك ببذل ما تملك بذله من أجل إسعاد الآخرين أو إرضائهم أو نصرتهم ؟

إن حب الخير الذي يخط لنا خطوطه خالقنا – جل وعلا – بكل أنواعه وفروعه ومجالاته ؛ حب الأخ لأخيه ( أكان من أمه وأبيه) أم لم يكن والأخت لأختها (في الإنسانية) ؛ وبالأخص حب الأم لأولادها وبناتها ، والوالد للولد والبنات وغير ذلك من كل حب نافع للبشر وللبشرية جمعاء لهو حب محمود بل ومقدس ومعترف به ومقدر تقديرا من لدن من خلق البشر والخير في هذا العالم الذي نعيش فيه ..

[15:35, 25.3.2020]

احمد شكرى فرنسا:

حب العدل والحق والحرية والمساواة وحب العلم النافع بل والحب للغير والإنسانية كلها ماأحبه لنفسي لهو من صميم الحب والإيمان بما أرشدنا إليه خالقنا الخبير العليم بخلقه ، ومن سلب إحداها أو أحدها فقد سلب شيئا غاليا نفيسا من كيانه ووجدانيه ..

الرجل الذي يحرم زوجته من أولادها يحرمها من أغلى رغبة حب لديها في الوجود ، والمرأة التي تتجرأ على غيبة زوجها أمام أولادها وبناتها تحول بينه وبين حنانه وعطائه لهم وتحرمه من بهجة وسرور لقائهما الذي لا يعادله لقاء ولاتعادله بهجة وانشراح صدر ..

والوطن الذي يحرمني من عيش كريم وحرية تعبير ؛ بل ومن رؤية أحب وأغلى الكائنات والأشياء لدي يقضي على مستقبلي ومستقبل أجيال من بعدي ، ويفرق بين أجزاء جسد واحد …
[15:35, 25.3.2020] احمد شكرى فرنسا: ومها قلت أو وصفت أو جسدت ، فإن الحب الذي يتغنى به الجميع
وتقدسه الأديان والفلاسفة والمفكرين ، والقاصي والداني ويشعر به ويحسه الصغير والكبير له دلالات وعلامات وإيجابيات ومنافع وفيرة وفضائل أكثر وأعم من فضل العيش على باقي الطعام ؛ ومن فضل دفئ الشمس على المحروم من مأواه والذي يعيش في العراء محروما .. بل وأكثر من ذلك وأبعد …

ومهما حاولنا أن نعرفه أو نتعرف عليه ، ومهما بحثنا في معانيه ومظاهره ، فلن نصل إلى تعريف أعمق أو أقوى وأدق من تعريف من خلق ذلك الحب فينا ورزقنا إياه ، ولن نصل لتحقيقه وتفعيله ؛ والإحساس والشعور به كاملا وحقا إلا باقتفاء حقيقته ومعناه من مصدره الإلهي الحق ؛ وإلا نفعل فسنلقلى ونعيش حبا هابطا ماديا حيوانيا لا يسمو بنا ولا بأرواحنا إلى السماء ولا يرقى بقلوبنا ولا حتى أجسادنا التي ستبلى يوما من الأيام ، ويبقى نور الحب الحقيقي والخير على مدى العصور والدهر حتى يرث الله الأرض ومن عليها منهاجا ومبراسا للأجيال من بعدنا .
[15:44, 25.3.2020]

احمد شكرى فرنسا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى