آخر الأخبارالأرشيف

هل تعاقب امريكا الرئيس السودانى حسن البشير ام تعاقب الشعب السودانى المسالم

بتمديد العقوبات .. أمريكا تخنق الخرطوم من جديد

تغيرات وتحولات عديدة شهدها السودان في السنوات الماضية إلا أن العقوبات الاقتصادية الأمريكية بقيت شوكة في ظهر الخرطوم، خاصة بعد تجديد الولايات المتحدة تلك العقوبات لمدة عام لتطوق السودان من جديد دون مراعاة للآثار السلبية على الشعب السوداني.

وأعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس تمديد العقوبات التي تفرضها بلاده على السودان لعام إضافي، معتبرا أن السياسات التي تنتهجها الخرطوم لا تزال تشكل “تهديدا كبيرا” للأمن القومي للولايات المتحدة. 

ويخضع السودان لحظر أميركي على التجارة منذ عام 1997 على خلفية دعمه المزعوم لمجموعات متشددة، حيث كان زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن يتخذ من الخرطوم مركزا بين 1992 و1996.

اوباما

وفي السنوات الأخيرة، بررت الولايات المتحدة استمرارها في فرض العقوبات بسياسة الاضطهاد التي تمارسها حكومة السودان ضد المتمردين في دارفور.

وتسبب النزاع الذي يدور في إقليم دارفور في غرب البلاد منذ عام 2003 في تشريد 2.5 مليون شخص، يعيشون في مخيمات تعتمد على المساعدات التي يقدمها المجتمع الدولي، وفقا لتقديرات الأمم المتحدة.

وبدأت حركة تمرد في جنوب كردفان، في جنوب السودان في عام 2011، وتأثر بها مليون شخص وفقا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بالسودان.

كما تسبب النزاع في جنوب السودان، الذي استقل في 2011، بموجات نزوح كبيرة إلى السودان.

العقوبات الأميركية

وتشمل العقوبات الأميركية على السودان التي ترمي إلى عزله تجاريا واقتصاديا حظر استيراد بضائع أو خدمات من أصل سوداني وحظر التصدير أو إعادة التصدير إلى السودان، بما يشمل بضائع تكنولوجيا، خدمات من أميركا أو بواسطة شخص أمريكي .

كما تشمل حظر الهبات، أو تمديد الضمانات أو الديون بواسطة شخص أميركي إلى حكومة السودان وحظر تعاملات معينة تتعلق بنقل البضائع من وإلى السودان، إضافة إلى حظر كل المعاملات بواسطة أشخاص أميركيين مع السودان، فيما يتعلق بصناعة البترول، صناعة البتروكيماويات وخدمات حقول البترول، أو الغاز أو صناعة أنابيب نقل البترول.

نقض للعهود

بدورها وصفت  حكومة الخرطوم قرار  أوباما العقوبات المفروضة على السودان لمدة عام آخر بأنه قرار روتيني لايحمل أي جديد.

وقال الدكتور أحمد بلال عثمان الناطق الرسمي للحكومة السودانية، في تصريحات صحفية، إن الفترة المتبقية للرئيس أوباما لا تسمح له القيام باي إجراء لرفع العقوبات بعد أن وعد برفعها مستقبلاً.

وأكد بلال تعامل السودان مع واشنطن بحذر، مشيراً إلى وجود وعود أمريكية برفع العقوبات الأحادية عن السودان وطالب بتنفيذها، مجدداً تأكيده بسعي الخرطوم لتحقيق الإستقرار والأمن بداخل البلاد ودول الجوار خاصة دولة جنوب السودان.

وسرت تكهنات بإمكان تخفيف العقوبات بعد الزيارات المتكررة إلى الخرطوم، التي قام بها المبعوث الأميركي الخاص دونالد بوث.

تقدير أمريكي خاطئ

بدوره قال الدكتور محمد حسين أستاذ العاقات الدولية بجامعة القاهرة القاهرة، إن :” الولايات المتحدة لديها موقف من سياسات السودان وتعبترها دولة حاضنة للإرهاب رغم تقديم البشير كل أوجه التعاون لأمريكا، إلا  أن الإدارة الأمريكية تعي جيداً إذا ما كان هذا التعاون جاد أم صوري وبالتالي جددت العقوبات بناء على معلومات لديها بأن السودان غير جاد”.

وأضاف أن أمريكا تريد تطويق الدول العربية الضعيفة من خلال العقوبات دون مراعاة لمعاناة شعوب هذه الدول أو الأخذ في الحسبان الآثار المترتبة على فرض تلك العقوبات، لافتاً إلى أن تقدير أمريكا خاطئ في هذه المرحلة الصعبة التي تمر بها المنطقة العربية. 

ونوه إلى  أن السودان لن يكون خطراً على أمريكا أكثر من إيران التي رفعت عنها العقوبات.

وأوضح حسين أن العقوبات الأمريكية قطعا عطلت التنمية الاقتصادية في السودان الذي يعاني من وضع اقتصادي صعب خاصة بعد انفصال الجنوب، كما ساهمت العقوبات في ارتفاع معدلات الفقر الذي يهدد مستقبل الأجيال القادمة. 

خسائر السودان 

وبلغت خسائر السودان نتيجة للعقوبات الاقتصادية المباشرة حوالي 4 مليارات دولار سنويا، وضياع حوالي 18 مليار دولار من الصناديق المانحة والبالغ عددها 16 صندوقا ومنظمة دولية.

كما أن هناك خسائر غير مباشرة كبيرة استهدفت قطاع التحويلات المالية، وقطاع النقل الحديدي الذي خسر 80٪ من طاقته سنويا، والشيء نفسه ينطبق على قطاع النقل الجوي بسبب النقص الحاد في المواد الخام وقطع الغيار، والتدهور الذي أصاب القطاع الصحي والدوائي .

 عنجهية أمريكية

 وأكد السفير السودانى لدي مصر، عبدالمحمود عبدالحليم، أن الأسباب والدوافع الكامنة وراء هذه العقوبات التي أنهكت الحياة المعيشية هى اتهام السودان بأنه لم يلتحق بركب الدول المكافحة للإرهاب وهذا كلام  غير صحيح يعكس عنجهية أمريكية غير مبرره.

وأضاف أن هذه عقوبات جائرة ومنافية للقانون الدولي وحقوق الإنسان، نظراً للضرر الذي تسببه للمواطن السودانى، وهو ما يؤكد تطرف الولايات المتحدة الأمريكية في قراراتها، مبينا أن التطرف ليس فقط من يمسك بسلاح ويقتل وإنما أيضًا من يتخذ مثل هذه القرارات.

ولفت إلى أن أن العقوبات أصبحت أداة لمعالجة المشاكل التي تواجه واشنطن دوليا، لكن قلما تحقق الغايات الأمريكية، مؤكداً تناقض قرار الإدارة الأمريكية بتجديد العقوبات مع بيانات وزارة خارجيتها التي تؤكد الدور الإيجابي للسودان كنموذج في المنطقة، ومكافحة الإرهاب وحل القضايا الإقليمية.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى