الأرشيفسيدتي

هل تعلم لماذا فرض الله الصيام على المسلم ؟

اعداد
أمل يوسف
شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ

https://www.youtube.com/watch?v=4hyvRNLytJg

ورد في كتاب “خواطر الشعراوي” للشيخ محمد متولي الشعراوي، توضيح لحكمة فرض الصيام على المسلمين، مشيرا إلى الحديث الشريف عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، أَنَّ أَعْرَابِيًّا جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ ثَائِرُ الرَّأْسِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَخْبِرْنِي مَاذَا فَرَضَ اللَّهُ عَلَيَّ مِنَ الصَّلاةِ؟ قَالَ: “الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ إِلا أَنْ تَطَوَّعَ شَيْئًا”. فَقَالَ الأعرابي: أَخْبِرْنِي مَاذَا فَرَضَ اللَّهُ عَلَيَّ مِنَ الصِّيَامِ؟ قَالَ: “صِيَامُ رَمَضَانَ إِلا أَنْ تَطَوَّعَ شَيْئًا”، قَالَ: أَخْبِرْنِي مَاذَا فَرَضَ اللَّهُ عَلَيَّ مِنَ الزَّكَاةِ؟ قَالَ: فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشَرَائِعِ الإِسْلامِ، قَالَ: وَالَّذِي أَكْرَمَكَ لا أَتَطَوَّعُ شَيْئًا، وَلا أَنْتَقِصُ مَا فَرَضَ اللَّهُ عَلَيَّ شَيْئًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “أَفْلَحَ وَأَبِيهِ إِنْ صَدَقَ” أَوْ “دَخَلَ الْجَنَّةَ وَأَبِيهِ إِنْ صَدَقَ”، البخاري. وتضمن الكتاب، شرح فريضة الصيام بأن الله سبحانه وتعالى فرض الصيام واختص شهر رمضان من العام الهجري في الآية الكريمة قال تعالى: “شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ” البقرة. وكان في فرضه حثّ على رحمة الفقراء وإطعامهم وسَدّ جَوْعهم، وقيل لسيدنا يوسف الصديق عليه السلام: “أتجوع وأنت على خزائن الأرض؟ فقال: “إني أخاف أن أشبع فأنسى الجائع”. من حكمة فريضة الصوم من قهر النفس وإذلالها، وكسر الشهوة المستولية عليها، وإشعار النفس ما هي عليه من الحاجة إلى يسير الطعام والشراب، والمحتاج إلى الشيء ذليل به، وبهذا احتجّ الله تعالى على مَن اتخذ عيسى وأمه إلهين مِن دونه، فقال: “مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلانِ الطَّعَامَ”، فجعل احتياجهما إلى الطعام نقصا فيهما عن أن يكونا إلهين. فالصيام ما ذكره الله في قوله: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ” البقرة، فبيّن سبحانه وتعالى أن الصيام سبب لحصول التقوى، والتقوى ميزة عظيمة وهي جماع الخير، فالصيام يجلب التقوى للعبد لأنه إذا صام فإنه يتربّى على العبادة ويتروّض على المشقة وعلى ترك المألوف وعلى ترك الشهوات، وينتصر على نفسه الأمّارة بالسوء ويبتعد عن الشيطان، وبهذا تحصل له التقوى، وهي تنفيذا لأوامر الله عز وجل وترك نواهيه طلبا لثوابه وخوفا من عقابه. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن فريضة الصيام، إن الله يغفر للعبد ذنوبه، بدليل الحديث: “من صام رمضان إيمانا واحتسابا غُفر له ما تقدم من ذنبه”، البخاري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى