الأرشيفتقارير وملفات

هل حركة النهضة نموذج ُيحتذي به؟ّ! “الجزء الثانى”

نموذج النهضة فاشل سياسياً ودعوياً ” الجزء الثانى “

بقلم الكاتب والباحث السياسى

الكاتب شوقي محمزد

 شوقي محمود

 فينا – النمسا

الخميس 14 يوليو 2016

ثورة الياسمين في تونس التي قادت الربيع العربي للإطاحة بعروش أعتي طغاة العرب، كانت ثورة شعبية بامتياز أطلق شرارتها شاب مغمور يدعي طارق الطيب محمد البوعزيزي

وكان جسده النحيف ثمنا لاندلاع ثورة أراد أبطالها أن تفتح عهدا جديدا للبلاد والعباد تسود فيه الحرية والكرامة والعدالة!! ولكن لم يتحقق شئ من هذا علي الإطلاق، بل ما تشهده تونس حاليا أسوأ بكثير مما كانت تعانيه تحت حكم الطاغية زين العابدين بن علي.

بن-على

ويرجع السبب الرئيسي في فشل الثورة إلي حزب النهضة بقيادة الشيخ/ راشد الغنوشي!! فقد فازت حركة النهضة في أول انتخابات تشريعية بعد الثورة – المجلس الوطني التأسيسي- والتي أجريت في 23 أكتوبر 2011. وحصلت علي 89 مقعد من بين 217 مقعدا، لتكون النهضة الحزب الأول في البلاد. ولكن النهضة فشلت فشلا ذريعاً في إدارة البلاد بعد أن تولت رئاسة الحكومة لمدة 3 سنوات. ومن مظاهر ذلك:

حزب

فشل النهضة سياسيا!!

كان من الواضح أن حركة النهضة تريد أن تبعث برسائل طمأنة للعلمانيين واليساريين في الداخل (معظمهم من فلول نظامي بن علي وبورقيبة)، كما تريد النهضة التودد إلي الدول الغربية وخاصة أمريكا وفرنسا، بأن وصولها للسلطة لا يعني تغير ثوري شامل في البلاد!! ولهذا أبقت علي المنظومة الأمنية والقضائية بدون أي إصلاحات!!

1: الأمن والقضاء بقبضة الدولة العميقة:

علي العريض أحد قيادات حركة النهضة ووزير الداخلية (من 23 ديسمبر 2011 حتي 14 مارس 2013 )، ثم رئيسا للوزراء حتي 29 يناير 2014. العريض كان يعلم تماما ممارسات الأجهزة الأمنية من تلفيق التهم وانتهاكات حقوق الإنسان، لأنه ذاق من الظلم ألوانا علي أيدي هذه الأجهزة!! فقد اعتقل العريض بعد استيلاء زين العابدين علي السلطة في 7 نوفمبر 1987 وصدر ضده حكم بالإعدام ولكن لم ينفذ، ثم صدر عفو رئاسي عنه.

ثم أُعيد اعتقاله في ديسمبر 1990 وحكم عليه بالسجن 15عاما قضى منها 10 سنوات في زنزانة انفرادية!!

من المؤكد أن العريض – كوزير للداخلية أو رئيسا للوزراء – كان يريد إحداث تغيير جوهري في المنظومة الأمنية تحفظ الأمن والكرامة للمواطنين بدون أي تجاوزات للقانون… فلا يدري بقيمة العدل إلا من اكتوي بنار الظلم!! ولكنه لم يفعل!!

2: دستور جديد يعيد الفلول

شاركت النهضة مع حزبي المؤتمر والتكتل في صياغة دستور مهلهل ُسمح بموجبة بعودة الفلول من رموز العهد البائد للعمل السياسي وتقلد المناصب الرفيعة!!

دستور

3: لا للشريعة في الدستور الجديد

رضخت النهضة لضغوط العلمانيين ووافقت ألا يتضمن الدستور الجديد أي إشارة للشريعة الإسلامية!!

4: الثورة المضادة تسيطر علي الإعلام تحت سمع وبصر حكومة النهضة

استطاعت الثورة المضادة من استعادة نفوذها وهيمنتها وسائل الإعلام بدعم سخي من السعودية والإمارات، بإنشاء مئات القنوات الفضائية والصحف يومية والمجلات أسبوعية!!

5: فشل النهضة في علاج الأزمة الاقتصادية استفحلت الأزمة الاقتصادية وزادت نسبة البطالة بين الشباب، وفي نفس الوقت فشلت حكومة النهضة في إدارة الممتلكات والقصور التي كان يملكها بن علي وحاشيته، والتي تحتوي علي كنوز ومقتنيات ثمينة، فضلا عن مئات السيارات الباهظة الثمن واليخوت البحرية الفخمة والتي صنعت خصيصاً، بالإضافة إلي مراكز تسويق ضخمة!! وتركت حكومة النهضة هذه الممتلكات نهباً للإهمال والفساد!!

المرزوقى

6: النهضة تدعم السبسي وتخذل المرزوقي!!

عندما أجريت الانتخابات الرئاسية في 23 نوفمبر 2014 وتنافس فيه 27 مرشحا، لم تعلن النهضة موقفها من أي من المترشحين، مع أن معظمهم كانوا من أزلام نظامي بورقيبة وبن علي، وكان المرشح الوحيد الذي يمثل الثورة هو المنصف المرزوقي!! وفي الجولة الثانية التي أجريت 21 ديسمبر انحصرت المنافسة بين السبسي والمرزوقي، ولكن النهضة ظلت علي حيادها!! والحقيقة أن هذا الحياد هو دعم غير مباشر لرمز الفلول الباجي قايد السبسي ضد مرشح الثورة!! فكانت النتيجة فوز السبسي بمنصب الرئاسة بنسبة 55.68% مقابل 44.32% للمرزوقي!! 7: الغنوشي يرفض حرمان بن علي من جواز السفر!! أعلن زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي رفضه حرمان الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي وعائلته من جواز السفر التونسي، جاء ذلك خلال مؤتمر شعبي بمحافظة بنزرت يوم 26 أبريل 2015، وأوضح أن “تونس تحتاج إلى مصالحة فعلية وأن تتخلص من أحقادها”!!

8: هيئة أمنية من رموز من العهد البائد!! في 27 أبريل 2015 أعلن اتحاد نقابات الأمن الداخلي عن تشكيل ”مجلس حكماء المؤسسة الأمنية» برئاسة علي السرياطي – مدير الأمن الرئاسي في عهد بن علي- مشيراً أن المجلس يهدف لرد الاعتبار للقيادات الأمنية التي تمت إحالتها على القضاء تحت ضغوط الحراك الشعبي وتأثير بعض وسائل الإعلام وخدمة لبعض الأجندات السياسية!!

ويضم المجلس عددا من القيادات الأمنية المحسوبة على نظام بن علي، والتي يواجه بعضها أحكاما قضائية في قضية شهداء وجرحى الثورة، من بينهم السرياطي الذي سبق اتهامه بالتآمر على أمن الدولة الداخلي وإثارة الهرج والقتل والسلب داخل تونس!! 9: حكم قضائي يعيد أملاك بن علي وعائلته أقرّت المحكمة الإدارية في 9 يونيو 2015، إسقاط مرسوم مصادرة أملاك الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي وعائلته وأصهاره.

ويسمح هذا الحكم بإعادة كل الأملاك المصادرة إلى عائلتي بن علي وزوجته وشركائهم!! وأكد وزير أملاك الدولة والشؤون العقارية حاتم العشي على أن هذا القرار يمكن 114 شخصًا من عائلة بن على من استرجاع أملاكهم، إضافة إلى مطالبتهم بتعويضات!! 10: العفو عن رجال أعمال العهد البائد

في 15 يوليو 2015 تقدم الرئيس قايد السبسي بمشروع قانون إلى مجلس نواب الشعب يتعلق بما أطلق عليه “المصالحة في المجال الاقتصادي والمالي”. وكان عدد من رجال الأعمال ومن أقرباء بن علي وزوجته قد وجهت إليهم تهم فساد بعد أن استفادوا بطرق غير مشروعة بامتيازات ضخمة.

11: الإفراج عن صهر بن علي!!

في 12 يناير 2016 أفرج قاضي التحقيق، عن سليم شيبوب صهر الرئيس المخلوع، الذي كان يُلاحَق في قضايا استغلال نفوذ، وفساد مالي خلال فترة حكم بن علي!!

12: إعادة العلاقات مع النظام السوري

أعلنت وزارة الخارجية التونسية في 24 يوليو 2015 تم تعيين إبراهيم الفواري قنصل عام لتونس فى العاصمة السورية دمشق، مؤكدة أن العلاقات الدبلوماسية مع دمشق استؤنفت وأن فريقا دبلوماسيا تونسيا باشر عمله في دمشق. وكان وزير الخارجية التونسي الطيب البكوش قد أعلن في 2 أبريل أن بلاده قررت استئناف تمثيلها الدبلوماسي بسوريا. وقطعت تونس العلاقات الدبلوماسية مع سوريا في فبراير 2012 بقرار من رئيس الجمهورية آنذاك محمد المنصف المرزوقي، كما احتضنت بلاده مؤتمرات بارزة للمعارضة السورية.

طارق-الطيب-محمد-البوعزيزي

13: تجاهل بوعزيزي وتكريم بورقيبة!!

لم تجرؤ حكومة النهضة علي تغيير اسم أهم شوارع تونس وتطلق عليه “شارع البوعزيزي” نسبة إلي الشاب الذي تسبب في انطلاق ثورة الياسمين، ولكن الشارع مازال يحمل اسم الطاغية الأكبر الحبيب بورقيبة!!

وإمعانا في محو أي أثر للثورة التونسية قررت حكومة الحبيب الصيد (المشارك فيها النهضة) إعادة تنصيب تمثال بورقيبة وهو يعتلي صهوة حصانه ملوحا بيده!! وبلغت تكاليف نقل التمثال وترميمه 250 ألف دولار. وحضر تنصيب التمثال رئيس الجمهورية قايد السبسي وكبار المسئولين!! وكان الرئيس المخلوع بن علي قد أزال تمثال بورقيبة من مكانه عام 1988، أي بعد أشهر قليله من انقلابه عليه

!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى