آخر الأخبارتقارير وملفات

هل حصل حميدتي تاجر الجمال على الجنسية السودانية حتى يقرر أن مصالح السودان مع إسرائيل؟

تقرير إعداد الباحث والمحلل السياسى

د.صلاح الدوبى 

الأمين العام لمنظمة اعلاميون حول العالم

ورئيس فرع منظمة اعلاميون حول العالم 
رئيس حزب الشعب المصرى 
جنيف – سويسرا

السيرة الذاتية لقائد مليشيا الدعم السريع و نائب رئيس جمهورية السودان :

 

 

 محمد حمدان دقلو – حميدتي

*الاسم:
محمد حمدان محمد دقلو
*اللقب:
حميدتي
*مكان الميلاد:
غير معروف”لكنه يقول بانه مولود في شمال دارفور” دون تحديد مكان بعينه … قرية او فريق …الخ)

*تاريخ الميلاد:
(غير معروف ولكنه قال في لقاء مع الطاهر حسن التوم في العام 2017م بان عمره 41 سنة)

*التعليم:
لم يرتاد اي مدرسة في حياته – قال بانه درس الخلوة ولكن دون تحديد في اي مكان او اي خلوة درس. ففي دارفور الجميع يعرف رجال الدين . المشهورين هناك بلقبي (القوني أو الفكي) في كل ربوع دارفور وهم معروفون بالإسم من أصغر قرية أو فريق الي أكبر مدينة ولم يذكر حميدتي أو يحركونه علي يد من درس ومن هم الذين كانوا معه في الخلوة !

*المؤهلات:
أمى لا يجيد القراءة ولا الكتابة (ولكن بعد التحاقه بمليشيات الجنجويد ومن ثم إستغناء النظام عنه و عودته مرة أخري في سنة 2008م فمنذ عودته بدأ بتلقي دروس اولية في الكتابة و القراءة عبر أساتذة متخصصين في تعليم الكبار بترتيب من جهاز الأمن. وقد سافر الي ماليزيا في العام 2013م بهذا الخصوص وكان بصحبه أخيه الصغير الذي سجل للدراسة في إحدي الجامعات الماليزية!

*الحياة العملية:
تاجر أباريق و جولات غيش وشيكارات في سوق مليط حتي سنة 1998م و تخلي عن التجارة بسبب العائد المتقطع وتحول لممارسة النهب و قطع الطرق في الصحراء

*الحياة ما بعد التجارة و النهب والسلب:
في العام 2000م أصبح من الصعب ممارسة النهب لأن الجنرال عبدالله علي صافي النور عين اليا لشمال دارفور
وفور وصوله أمر بالقبض علي كل من يمتطئ جملا دون تصريح من الشرطة و كذلك أمر بالقبض علي كل أصحاب السوابق في جرائم النهب و تم القبض علي البعض منهم وهرب أغلبهم الي تشاد و ليبيا . و كان حميدتي من ضمن الذين تمكنوا من الهرب الي ليبيا !

*في العام 2001م

عاد من ليبيا مع الشاحنات التي كانت تحمل البضائع و الركاب الي دارفور . و عاد مرة أخري الي ليبيا لتوصيل الإبل . الي مدينة الكفرة الليبية تحديدا وهذه الإبل مملوكة لتجار الإبل من أبناء دارفور في مناطق الفاشر و مليط والطينة و كرنوي ! كان يتم جمع الإبل من هذه المناطق في مدينة مليط الحدودية مركز إنطلاق الي ليبيا عبورا بالصحراء و حميدتي راعي و مشرف علي توصيل هذه الإبل الي داخل ليبيا و كان في ذلك الوقت في منتصف الثلاثينيات من عمره (حسب من رواه في ذلك الوقت و خدم لصالحهم و أصيبوا بالذهول للتحول الذي طرأ في حياته عقب اندلاع الحرب في دارفور )

* في العام 2003م
ساعة إندلاع الثورة في دارفور كان حميدتي يتواجد في ليبيا ك(راعي إبل عادي ). و عاد الي السودان مع عدد من أبناء دارفور بعد ضربة مدينة الفاشر في أبريل من العام 2003م و التحق بحركة تحرير السودان . و لم يصمد سوي لشهور قليلة وهرب من الميدان بعد إشتداد المعارك وصعوبة الوضع .

* في العام 2004م

التحق بموسي هلال في معسكر مستريحة الذي كان يجري إعداده لما عرف بقوات حرس الحدود أو المعروفة بالجنجويد وذلك لمواجهة التمرد و بعد جمع عدد مقدر من أبناء العرب الرعاة من أبناء دارفور وتشاد في قرية مستريحة بحضور و تمويل و تدريب من ضباط معروفين في الجيش النظامي. اللواء جبريل عبدالله جبريل واللواء ادم حامد موسي واللواء عبدالله علي صافي النور واللواء الهادي عبدالله والمقدم عبدالواحد سعيد واللواء في الاستخبارات العسكرية عوض محمد احمد ابن عوف والفريق عبد الرحيم محمد حسين .. كان حميدتي مجرد نكرة لا أحد يعرفه وظل مقاتلا في صفوف مليشيات الجنجويد من شمال الي غرب دارفور وهو من ضمن المجموعة التي أوكلت إليه حرق القري و تشريد سكانها في غرب دارفور تحديدا مناطق – المساليت و القمر والزغاوة و الجبل و الفور و الارنقا و التامة- و كان معسكر هذه المجموعة في قرية “خور رملة” بالقرب من مدينة نيرتتي و يشرف عليهم شخصيا اللواء عبدالفتاح البرهان الرئيس الحالي للمجلس الإنتقالي
ولكن في العام 2007م

و بعد توقيع إتفاقية أبوجا مع حركة تحرير السودان قيادة مناوي

التي كانت أقوي حركة ميدانيا بات لا حاجة لخدمات الجنجويد و تم الاستغناء عن خدمات أغلبهم و غادر الكثير منهم الي تشاد وانضموا الي المعارضة التي ضربت مدينة( أدري ) التشادية و كذلك العاصمة امجمينا فيما بعد .
* تم التخلي عن مجموعة حميدتي تحديدا لأن أغلبهم غادر الي تشاد. وهنا عاد حميدتي و مجموعته الي مستريحة ولكن لم يستقبلهم أحد. ولم يعيرهم أحد أي إهتمام و حتي مكافاتهم المالية رفضت و لم يناولوا شيئا و تشتتوا الي الفرقان و القي حميدتي باللوم الشديد علي موسي هلال ووصفه بالخائن ( في سره ) وأعتقد بأن موسي هلال تسلم مبالغ مالية كبيرة كانت مخصصة لهم و حولها لمنفعته الشخصية و أرسلها لابن عم له في دبي ليعمل به في التجارة . فبعد هذه التطورات تبقي مجموعة صغيرة من أبناء أعمام حميدتي معه … وهربوا بعدد من السيارات في حدود 8 سيارات و 3 شاحنة كبيرة ناقلة جنود( رينو ) وأعلنوا بأنهم متمردين ضد النظام ولكنهم إطلاقا لم يدخلوا معه في معركة واحدة أو يضربوا معسكرا من معسكرات الجيش النظامي المنتشرة بكثافة وفي نفس الوقت تجنبوا و بشدة أي شي يشير الي تذمرهم من موسي هلال الذي مازال قويا و مدعوم بالعتاد من النظام . و ظل حميدتي ومجموعته علي هذا الحال لمدة 9 أشهر معسكرين حول قري زالنجي و نيرتتي و من ثم تمركزوا لاحقا في قرية ” أم القري” بالقرب من بلدة ملم لفترة من الزمن .

إتصل به عوض محمد احمد ابن عوف عبر وسيط من عمد الإدارة الأهلية و قال له (انت يا حميدتي و مجموعتك لستم بسودانيين) وهدده بالسجن إذا يسلم ما لديه من سلاح لأن تقارير بعثة الأتحاد الأفريقي و الامم المتحدة في دارفور تتحدث بانزعاج شديد عن وجود مليشيات الجنجويد. وهذا يخلق ربكة في إتفاقية أبوجا للسلام
وتقبل حميدتي بالعودة إلي حضن النظام أو لحياته العادية في حال توفير مطلباته ومجموعته وهي مبلغ مليار جنيه له و بيت في حي المطار بنيالا و كذلك مبلغ 500 جنيه لكل فرد في مجموعته . وافق ابن عوف علي مطالبه ..

و لكن في شهر مايو من 2008م

ضربت حركة العدل و المساواة السودانية الخرطوم نهار ذات يوم … وقد شكلت الضربة صدمة كبري للنظام و كل من يناصرونه وهو استدعي الاستعانة بحميدتي من جديد . و سافر الفريق عماد الدين عدوي الي نيالا ووضع معه الترتيبات لزيارة حميدتي الي الخرطوم للقاء البشير شخصيا و لقد تم كل شي بنجاح .
* في العام 2010م

تم تعيين حميدتي مستشارا في لجنة أمن ولاية جنوب دارفور بنيالا و كذلك تعيين بعض اقربائه في مواقع دستورية في المجلس المحلي.
ومنذ ذلك الحين ظل صامتا وفق الأوامر الصادرة إليه. ومن ثم بدأ عمله سنة 2011م بعد انفصال الجنوب وعودة مناوي الي الميدان بعد فشل تطبيق إتفاقية أبوجا .

* في العام 2012

أعلنت عن تأسيس قوات الدعم السريع وتم الاستغناء عن خدمات موسي هلال بسبب اتصالاته عظة مرات مع قادة الحركات المسلحة و كذلك إزدياد مطالبه وإصراره علي منحه كامل دارفور ليقوم هو بتعيين الولاة والمعتمدين ( قام موسي هلال بتعيين معتمد المحلية كتم بعد طرد المتعمد الرسمي وكذلك استولي علي منجم الذهب في جبل عامر و دخل في صراع مع يوسف كبر والي شمال دارفور وضع النظام امام خيارين اما ان يذهب كبر او يذهب هو الي التمرد ) ولكن النظام كان لديه حساباته بحيث أكتشف بان موسي هلال ليس وفيا و غير موثوق فيه . فخطة الاستعانة بحميدتي بدلا عن موسي هلال وضع مبكرا و اثبت حميدتي جدارته وعدم السؤال عن أوامر تأتيه و تنفيذيها بسرعة ودقة متناهية . ونفذ عمليات قتل جماعي و حرق لقري قريضة و دونكي دريسة وقري شرق نيالا – أم قونجا و خورأبشي و غيرها و شرد كل سكان القري الباقية التي لم يتمكن موسي هلال من أحراقها . لكي لا يجد التمرد سندا في تلك القري التي ينحدر منها أغلب الثوار . و قوية شوكة حميدتي بعد دخوله – فنقا و دونكي بعاشيم و تمكنه من قتل عدد من أبرز قادة قوي التحرير بينهم محمد هري و محمدين و أبو دقن و علي كاربينو .ومنذ ذلك الحين تموضع بشكل واضح في الساحة و تم دعمه معنويا من خلال الفرق الموسيقية و الشعراء و المنشدين الذين ظلوا حاضرين في إحتفال يقيمه للإعلان عن طرد قوات التمرد من البلدات التي يتم حرقها و تهجير سكانها . وعوضا عن ذلك لم ينسي مرارة خيانة موسي هلال له و عاقبه بالاعتقال و التنكيل به وافراد أسرته و بعض شبابه في قرية مستريحة. ووصفه بأسوأ الألفاظ مثل الشيطان و الحرامي و قاطع طرق . و إضافة إلى وصفه له ب(المحتال) مما يبين مدي الغبن الذي اعتراه من موسي هلال .

من المعروف أن أى مواطن “سودانى الأصل” يرفض وبشدة التطبيع مع دولة الإحتلال الصهيونى

إنه “لأول مرة في تاريخ السودان نجد أحد زعماء الحرب والمجموعات المسلحة قد تحول فجأة إلى سياسي ورجل دولة بحكم نفوذه العسكري والمالي، وبالتالي أعتبر ذلك حدثا جديدا في السياسة السودانية غير معتاد، حيث ظلت السياسة تعتمد على رموز سياسية أو قيادات بمؤسسات عسكرية من الجيش النظامي”.

 ولكن هناك تساؤلات مشروعة يجب الإجابة عليها: هل ما تم من ممارسات سابقة وحالية فيه قدر من الشفافية والمنطق؟ أم أنها ليست إلا شبهات ظلت تحوم حول الرجل؟ كما أن السؤال المهم: هل يستطيع إدارة دولة رغم أننا على قناعة بأن إدارة الدولة لا تعتمد على المال والسلاح فقط؟.

البداية عبر التجارة
إمبراطورية حميدتي المالية ، نشأت في ظل أوضاع اقتصادية صعبة مر بها السودان تفشت فيها المحسوبية والرشاوى والفساد المالي والإداري، ما جعل قائد قوات الدعم السريع يسير في اتجاه الحصول على امتيازات دون الآخرين ولكنها بعلم الدولة السودانية التي كان على رأسها نظام المؤتمر الوطني.

إن بدايته كانت تتمثل في التفرغ لحماية تجارة المواشي، إذ شكّل عصابة صغيرة من المسلحين لحماية الماشية الخاصة به، ثم تطوع لحماية أموال الآخرين “ماشية”، وبما أن تجارة المواشي هي أنشط السلع التجارية بين تشاد ومالي والسودان، فقد بدأ في تقديم خدماته لقوافل تجارة المواشي لحمايتها من السرقة (من لم يدفع للحماية تتم سرقته)، حسب المصادر. وبعد ذلك سيطر على خطوط التجارة مع كل من تشاد وليبيا.
وفي هذا السياق، قال المؤرخ السوداني بابكر الطيب إن طبيعة عمل حميدتي جعلته دائم التنقل بين الكثير من البلدان العربية والأفريقية مثل ليبيا وتشاد وغيرها، وساعده العمل في التجارة على أن يجمع ثروة طائلة أعطته القدرة على القيام بتكوين المليشيات المُسلحة وهذا الأمر قد لفت نظر الحكومة السودانية بقوة، ولذلك فقد عملت على أن تضم هذه التحالفات إلى صفوفها في حربها بدارفور لقمع الاحتجاجات هناك.

إن حميدتي لم يكتف بالتجارة، ولكن تصارع عبر قوات الدعم السريع، مع المزارعين في مناطق دارفور بسبب موارد “الماء والكلأ والأرض”، ثم تطور البحث عن المال في ظل الحروب المختلفة إلى البحث عن الغنائم بهدف خدمة أصحاب الأجندات السياسية والحربية.

تمويل من الإمارات والسعودية وسيطرة الإمارات على الجيش السودانى
يتمثل المصدر الثاني لثراء حميدتي في الأموال التي يحصل عليها من السعودية والإمارات مقابل مشاركة جزء من قواته ضمن التحالف العربي في اليمن، كما ثبت حصول مقربين منه على أموال من الدولتين الخليجيتين من خارج الموازنة. 

ويحصل حميدتي على مبالغ بمئات ملايين الدولارات من الرياض وأبوظبي

ووقعت الإمارات اتفاقاً منفصلاً مع حميدتي لإرسال قوات من مليشياته من الجنجويد إلى اليمن، في أعقاب بدء الحرب ضد الحوثيين عام 2015، حيث تقوم هذه المليشيا بحماية ميناء الحديدة والحدود السعودية مع اليمن. وحسب تصريحات حميدتي فإن لديه حالياً نحو 30 ألف مقاتل في اليمن.

وكان البشير، الذي تولى حكم السودان في الفترة ما بين عامي 1989 و2019، أقر باستلامه 90 مليون دولار من السعودية ومليون دولار من الإمارات.
وقال البشير أثناء محاكمته، إن هناك مبالغ سلمها لنائب قائد الدعم السريع حميدتي (عبد الرحيم دقلو).
وأقر البشير بحسب إفادات المحقق في جلسة المحاكمة بأنه صرف تلك الأموال من دون مستندات.
أموال الحرب في دارفور
مع تصاعد حرب دارفور كان حميدتي صاحب السلطة هناك ويتصرف فيها كحاكم منفرد لا يخضع إلا لسلطة البشير.
و” وقعت الإمارات اتفاقاً منفصلاً مع حميدتي لإرسال قوات من مليشياته من الجنجويد إلى اليمن، في أعقاب بدء الحرب ضد الحوثيين عام 2015″كان يأخذ بالتالي ميزانية خاصة من الحكومة، ولكنها لا تمر بديوان المحاسب العام أو تخضع للمراجعة وإنما يجيزها البشير فقط.

من خلال النفوذ أصبحت الحرب مقابل المال والسلاح، فالنظام يريد الحماية، والدعم السريع لم ينس صراعه الأول من أجل المال، ودخلت القوات في ظل تعقيدات الأوضاع المحلية والإقليمية إلى مرحلة جديدة.
وما ساهم في صعود نفوذ حميدتي المالي والعسكري، شره السلطة لدى البشير في حربه ضد منطقة دارفور غرب السودان، وتدريجياً أصبح الرئيس المخلوع يعتمد عليه في قمع المعارضين مقابل منحه سلطات مطلقة في منطقة دارفور والسيطرة على خطوط التجارة وحرس الحدود ومنحه الأموال المطلوبة لتنفيذ المهام.

السيطرة على الذهب
مع مرور الوقت ذهب حميدتي نحو تعظيم ثروته عبر الذهب في منطقة جبل عامر الغنية بالذهب. رغم أن وزارة المعادن قد منعت استخدام مادة “السيانيد” في عمليات التنقيب عن الذهب، إلا أن شركته (الجنيد) تستخدم تلك المادة المؤثرة على المواطنين والبيئة دون رقيب، مؤكدا أن الشركة تحتكر “كارته الذهب” من بقايا التنقيب الأهلي الموجود في دارفور.

إن السيطرة كانت شبه كاملة لقائد قوات الدعم السريع على الذهب السوداني، والضوء الأخضر من قبل حكومة البشير جعل ثروات المعدن الأصفر متاحة للتهريب إلى دولة تشاد وتحويل المنفعة لحساباتهم الشخصية بجانب الحسابات المتوافرة في الإمارات التي يقوم بالنيابة عنه شقيقه (اللواء بقوات الدعم السريع عبد الرحيم دقلو) بالتصرف فيها، وما يؤكد ذلك هو تردده إلى الإمارات كثيرا خلال الفترة الأخيرة”.

وحسب المدير التنفيذي لمؤسسة السلام العالمي الأميركية، أليكس دي وال، في مقال نشره موقع “بي بي سي” الإنكليزي في يوليو/ تموز الماضي، برزت خريطة ثراء جديدة لحميدتي يقودها الذهب الذي بات يمثل 40% من صادرات السودان.
ويشير أليكس دي وال، إلى أن حميدتي أسس مجموعة الجنيد، التي توجد لها مكاتب في واشنطن ودبي ويديرها أخوه عبد الرحمن دقلو، وكانت تقوم الشركة بتعدين الذهب وشحنه مباشرة إلى دبي.

التجارة فى عصابات الهجرة غير الشرعية 

أما المصدر الخامس لثراء حميدتي، فكان المقابل الذي حصل عليه لمواجهة الهجرة غير الشرعية، إذ حصل على مئات ملايين الدولارات من أوروبا وتحت سمع وبصر البشير مقابل حراسة الحدود ومنع الهجرة إلى القارة العجوز.
كانت نسبة كبيرة من أموال أوروبا تذهب مباشرة لحسابات خاصة يشرف عليها حميدتي ولا تقع تحت رقابة الأجهزة الحكومية في السودان ولا تدخل في الموازنة.

وفي مقابلة شهيرة ببرنامج “حال البلد” بتلفزيون سودانية 24 في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي طالب قائد قوات الدعم السريع بشكل واضح بضرورة دفع الاتحاد الأوروبي المقابل المالي اللازم مقابل الجهود التي تقوم بها قواته في وقف المهاجرين.
وفي السياق، يتهم أستاذ الاقتصاد في الجامعة الأميركية، حامد التجاني، قوات الدعم السريع بقيادة حميدتي في الاتجار بالبشر وليس منع الهجرة غير الشرعية عن طريق علاقاتها مع عصابات المهربين في ليبيا، مشيرا إلى أن الاتجار بالبشر أصبح أحد أهم الموارد المالية التي تعتمد عليها مليشيات الدعم السريع في تمويل نفسها.

ويقول التيجاني في تصريح لشبكة عاين (موقع محلي مستقل أسسه سودانيون) إن قادة في الدعم السريع أصبحوا يعملون وسطاء في عمليات هجرة غير شرعية وتهريب البشر.
وحسب شبكة عاين، تقدر تقارير أموال المساعدات التي دفعها الاتحاد الأوروبي للسودان بموجب عملية الخرطوم للقيام بمهمة مكافحة الهجرة غير الشرعية بـ200 مليون يورو في الفترة بين 2016 و2018.

محمد حمدان دلقو حميدتي  أحد رجال العصابات والمجموعات المسلحة قد تحول فجأة إلى سياسي ورجل دولة

قال نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان “محمد حمدان دقلو” (حميدتي)، إن مصلحة بلاده هي إقامة علاقات مع إسرائيل، مؤكدًا أنه يرى أن تبحث بلاده عن مصلحتها، دون اعتبار إلى ما سماه “العواطف”.

جاء ذلك، في تصريحات له خلال لقائه مع فضائية “سودانية 24” (محلية خاصة)، مساء الجمعة، قال فيها: “أنا بشوف احنا نشوف مصلحتنا وين (أين)، مش بالعواطف… في المنابر يتكلموا (يقولوا) احنا نموت قبل ما… كله كذب، ماتوا وين، ما ماتوا ولا شافوا الموت”.

وأضاف نائب رئيس مجلس السيادة السوداني: “نحن مع الدولة الفلسطينية، لكن كن جانبنا (معنا) يا أخي، اتحاصرنا كم سنة يا أخي، كل الشروط التي تجعلنا نخرج من القائمة أوفينا بها”.

ورأى “حميدتي” أن “إسرائيل متطورة، كل العالم شغال مع إسرائيل، الدول العظمي شغالة مع إسرائيل، من الناحية التقنية والزراعة نحن نحتاج إلى إسرائيل صراحة، ولا خايفين من زول (أي رجل)، عايزين علاقات وليس تطبيعا”.

وشن “حميدتي” هجوما على التيارات السياسية المعارضة للتطبيع في السودان، قائلا إنها ترفع “شعارات كاذبة”، ودعا السودانيين إلى “ضرورة النظر إلى مصلحة بلادهم”.

وذكر أن الرئيس المخلوع “عمر البشير”، أخبره في وقت سابق عن عزمه إقامة علاقات مع إسرائيل.

وقال “حميدتي”: “نحن إسرائيل لا تربطنا حدود معها، والشعب الفلسطيني مفترض نقف معه في قضاياه، لكن نحن لسنا أقرب من الناس”.

ورأى أنه “شئنا أم أبينا، موضوع رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب مربوط مع إسرائيل”.

والسودان مُدرج على قائمة الإرهاب الأمريكية منذ 1993، بسبب تواجد زعيم تنظيم “القاعدة” الراحل “أسامة بن لادن” على أراضيها، وهو ما يعرقل حصولها على تمويل أجنبي.

وسبق أن عرضت الولايات المتحدة والإمارات على الخرطوم، مليار دولار كمساعدات معظمها في مجال الوقود ووعود في استثمار، من أجل توقيع اتفاق تطبيع كامل للعلاقات مع إسرائيل، وذلك خلال محادثات أجرتها الأطراف الثلاثة في أبوظبي، حسبما نقلت صحيفة “واشنطن بوست” عن مصادر.

ووفق الصحيفة الأمريكية، لم يتضمن العرض الأمريكي الإماراتي تقديم عملة صعبة؛ وهي التي يحتاجها السودان بشكل ملح نظرا لانهيار العملة المحلية وزيادة معدلات التضخم.

بالمقابل، طالب الجانب السوداني بمبلغ ضعف المعروض كثمن للتطبيع.

وفي وقت لاحق، قال مسؤولون سودانيون، إن المحادثات تعثرت بسبب مخاوف المفاوضين السودانيين من التعجل للتطبيع مع إسرائيل دون حزمة إنقاذ اقتصادي كافية لجعل الصفقة مقبولة.

يضاف إليها مخاوف من قبل الحكومة السودانية، تتعلق باحتمال تسبب صفقة التطبيع في اندلاع اضطرابات شعبية ضد الحكومة غير المنتخبة والتي تعاني من وضع صعب.

وفي 26 سبتمبر/أيلول الماضي، قال رئيس الحكومة السودانية الانتقالية “عبدالله حمدوك”، إن بلاده ترفض ربط حذف اسمها من قائمة الإرهاب بتطبيع العلاقات مع إسرائيل.

وأضاف أن الأمر بحاجة إلى نقاش عميق في المجتمع السوداني.

وفي تصريحات مماثلة، أكد “حمدوك” أن حكومته “لا تملك تفويضًا” لاتخاذ قرار التطبيع مع إسرائيل، “وهذا الأمر يتم التقرير فيه بعد إكمال أجهزة الحكم الانتقالي”.

ويشهد السودان فترة حكم انتقالية، بدأت العام الماضي، وتستمر 39 شهرًا. ويتبادل خلالها الجيش وائتلاف “قوى إعلان الحرية والتغيير” السلطة، بعد احتجاجات انتهت بعزل الرئيس السابق عمر البشير في 11 أبريل/نيسان 2019.

وبعد قرابة أسبوعين من توقيع الإمارات والبحرين، اتفاقين لتطبيع العلاقات مع إسرائيل برعاية أمريكية، قال وزير الاستخبارات الإسرائيلي “إيلي كوهين”، إن مزيدا من الدول العربية والأفريقية ستنضم إلى اتفاقات التطبيع مع إسرائيل، وذكر منها السعودية وسلطنة عمان والسودان وتشاد.

أخيرا فض ساحة إعتصام القيادة العامة

أعادت أشلاء القتلى المتفحمة وأجساد الجرحى الدامية المتناثرة على حافتي الشوارع أمام مقر القيادة العامة للجيش السوداني، “بشاعة” عمل ميليشيا الجنجويد التي يستعملها نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي محمد حمدان دقلو المعروف بـ”حميدتي”، للتمكن من السلطة وحكم السودان بيد من حديد.

ميليشيا مسلحة عملت لسنوات طوال في دارفور، حيث روعت الأهالي هناك وقضت مضاجعهم وحولت حياتهم إلى كابوس يتمنون ساعة نهايته، وها هي الآن تتنقل إلى مكان عملها الجديد، الخرطوم، وإن كان في ثوب رسمي تحت اسم ” قوات الدعم السريع”.

فض اعتصام القيادة

 اقتحمت “قوات الدعم السريع” (الجنجويد) ساحة الاعتصام أمام مقر القيادة العامة في الخرطوم، لتنفذ مذبحة تضمنت قتل عشرات المعتصمين وإلقاء جثثهم في نهر النيل بعد التنكيل والتمثيل بهذه الجثث، فضلاً عن ارتكاب جرائم اغتصاب وترويع بحق النساء والأطفال ونهب ممتلكات المواطنين وأغراضهم، في تكرار لما فعلته وتفعله هذه الميليشيا في إقليم دارفور منذ عام 2003.

اقتحمت قوات الدعم السريع الاعتصام، وبدأت بقتل المعتصمين بدم بارد، وبضرب كل من يعترض طريقها بالعصي والذخيرة الحية، رغم هتافهم “سلمية سلمية”، وفق ما بينته مقاطع فيديو نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي توثق عملية الاقتحام.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى