آخر الأخبارتقارير وملفات

هكذا اصبحت مصر …وظهرت حقيقة النظام الفاشل

بقلم الباحث والمحلل السياسى

الدكتور محمد السيد رمضان

نائب رئيس المنظمة

في الدول التي يحكمها طغاة ساديون يتكرر نفس المشهد، ويصفق عمر اديب وأحمد موسى ولميس الحديدى ولن أغفل “مصطفى بكرى” لسيدنا الجالس على كرسى السلطة ايا كانت صفته والى اى فصيل ينتمى “الإنسان أم الحيوان“، ويفلسف الأكاديميون أقواله، ويوافق البرلمانيون على أكاذيبه، ويرى السادة القضاة والمستشارون الذين فى حاجة الى اعادة تأهيل في أغلبهم صورته في كل مادة قانونية مربوطة بسلسلة نهايتها في أعناق كل قاضى منهم.

تمر مصر بازمات طاحنة ، ديون خارجية وداخلية وتدهور في كافة المجالات ، استبداد سياسي وفساد مستشري اديا الي تفاقم المشاكل، فطفح منها الكثير علي السطح ، فشاهدنا حادث تصادم مروع لقطارين بمحافظة سوهاج قتل واصيب فيه المئات من ابناء الصعيد المهمش منذ عقود ، وبعدها بساعات انهارت بناية بالقاهرة قتل فيها 25 من سكانها واصيب عدد اخر ،
ولم تمضي ساعات حتي شهد العالم اكبر ازمة تعيق التجارة الدولية بسبب جنوح سفينة حاويات شكلت معضلة حقيقة واظهرت عجز ادارة قناة السويس عن ايجاد خل سريع حتي استعين بشركة هولندية متخصصه في تعويم السفن بعد مرور 6 ايام تسببت في خسائر بالمليارات مما دفع العديد من الدول للبحث عن بديل اخر للقناة .
لم تنتهي الازمات وجاءت مباحثات كنشاسا حول ازمة سد النهضة وذهب المفاوض المصري وهو يعلم مسبقا عدم جدوي هذه المباحثات ، لكنه ذهب …وبعد ثلاث ايام متتالية اعلنت نتيجة المباحثات رسميا عدم احراز اي تقدم ..واستمرار تعنت اثيوبيا .

تناقل اعلام العار الاخبار وبدا في الحديث عن خيارات السيسي المفتوحة …التي تحدث عنها ، واسهب محللي السبوبة باننا مستعدون لعمل عسكري للدفاع عن حقوقنا في مياة النيل .. وما يحدث من تنسيق بين مصر والسودان والمناورات التي تتم باحدث طائرات هي مقدمة لعمل عسكري لاخراج السد من الخدمة .

طبل مؤيدي النظام وعاشوا نشوة الانتصار الوهمي ولم تمضي ايام وخرج فرعون مصر بتصريح اخر علي نقيض ماقيل فبعدما كان من” يريد ان يجرب يقرب”صارت “دماء المصرين اغلي من مياة النيل “

هذا التصريح اعلان رسمي بان النظام الفاشل قد القي بالمسؤولية الي الشعب ، وتاكيدا لما قيل اعلن وزير الخارجية سامح شكري ان مصر لن تنسحب من اتفاق المبادئ وهذا إقرار بان التوقيع علي الاتفاق في الخرطوم كان متعمدا رغم عدم وجود اي ضمانات لحقوق مصر في مياة النيل ،فهو حسم القضية لا تدخل عسكري للحفاظ علي حقوق مصر ولا انسحاب من الاتفاقية ، اذن الخيانة هي عنوان هذه الكارثة التي ستتسبب في تدمير البلاد وتشريد العباد ،

ولتشتيت الراي العام وابعاده عن تناول هذه الازمة صدر تعليمات عليا لكافة القنوات بتناول مشكلة الطيار مع النكرة المدعو “محمد رمضان” وتسليط الضوء علي الحدث في الوقت الذي يئن فيه الشعب من تفشي وباء كورونا وارتفاع اسعار الكهرباء والبترول بمشتقاته وتجاهل الاعلام معاناة الملايين .

وفجاة يعلن عن انتصار ساحق … اين ومتي ؟

اعلام العار يحتفي بتوقف برنامج #مع_معتز الذي يبث علي قناة الشرق ..
احتفال غير مسبوق وكاننا انهينا ازمة سد النهضة وامنا الشعب من العطش واجرينا فحوصات كورونا للملايين واجرينا تطعيم جزء كبير من الشعب وتم تسديد مليارات من الديون للدائنين ..
هل هذا انتصار يافشلة ؟

الهذا تفرحون وتقيمون السهرات وتكتب اقلام الرعاع عن الانتصار الباهر ؟

لقد سيطر النظام علي الاعلام منذ اليوم الاول للانقلاب وانشا قنوات جديدة مدها بأحدث الاجهزة وحصل مقدموا البرامج علي مليارات الجنيهات من اجل تقديم اعلام تافه لا يمت للحقيقة بصلة في محاولة للتغطية علي الفشل في ادارة الدولة ، ضابط جيش يوجة عشرات القنوات من خلف الستار لتزييف الحقيقة ، لكن برنامج بثت من هناك له ملايين داخل المتابعين دخل مصر كشفت خداعكم وكذبكم فعلم الشعب بانكم مزورون وتلبسون الحق بالباطل فهجر قنواتكم ،
سعي الفاشل واجهزتة الامنية بكل الوسائل لايقاف هاته البرامج لكنه فشل ، فاقدم علي المساومة مع الدولة المضيفة تركيا والمقابل اعادة العلاقات وترسيم الحدود في شرق المتوسط وهذه تمثل فائدة اقتصادية لتركيا تساعدها في ازمتها مع قبرص واليونان وتلجم المعارضة المدعومة من الغرب ومن بعض الحكام العرب ،
فكان الخيار اما تهدئة نبرة الهجوم علي النظام الفاشل او توقف الرنامج فما عاهدناه علي معتز هو عدم الخضوع والخنوع ، فخرج ليلقي كلم مقتضبه واعلن توقف برنامجه طوعا وانسحابه من القناة حتي لا يسبب حرجا لادارة القناة او للدولة التركية ،
فهل هذا انتصار يفرح به اعداء الحرية وانصار الانقلاب ؟
ان الصوت الحر لن يخفت او يتوارى ولن يعدم الوسيلة في الوصول للناس ، لكن العقول المريضة هي من تحاول تحقيق انتصارات وهمية في معارك جانبية وتغفل المعركة الحقيقة الواجب خوضها ضد اثيوبيا وانتزاع حقنا في مياة النيل .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى