آخر الأخباراقتصاد

هل بدأت أوكرانيا هجومها المضاد ضد القوات الروسية؟

تقرير بقلم الإعلامى الأوكرانى

مهندس محمد سليم العطي

رئيس منظمة “إعلاميون حول العالم” 

فرع أوكرانيا وعضو مجلس الإدارة

تكتم كييف عن هجومها الدفاعى يربك قيادات الجيش الروسى ،ورغم تكتم كييف فإن جميع المؤشرات تؤكد أن الجيش الأوكراني بدأ هجومه المضاد ضد القوات الروسية، حيث أعلن عن عملية واسعة، مشيرا إلى أن عجز روسيا عن معرفة اتجاه الهجوم المضاد يبقي جيشها متأهبا.
وتشن القوات الأوكرانية هجمات متزامنة في جبهات شرق وجنوب البلاد، في الوقت الذي تتعرض فيه منطقة بيلغورود الروسية لهجمات برية وجوية.

سد نوفا كاخوفكا في أوكرانيا.. حائط الصد

 


يقع سد نوفا كاخوفكا الضخم ومحطة كاخوفسكايا في مدينة نوفا كاخوفكا، على نهر دنيبرو، ضمن الأجزاء التي تسيطر عليها روسيا من منطقة خيرسون (جنوبي أوكرانيا).
سقطت مدينة نوفا كاخوفكا في يد القوات الروسية في اليوم الأول من هجومها على أوكرانيا في فبراير/شباط 2022، وتضم سد كاخوفكا الكهرومائي، وهو هدف إستراتيجي تمت السيطرة عليه في الساعات الأولى من هجوم موسكو.
يبلغ طول المنشآت الكهرومائية للسد 3850 مترا، ويبلغ عرضه 447 مترا، ويتكون من 28 بوابة، وتبلغ القوة الإنتاجية الإجمالية للمحطة 334.8 ميغاواتا، في حين تصل الطاقة الاستيعابية لخزان السد نحو 18 كيلومترا مكعبا من المياه.

يوفر هذا السد المياه لشبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014

تستخدم محطة زاباروجيا مياه النهر -الواقع على مسافة 150 كيلومترا منها- لتبريد وقود قلب المفاعل.
اتّهمت الرئاسة الأوكرانية روسيا صباح اليوم الثلاثاء “بتفجير” سد كاخوفكا لتوليد الطاقة في منطقة خيرسون لإغراق المنطقة وإبطاء الهجوم الأوكراني الذي تستعد له.
وقالت القيادة الجنوبية للقوات المسلحة الأوكرانية إن القوات الروسية فجرت سد نوفا كاخوفكا الواقع في الأجزاء التي تسيطر عليها روسيا من منطقة خيرسون الأوكرانية.
في المقابل، نقل موقع قناة روسيا اليوم عن فلاديمير ليونيف رئيس إدارة مدينة نوفا كاخوفكا قوله إن مستوى المياه في مقاطعة خيرسون في اتجاه مجرى نهر دنيبرو ارتفع بمقدار 2.5 متر.
وحمّل المسؤول الروسي كييف مسؤولية التفجير، قائلا إن المحطة والسد تعرضا لقصف أوكراني، مشيرا إلى أن الضربات استهدفت بشكل رئيسي الجزء العلوي من محطة الطاقة الكهرومائية حيث توجد الصمامات، مما أدى إلى هدمها.

التأثيرات المحتملة القادمة بعد التفجير

أكد مسؤولون روس وأوكرانيون اليوم الثلاثاء أن آلاف الأشخاص وعشرات القرى معرضون لخطر الفيضانات، على خلفية تفجير سد نوفا كاخوفكا ومحطة كاخوفسكايا للطاقة الكهرومائية المرتبطة به.
ذكرت وسائل إعلام روسية أن 22 ألف شخص و14 قرية حول منطقة السد عرضة للخطر، إثر ارتفاع مستوى نهر دنيبرو بعد تفجير سد نوفا كاخوفكا.
قال مسؤول أوكراني اليوم الثلاثاء إن فيضانات غمرت عدة قرى “كليا أو جزئيا” عقب الانفجارات التي دمرت قسما من سد كاخوفكا في منطقة خيرسون الأوكرانية.
أوضح رئيس الإدارة العسكرية في خيرسون أولكسندر بروكودين على وسائل التواصل الاجتماعي أن “هناك نحو 16 ألف شخص في المنطقة الحرجة على الضفة اليمنى لمنطقة خيرسون”، مشيرا إلى فيضانات في 8 مناطق على طول نهر دنيبرو.
نقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن أجهزة الطوارئ قولها إن نحو 80 تجمعا سكنيا ربما تتأثر بدمار سد كاخوفكا.
وتحسبا لمخاطر الفيضانات، أعلن حاكم منطقة خيرسون في أوكرانيا بدء عمليات إخلاء المناطق القريبة من منطقة كاخوفكا في جنوب البلاد.
دعت وزارة الداخلية الأوكرانية -على تليغرام- سكان 10 قرى على الضفة اليمنى للنهر وأجزاء من مدينة خيرسون أسفله؛ إلى جمع الوثائق الأساسية والحيوانات الأليفة، وإيقاف تشغيل الأجهزة، ومغادرة أماكنهم.
الوكالة الدولية للطاقة الذرية أكدت أنه ليس هناك “خطر نووي آني” في محطة زاباروجيا للطاقة النووية بعد التفجير.
وتعدّ زاباروجيا أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا، وواحدة من أكبر 10 محطات للطاقة النووية في العالم، تحتوي على 6 مفاعلات نووية.

إعلام روسيا المتخازل بين صمت الميت والانتقاد للحرب

منذ إطلاق روسيا “عمليتها العسكرية الخاصة” ضد أوكرانيا، وهي التسمية الرسمية التي استخدمتها موسكو لما يتابعه العالم من معارك قتالية ومواجهات مسلحة ضد كييف المدعومة من جانب الولايات المتحدة وبقية بلدان الناتو والغرب، تقع الأجهزة الإعلامية الروسية والصحافيون الأجانب المعتمدون لديها بين فكي الرحى.
يقف الإعلاميون والصحافيون الموجودون على الأراضي الروسية في حيرة من أمرهم بين أهمية الانحياز إلى الحقيقة، أياً كانت درجاتها أو أطيافها وحتمية الامتثال إلى ما صدر من الأجهزة التشريعية والتنفيذية في موسكو من قوانين وتعليمات تنظم البث والنشر في كل وسائل الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب.
حيرة تتعلق أسبابها بالدرجة الأولى بأجهزة الرقابة الروسية التي لا تستثني أحداً في الداخل أو الخارج، بما في ذلك مواقع التواصل الاجتماعي المحلية والعالمية، وعلى رأسها “فيسبوك”، علاوة على المواقع الإعلامية الغربية منها “بي بي سي” البريطانية و”دويتش فيلا” و”دي فيلت” و”سفوبودا” الألمانية، وجميعها حجبها جهاز الرقابة والمتابعة بموسكو (روس كوم نادزر) في الداخل الروسي.
الحظر طاول عدداً من الأجهزة الإعلامية الروسية التي كانت معروفة بتوجهاتها الليبرالية الغربية، ومنها إذاعة “صدى موسكو” وقناة “تلفزيون دوجد” (المطر) و”نوفايا غازيتا” (الصحيفة الجديدة) التي تحول بعضها إلى الصدور من الخارج القريب بأوكرانيا وبلدان البلطيق. وكان مجلس الدوما قد استهل استعداداته في هذا الشأن منذ فبراير (شباط) من العام الماضي، بإصدار سلسلة قوانين تنظم هذه القضية، وتفرض بعضها عقوبة السجن لمدة تصل إلى 15 عاماً، جزاء كل من يخالف هذه التعليمات.


كيف تغطي وسائل الإعلام الروسية الحرب في أوكرانيا؟

صنف مراقبون في الداخل والخارج وسائل الإعلام المتابعة للحرب الروسية – الأوكرانية إلى نوعين أولهما وسائل الإعلام الروسية والصحافة الأجنبية الممثلة للبلدان التي سمتها موسكو “صديقة” وتسير على الخط المرسوم لها قانوناً، وثانيهما صحافة وإعلام البلدان الغربية التي تصفها الأجهزة الرسمية بـ”غير الصديقة”. وتحظر روسيا اعتماد ممثلي الصحف الغربية في كثير من المناسبات التي يشارك فيها الرئيس فلاديمير بوتين، مثلما صدر أخيراً عن الجهاز الصحافي للكرملين بحظر اعتمادهم في “المنتدى الاقتصادي المرتقب في سان بطرسبورغ”.
ظلت أخبار العمليات العسكرية الروسية على الأراضي الأوكرانية، خلال الأشهر الأولى للحرب، في صدارة الموضوعات التي تنص القوانين والتعليمات على ضرورة قصر تناولها على ما يصدر فقط عن المصادر الرسمية بموسكو، والابتعاد عن “تفاصيل” المعارك على الجبهة وأخبار المشاركين فيها، وحظر نشر أية معلومات غير صادرة عن وزارة الدفاع والأجهزة الرسمية للدولة.
حتى أخبار تشكيلات مجموعة “فاغنر” العسكرية الخاصة الروسية ظلت ضمن المحظورات ردحاً طويلاً من الزمن منذ ظهورها في منتصف العقد الثاني من القرن الجاري، وحتى الأشهر القليلة الماضية التي شهدت نشر خلافات زعيمها ومؤسسها يفغيني بريغوجين وما قد يندرج تحت تسمية “ملاسنات كلامية” في حق كبار قيادات بوتين العسكرية.
ومنعت السلطات الروسية وسائل الإعلام من استخدام معلومات غير البيانات الرسمية حول غزو أوكرانيا. كما حظرت استخدام كلمات مثل “الحرب” و “الغزو”.
يواجه الصحفيون المستقلون في روسيا ضغوطا متزايدة في ظل رقابة الحكومة على المحتوى الإعلامي والصحفي لتغطية الحرب الروسية على أوكرانيا. كان آخرها إصدار مجلس النواب الروسي (الدوما) الجمعة نصا يتضمن عقوبات بالسجن وغرامات شديدة لكل من ينشر “معلومات كاذبة” يمكن أن تصل الى 15 عاما إذا أدت “معلومات كاذبة” إلى “عواقب خطيرة” على القوات المسلحة الروسية.
حظر استخدام كلمات مثل الحرب والغزو في الإعلام الروسي
ومنعت السلطات الروسية وسائل الإعلام من استخدام معلومات غير البيانات الرسمية حول غزو أوكرانيا. كما حظرت استخدام كلمات مثل “الحرب” و”الغزو”.

“فيلق حرية روسيا” المؤيد لأوكرانيا يعلن أسر جنديين في بيلغورود

 مجموعة من المقاتلين الروس يطلقون على أنفسهم اسم “فيلق حرية روسيا” والمؤيدين لأوكرانيا، الأحد 4 يونيو/حزيران 2023، إنها أسرت جنديين روسيين خلال قتال في منطقة بيلغورود الروسية وعرضت صفقة تبادل خلال اجتماع مع حاكم المنطقة، وفق ما ذكرته وكالة رويترز.

حيث نشر فيلق حرية روسيا وفيلق المتطوعين الروس بياناً مشتركاً على القناة التابعة للفيلق على تليغرام. بينما لم يتسن التحقق بشكل مستقل من صحة هذا التقرير.

من جهة أخرى، قال فياتشيسلاف جلادكوف حاكم منطقة بيلغورود الروسية، إن القوات الأوكرانية واصلت قصف المنطقة الحدودية خلال الليل وحتى صباح الأحد، بعد مقتل شخصين في الليلة السابقة وإجلاء مئات الأطفال بعيداً عن الحدود.

أضاف جلادكوف على تطبيق تليغرام: “خلال الليل كان الوضع مضطرباً” مشيراً إلى وقوع “كثير” من الأضرار في بلدتي شيبيكينو وفولوكونوفسكي جراء القصف الأحدث.

كما ذكر جلادكوف في وقت لاحق، أن حرائق اندلعت في شيبيكينو بعد أن قصفت القوات الأوكرانية منطقة السوق في وسط البلدة، مضيفاً أنه لم يصب أحد. وتبعد شيبيكينو نحو سبعة كيلومترات عن الحدود الأوكرانية. وأردف أنه جرى نقل أكثر من أربعة آلاف إلى أماكن إقامة مؤقتة في المنطقة.

بينما تنتقل مشاهد الحرب بشكل متزايد إلى روسيا مع ازدياد القصف على المناطق الحدودية وكذلك ضربات جوية في عمق البلاد وضمن ذلك هجمات على موسكو وقعت الأسبوع الماضي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى