آخر الأخبارالأرشيف

هزيمة ساحقة لليمين المتطرف فى انتخابات الرئاسة فى النمسا

تقرير بقلم رئيس التحرير

سمير يوسف k

سمير يوسف

تعهد الرئيس الجديد للنمسا “الكسندر وفان دير بيلين”  بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية بالاستماع لانشغالات ومخاوف المواطنين النمساويين، وباستمالة أصوات أولئك الذين انتخبوا حزب الحرية اليميني المتطرف.

فوز

وأضاف فان دير بيلين في خطاب فوزه بالانتخابات إنه يقبل بحقيقة أن الكثير من النمساويين لم تكن أصواتهم مسموعة. وقال أيضا: “نحن بحاجة إلى ثقافة جديدة ومختلفة للحوار وكذا النظام السياسي الذي يتعامل مع مخاوف وانشغالات المواطنين.”

1

وكان المرشح المستقل فان دير بيلين الذي يعتبر من المدافعين عن أوروبا الموحدة (الاتحاد الأوروبي) والمدعوم من حزب الخضر هزم مرشح حزب الحرية نوربارت هوفر من أقصى اليمين، بفارق لم يتجاو 31 ألف صوت فقط من مجموع 4.64 مليون من أصوات النمساويين المشاركين في الانتخابات.

وكان هوفر سيتحول إلى أول رئيس لدولة أوروبية داخل الاتحاد ينتمي لحزب من اليمين المتطرف، في حالة فوزه بالانتخابات.

وكان معظم الذين انتخبوا هوفر من العمال وخاصة من المناطق الريفية بنسبة 90 في المئة، فيما جاء فان دير بيلين في المركز الأول في المدن العشرة الرئيسية في البلاد، كما أن معظم المنتخبين لصالحه كانوا من الجالية الإسلامية سواء من العرب او الأتراك النمساويين بالإضافة الى حملة الشهادات الجامعية والعليا.

وأفادت هذه التوقعات التي شملت الاقتراع بالمراسلة أن فان دير بيلين (72 عاما) حاز 53.6% من الأصوات مقابل 46.4% المئة لهوفر (45 عاما).

وأقر اليمين المتطرف بهزيمته وقال الأمين العام لـ”حزب الحرية” هربرت كيكل للتلفزيون العام: “أرغب في تهنئة فان دير بيلين بهذا الفوز”. بدوره، هنأ هوفر فان دير بيلين بفوزه.

وأظهرت النتائج الأولية التي بدأت تصدر أن فان دير بيلين يسجل في العديد من الدوائر تقدما بنقاط عدة مقارنة بالدورة الثانية التي جرت في أيار/مايو قبل أن يتم الغاؤها.

وكان فان دير بيلين فاز في الدورة المذكورة ولكن بفارق لم يتجاوز 31 الف صوت.

ردود الفعل

من جهة أخرى، عبر قادة عدد من الأحزاب السياسية في أوروبا عن ارتياحهم من نتائج الانتخابات النمساوية.

وقال فرانك والتر شتاينماير وزير الخارجية الألماني: “إن عموم أوروبا تنفست الصعداء.”

أما رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس فقال: “إنه من دواعي الارتياح أن نرى النمساويين يرفضون التطرف والشعبوية.”

وكان هوفر نشطا كثيرا في قضايا مثل مناهضة الاتحاد الأوروبي،ومعادى للإسلام ، ومعاداة الهجرة. وخشيت الكثير من الدول أن يكون ذلك دليلا على تنامي قوة الأحزاب المعادية للمهاجرين، خاصة مع تفاقم أزمة اللاجئين في أوروبا وحالة عدم الاستقرار الاقتصادي التي تمر بها أوروبا.

رئيس غير متحزب

وحول الانقسام داخل المجتمع النمساوي، قال الرئيس الجديد للنمسا: “كان هناك كثير من الحديث حول التصدع الذي عرفته البلاد، لكنني أعتقد أنه يمكن التعامل مع ذلك على أننا وجهان لعملة واحدة وكل وجه منها يمثل أهمية للآخر.”

وأضاف فان دير بيلين البالغ من العمر 72 عاما إنه يرغب في العمل على استمالة أصوات أولئك الذين انتخبوا اليمين المتطرف (حزب الحرية) وأن يكون رئيسا غير متحزب ويمثل كل النمساويين.

وكانت الانتخابات الرئاسية قسمت المجتمع النمساوي وكشفت عن تصدع وانقسامات عميقة داخل أوروبا، خاصة فيما يتعلق بكيفية التعامل مع قضية تدفق المهاجرين، وقضايا الاقتصاد، وقضية التوازن بين المصالح الوطنية في ظل المصالح المشتركة داخل الاتحاد الأوروبي.

ما يميز هذه الانتخابات في النمسا هو خيبة الأمل الواسعة من الطبقة السياسية في البلاد، وتنامي شعبية حزب الحرية اليميني المتطرف، حيث انعكس ذلك كله داخل عدد من الدول الأوروبية.

استعراض ضخم

وقال المستشار النمساوي كريستيان كيرن: “إن الانتخابات كانت مثيرة للقلق، وعليه فإنه من صالحنا جميعا أنه لا يوجد بين الناخبين من يشعر بأنه خسر شيئا.”

ويعتبر منصب الرئيس في النمسا شرفيا، إلا أنه من صلاحيات الرئيس أن يحل الغرفة الأولى من البرلمان وأن يدعو إلى انتخابات مبركة من دون الحاجة للعودة إلى الحزب الحاكم لطلب الموافقة.

من ناحية أخرى، وصف هوفر الذي يتزعم حزب الحرية اليميني المتطرف يوم الانتخابات بأنه “كان يوما حزينا.” لكنه اضاف على صفحته على موقع فيسبوك بالقول: “أرجوكم لا يجب أن نشعر بالإحباط، فالمجهود الذي قمنا به خلال هذه الانتخابات لم يذهب سدى، لكنه استثمار للمستقبل.”

من جانبه قال هاينز كريستيان ستراتش رئيس حزب الحرية المعروف بمعادته الشديدة للإسلام  “هذه مجرد بداية فقط.”

أما الجبهة الوطنية الفرنسية التي تمثل أكبر حزب يميني متطرف في فرنسا فثمنت ما وصفته “بالأداء التاريخي” لحزب الحرية النمساوي.

وكان كل من فان دير بيلين وهوفر يتنازعان الفوز في الانتخابات بعد اقصاء مرشحي أكبر حزبين سيطرا على الحياة السياسية في النمسا منذ الحرب العالمية الثانية.

وتوصلت نتائج استطلاعات للرأي في النمسا إلى أنه في حال تنظيم الانتخابات التشريعية حالا في النمسا، فمن المرجح أن يفوز بها حزب الحرية اليميني.

وتجدر الإشارة إلى أن الانتخابات البرلمانية في النمسا مقررة في 2018.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى