سفر وسياحة

هل حلمت من قبل بتأسيس دولة جديدة؟ الأمر ليس خيالياً تماماً.. هكذا يمكنك أن تنشئ دولتك الخاصة

هناك عدة طرق لتأسيس دول جديدة؛ يمكن على سبيل المثال لدولة أكبر أن تستعمر دولةً أصغر وتغيّر اسمها، ويمكن أن يحدث العكس، فتتمرَّد مستعمرة صغيرة ضدَّ الاستعماريين وتحصل على الاستقلال.

لكن في مخيلة بعض الأشخاص توجد فكرة أشبه بالحلم، وهي تأسيس الدولة الخاصة بهم من الصفر، مع كتابة دستور جديد، والتخلص من كل السياسات  التي يرونها لا تجدي نفعاً.

إذا كنتَ قد فكَّرت يوماً في إجراء هذه التجربة واختبارها مع عشرات من أصدقائك المقربين فأنت لا تهذي، فهناك اليوم مشاريع جادة تخبرك بكيفية القيام بذلك.

هناك العديد من النظريات حول هذا الأمر، ولكن بكلمات قليلة ووفقاً لإعلان اتفاقية مونتيفيديو لحقوق وواجبات الدول تكون الدولة دولة إذا توفَّرت بها المؤهلات التالية:

ما الذي تعنيه كلمة دولة من دون سكان؟ في العصر الحديث ستساعدك التكنولوجيا كثيراً في استقطاب السكان.

يمكنك إنشاء موقع إلكتروني للوصول لأصحاب الفكر المشابه، وامنحهم أسباباً مقنعة للقدوم والعيش في جمهوريتك الجديدة.

قرِّر ما تريده منهم من أوراق وتعليمات؛ كي تمنحهم الجنسية، وحدِّد إذا ما كان عليهم  المرور باختبار مواطنة.

توجد مناطق أخرى في نفس الوضع من النسيان القانوني، مثل (بير الطويل)  بين مصر والسودان، التي لا يُعلن أيٌّ منهما وقوعها تحت حكمه، فهي مجرد قطعة أرض من الرمال لا تحوي أي عناصر للجذب.

هناك أيضاً أجزاء من القارة القطبية الجنوبية لا يملكها أحد، لكنَّ الطقس شديد البرودة، بالإضافة إلى أنها واقعة تحت إدارة الدول العظمى في العالم، ولن يَسمح لك أحدٌ بوضع علم دولتك الجديدة وادّعاء أنها صارت مِلكك.

تعد المحيطات فرصةً جيدةً لإقامة دولة جديدة لأي شخص لديه رمال كافية، مجازياً وحرفياً، لبناء جزيرة وإنجاز المهمة.

بموجب القانون الدولي، فإن المياه الدولية ليست مملوكة لأي دولة.

إن الأرض لا يشترط أن تكون طبيعية، فقد تكون صناعية كالقواعد العسكرية في البحار، ولكي تتحقق السيادة لا يشترط اعتراف دولي بها.

نجد مثلاً أن ليستر همنغواي حاول إنشاء دولة مجهرية خاصة به، سماها نيو أتلانتس في البحار الجامايكية في الستينات، وأنشأ لها عملة وعَلماً وحكومة، لكن  بلده المتواضع تعرَّض للغرق أثناء عاصفة مدارية.

يمكنك شراء دولتك إذا كنت ثرياً بما يكفي، لكن ينبغي عليك هنا أن تقنع الدولة صاحبة الملكية لهذه الأرض بالتنازل عنها لك.

على سبيل المثال حاول مجموعة من المتحرين شراء جزيرة السلاحف من دولة هايتي الفقيرة، ولكن قوبل طلبهم بالرفض.

قم بتحديد نظام الحكم الخاص بدولتك، هل هو ديمقراطي أم استبدادي، أم ملكي، أم ديني. سيكون للخيار الذي تقوم به تأثير على شخصية المواطن ونوع وعمق القرارات اللازمة لدعم الدولة والحلفاء المحتملين للدولة من الدول الأجنبية.

عليك أن تضع دستوراً ونظاماً للقوانين، يُحدِّد حقوق مواطني ليبرلاند، ويحدد القواعد التي يجب على جميع الناس الالتزام بها داخل الدولة، لا أحد يريد أن تفقد أمة جديدة لامعة بريقها بسبب شيء من الفوضى الكاملة!

من المفيد أيضاً العثور على حلفاء يريدون إما الموارد الطبيعية الموجودة في بلدك، أو التعاطف مع محنتك أو كليهما.

إن الاعتراف دولياً بالاستقلال من قبل الدول الأخرى يُضفي الشرعية على الدولة، وخصوصاً إذا كانت دولاً كبيرة سيُعطيك هذا مصداقية كبيرة.

ربما تكون أكبر جائزة للاعتراف بدولتك من أي دولة، هي دعوة للانضمام إلى الأمم المتحدة كعضو، التي يتم تقديمها فقط إلى الدول المستقلة التي لا خلاف عليها.

بمجرد خروجك من سيارة الليموزين السوداء هذه في وسط مانهاتن لتحية زملائك الأعضاء في مبنى الأمم المتحدة، ستعرف أن أحلامك قد تحقَّقت.

حسناً، الآن لديك سكان وحكومة وأرض، المعايير الثلاثة المقبولة عموماً لتأسيس بلد بعد ذلك يجب أن تعلن استقلالك.

من المرجح أن يفاجئ هذا الإعلان الحكومة كثيراً، هذه المفاجأة قد يعقبها بسرعة غضب بمجرد أن تدرك الحكومة أنك جاد، أو يعقبها عدم اكتراث بما تفعل.

قد يتبعها غزو عسكري إذا كانت دولتك الجديدة مخالفة لحدود الدول المعترف بها، أو المعاهدات القائمة، أو حقوق الإنسان أو أي بروتوكولات قانونية أخرى.

إن مصطلح الدول المجهرية Micronation أو بلدان وهمية، أو دول مضادة، أو دول غير معترف بها، أو دول سريعة الزوال، كلّها مصطلحات تُستخدم لوصف البلدان التي تم إعلان استقلالها من قبل أفراد أو مجموعات صغيرة فشلت في تحقيق اعتراف دبلوماسي مطول.

في كثير من الحالات أعلن مؤسسو هذه الدول  السيطرة على الأراضي الموجودة بالفعل «في كثير من الأحيان  تكون جُزراً» أعلنت هذه الدول الاستقلال، واعتمدت دساتير، وسعت إلى الحصول على اعتراف دبلوماسي، وأصدرت جوازات سفر وما إلى ذلك.

الحقيقة أننا نعيش في عالم به العديد من الدول المجهرية المتناهية في الصغر، التي يحكمها ملوك ورؤساء لم يعترف بهم أحد، في الواقع إذا استطعت أن تتغاضى عن اعتراف الأمم المتحدة بك فاعلم أن حلمك ليس بعيد المنال.

من بين هذه الدول:

كان فيت جيدلكا عضو حزب المحافظين للمواطنين الأحرار في جمهورية التشيك، وقد أسَّس جمهورية ليبرلاند الحرة في 13 أبريل/نيسان 2015، بعد أن أدرك أنه لا يستطيع تحقيق إصلاح سياسي ذي معنى في جمهورية التشيك.

أسَّس فيت جيدلاً قطعة أرض مساحتها 2.7 ميل مربع على طول نهر الدانوب، وسمَّاها دولة ليبرلاند، تملك الدولة الصغيرة بالفعل موقعها الإلكتروني الخاص بها، وعلمها، وشعارها الوطني «عِش ودع غيرك يعيش».

تبعاً لموقع الدولة على الإنترنت يجب على المواطنين المحتملين للدولة تلبية المتطلبات التالية: احترام الآخرين، بغضِّ النظر عن عرقهم أو دينهم، احترام الملكية الخاصة، لا توجد علاقات شيوعية أو نازية أو علاقات متطرفة أخرى.

منذ تأسيس الجمهورية حظيت دعوات جيدلكا بالحصول على شعب لبلاه بالقبول، فهناك أكثر من 200 ألف شخص تقدَّموا بطلبات للحصول على الجنسية من جميع أنحاء العالم، حسبما قال جيدلا لـموقع بيزنس انسايدر، فإنه بسبب القيود الجغرافية من المتوقع أن يبلغ عدد السكان حوالي 35000 نسمة، ولكن ليس كل المواطنين سيعيشون في ليبرلاند.

حتى الآن لم يتم الاعتراف بليبرلاند رسمياً من قبل أي دولة على مستوى العالم.

عندما اعتمدت أستراليا قانوناً يحدد المساحة القصوى المسموح لمواطن واحد بتملكها من أراضي البلاد، ضمَّ الملك ليوناردو ماسلي (توفي عام 2013)  مزرعته ومزارع مجاورة تبلغ مساحتها 517كم مربعاً، وأعلنها دولةً مستقلة، ونصَّب نفسَه ملكاً عليها عام 1970، وذلك احتجاجاً على قرار الحكومة.

لم تقابِل الحكومة الأسترالية إعلان الاستقلال للملك ليوناردو وانشقاقه عنها بأي اهتمام، ليستمر الحال على ما هو عليه.

أسس الملك صحيفة، وأصدر عملةً محليةً، ليتطوَّر الأمر لاحقاً بإصدار جوازات سفر، كرمز للسيادة والاستقلالية، لكن دون أن يهتم بذلك أحد، سوى عدد من وسائل الإعلام المحلية التي كانت تلقي الضوءَ عليه من حين لآخر.

بقدر ما يبدو هذا النهج صعباً ومكلفاً، شكَّل المليونير والناشط السياسي مايكل أوليفر جمهورية مينيرفا في عام 1972 من خلال بناء جزيرة اصطناعية على جزيرتين مغمورتين  جزئياً.

أعلنت جمهورية مينيرفا استقلالها، في 19 يناير/كانون الثاني 1972، مع أوليفر رئيساً لها، واعتمدت (دولار مينيرفا) عملة لها، وكان يسكنها حوالي 42 شخصاً.

حكم أوليفر بلده لمدة شهر، قبل أن يطالب حاكم دولة تونغا القريبة بالجزر وسرعان ما احتلها.

هناك أيضاً جزيرة «سيلاند»، القريبة من سواحل بريطانيا الشمالية، التي تم إنشاؤها كقاعدة عسكرية لبريطانيا أثناء الحرب العالمية الثانية|.

لكن بعد ذلك  سيطر عليها في البداية الجنرال البريطاني السابق «روي بيتس عام 1967» هو وزوجته وأبناؤه، ونصّب نفسه عليها أميراً، وفي عام 1974 صكّ عملة لبلده وهي (دولار سيلاند)، وأصدر جوازات سفر لمن أرادوا الحصول على الجنسية.

في وقت ما كان حاملو جوازات السفر يدخلون الولايات المتحدة من دون تأشيرة، لأنها لم تكن من الدول المحظور إدخال مواطنيها بالنسبة للولايات المتحدة.

أُنشئت هذه الجمهورية كردّ فعل من سكان منطقة ويست كيز في ولاية فلوريدا، على نشر الحكومة الأمريكية دوريات وحواجز أمنية في الطريق إلى منطقتهم، مما أدى إلى إلحاق الضرر بالسياحة من وجهة نظرهم. فأعلنوا استقلالهم.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى