الأرشيف

هل تنجح دبلوماسية الشيكات فى زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، لعبد الفتاح السيسى ؟

بقلم رئيس التحرير

سمير يوسف k

سمير يوسف

يحاول الحاكم الخليجى أن يصدر نفسه لأبناء شعبه على أنه راعيهم وحامي حماهم، فهو يحافظ على مصالحهم ويرعى شؤونهم، لا حاجة لأن يعملوا فهو يعمل بالنيابة عنهم، ولا حاجة لأن يفكروا فهو الوحيد الذى يفكر، ولا يتم هذا كله لوجه الله، ففي النهاية تصبح شعوب الخليج  لا حاجة لديها لأن تكسب، لأن الحاكم يكسب بالنيابة عنهم ، ولذلك كله فالشعوب تُسرق دون أن تعترض، تسلب حقوقهم أمام أعينهم دون أن تهمس، وهذا أمر طبيعي للغاية، فطالما تنازلوا عن حقوقهم، فهم يستاهلون كل ما يجري لهم.

ألم يقل أعظم الساخرين في تاريخ حكام الخليج نكتة أشد ألما وأعمق مرارة، من النكتة التي رأيناها جميعا فى أن الدعم المقدم من الملك عبد الله  لعبد الفتاح السيسى بالمليارات هو فى الأصل للشعب المصرى!!!!!

والذى تسبب فى قتل الألاف وكذلك سجن الشباب والنساء والفتيات وختم بآلآف اليتامى والثكالى ،فالقهر ليس سياسياً في الدول العربية فقط.. والقحط الذي يعيشه المصريون والجوع الذي لاقوه لم يدفعهم إلى الثورة ولكن دفعهم إلى التنكيت

كان مشهد حكام العرب عبثياً حتى الثمالة.. جعل كل الذين حاولوا أن يتحدثوا بجدية عن تفاصيل ما جرى مجانين دمهم ثقيل.. أبطال من ورق.. وكان لابد أن تخرج السخرية العربية اللاذعة من قبوها الذي حوصرت فيه ووقف على بابها الجلادون حكام الصحراء بسياطهم التي لا ترحم .

بالأمس القريب غزة الجريحة جرح الأمة المسلوب ارادتها

سمعنا بالأموال الطائلة التي ستبني غزّة من جديد بعد أن دكّها دكّا المستعمر الصهيونى المغتصب.. مليار دولار، وديعة دون فوائد، قروض حسنة طويلة الأمد، … رنّت لأيام الخطابات و كلمات المساندة واجتماعات الجامعة العبرية و لكن لم نسمع رنّات السنتات والريالات والدنانير وهي تنهمر على غزّة المجروحه، بل عالجوهم بحصار متجدّد بيد خادم الصهاينة عبد الفتاح السيسى وأمدوه بالميليارات فهم يوغلون في استعماله كلّما دعت الحاجة لتركيع القطاع وتأديبه. كان ذلك حالنا أيضا منذ شهور،

واليوم نشاهد بأعيينا ما يحدث في مصر لتثبيت قواعد الانقلاب، لقد تسارعت دول “العقال العربى ” في صب الأموال صبا نحو جنرالات العسكر. أرقام خيالية من المساعدات تناولتها الفضائيات والمحللون الاقتصاديون وهي تعبر البحر الأحمر بسرعة جد فائقة، ودائع بنكية سحبت من بنوك سويسرا وأمريكا لتحفظ في بنوك مصر دون فائدة، الحمد لله لقد تذكّر حكام الخليج أن لهم إخوانا حذوهم يعانون ولا يجدون عشاء إن وجدوا الغذاء. اليوم تذكروا بعد أن نسوا طوال سنة كاملة اثناء حكم الرئيس الشرعى حافظ القرآن أن المصري يعاني شظف العيش و قلة المؤنة وأن الدولة منهكة بثورتها وهي تعمل جادة لمداواة جروحها وتثبيت أركان قوتها.

 تبّا لحكام الخليج، لم يفهموا أن مصر تحتاج المعونة والدّعم إلا اليوم ،  فسارعوا لغوثها. فهل كانت تنقص المصريين دكتاتورية العسكر، وهل كانوا يحلمون أحلاما لم يعهدها عربان الخليج ، فلما أقبلت ديمقراطية الانقلابات وعينت السلطة المؤقتة واستقدم رجل المخابرات رئيسا فعليا للبلاد، دفعت دول الخليج الثمن بسخاء وفوائد، فكذلك كانت اوامر أمريكا العليا وكذلك فرحت واحتفلت إسرائيل . كيف لا ونحن نخرب أوطاننا وحريتنا بأيدينا وأموال أبناء عمومتنا ثم يصيحون ويصرخون بأنهم غلّبوا جانب العقل على العاطفة ، وأرادوا حفظ دماء المصريين ، والواقع أنهم غلّبوا جانب مصلحة عروشهم وقصورهم على مصلحة الأمة وأرادوا حفظ كراسيهم الذهبية فالثورة جاثمة وقادمة  في المعابر الحدودية لدولهم تنتظر التأشيرة.

السيسى

هناك حاكم خليجى وجد مصباح علاء الدين ولما خرج له العفريت قال له الحاكم.. عاوزك ترجع لي والدى الذى مات من عشر سنين فقال له العفريت هذا صعب جداً فقال له الحاكم طيب أنا عاوز أكون حاكم محبوب كل الشعب يسبح بحمدي، رد عليه العفريت ساخراً: انا افضل ان أجيب لك والدك أسهل لى.

والشعوب العربية لاتثق في حكامها فهم يعرفون أن الحاكم عندما ينظر في المرآة لا يرى سوى شخصه فقط وأن كلامه عن مصالح شعبه واهتمامه بهم مجرد كلام فارغ للاستهلاك المحلي ليس إلا! ولا يختلف الوضع سواء في أخطر القضايا وأهونها.

جلس الشيخ خليفة بن زايد رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة وحاكم إمارة أبو ظبي.يناقش مع أحد وزرائه المشكلات الاقتصادية الرهيبة التي تواجه مصر فقال له الوزير: عندي حل مذهل.

رد بن زايد: أخبرنى بسرعة.

قال الوزير.. على عبد الفتاح السيسى ان يعلن الحرب على الولايات المتحدة وبعد أن يخسر الحرب سوف ينفق الأمريكيون آلاف الملايين لتعميرها تماماً كما فعلوا في ألمانيا واليابان هز الشيخ الإماراتى رأسه وقال للوزير وماذا نفعل لو انتصر السيسى على الأمريكان ؟.

أطلق المصريون كما هائلاً من النكت على السادات، لكن هذه النكات التي طاردته لم تؤثر فيه، ولم يكن قادراً على حل شفرتها وفهم معانيها، ومن ثم كان لابد أن يستعمل الناس أسلوباً آخر كي يفهم وكان هذا الأسلوب على النقيض وهو المظاهرات.

ولأن المصريين لم يرحموا حكامهم من التنكيت عليهم ، فأنهم لم يتركوا أحد من الحكام العرب في حاله، وكانت حرب سوريا واليمن التي كشفت عورات الجميع فرصة لهم ليمارسوا هواياتهم المفضلة، لكن المفاجأة كانت بعد مجازر العسكر فى رابعة والنهضة ..الخ فإن الناس كادوا يفقدون قدرتهم على السخرية.. النكت خرجت باهتة بلا لون ولا طعم ولا رائحة، حتى رسوم الكاريكاتير التي نشرتها الصحف العربية.. عكست مزاجاً مضطربا.. فيبدو أن الألم كان أكبر من الاحتمال.. ولذلك لم يستطع أحد أن يسخر منه بحرارة.. فخرجت النكت بطعم العبث ونكهة العدمية.

وأنا لا أتفق مع الذين يقولون إن النكتة سلاح قوى ومؤثر.. فهي بالعكس دليل العجزة الذين لا يستطيعون الفعل فيكتفون بالكلام، صحيح أن النكت أرقت مضاجع الحكام العرب، وأقلقت منامهم، وأقتحمتهم حتى وصلت إلى فراشهم ومخادع نومهم… لكن ماذا حدث.. مازالوا قابعين على صدورنا.. ويبدو أنهم انه حان الوقت لرحيلهم ..

إن من الطبيعي أن يمرض الرئيس أي رئيس وليس ذلك لأنه في النهاية بشر مثلنا جميعاً ولكن لأنه يتعرض لضغوط نفسية وعصبية رهيبة.. وهذه الضغوط تقف وراء كل الأمراض التي تصيب الرؤساء ليس في مصر وحدها ولكن في دول العالم العربى .. فلا يسلم الرؤساء من أمراض الشرايين التاجية وأمراض القلب والذبحة الصدرية والجلطات وكلها أمراض ترتبط بقوة بالحالة المزاجية لصاحبها.. فالخوف الذي يعيش فيه الرؤساء والقلق الذي يحيط بهم وتداخل مواعيدهم وقلة عملهم.. يؤدي بهم كل ذلك إلى حدوث ضيق وتصلب في الشرايين.. بما يؤدي إلى تعطيل الشبكة الثانوية لشرايين القلب عن القيام بدورها في تغذية عضلة القلب.. ويعطي هذا فرصة كبيرة لحدوث أزمات قلبية وذبحات صدرية متكررة.

الخوف على السلطة والحكم يقف كذلك وراء الإصابة بقرحة المعدة والاثنا عشر بالإضافة إلى اضطرابات القولون… فالتوتر يزيد من نشاط الأعصاب الخاصة بإفرازات المعدة فيضف الغشاء الواقي لجدارها فتحدث القرحة، وليس بعيدا عن ذلك أن يصاب الرؤساء بآلام في الأمعاء وعدم انتظام في الهضم.. وذلك بسبب عدم انتظام تناول الوجبات، فلديهم دائماً مأدبات طعام تقام لتكريمهم أو يقيمونها لضيوفهم.

السرطان من أهم الأمراض التي تصيب الرؤساء.. وهو مرض ينتج في النهاية بسبب خلل في جهاز المناعة.. ولما كان جهاز المناعة لدى الرؤساء يتأثر بحالتهم النفسية والعصبية التي تخضع لتوترهم وقلقهم.. فإنهم يصبحون معرضون بشدة للإصابة بالسرطان، ولا يسلم الرؤساء كذلك من مرض السكر، فهو الآخر يرتبط بالقلق والتوتر.. كما أنه ينتج من التعرض لصدمات عصبية شديدة

هناك عامل آخر قد لا يلتفت له الكثيرون.. وهو أن الحكام والرؤساء في العالم العربي يصلون إلى الحكم في المرحلة الأخيرة من حياتهم.. فمتوسط أعمارهم يكون بين 60 سنة و80سنة.. وتمتد بهم السنوات في الحكم حتى يصلون إلى ما فوق الثمانين عاما..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى