الأرشيفتحليلات أخبارية

هل ستكون اصلاحات بن سلمان ايذاناً بزوال ملك ال سعود …!!

بقلم الإعلامية التونسية
عايدة بن عمر
كانت اصلاحات غورباتشوف (البيروسترويكا – إعادة البناء -) والتي انتهجها للتقرب من الغرب سبباً لانهيار الامبراطورية السوفيتية بعدما كانت مدخلا لاسقاط المحرمات الشيوعية التي كانت تحكم السياسة السوفيتية على مدى سبعين عاما.
وعلى نفس السياق كانت حركة الاصلاح العثماني التي فرضتها الدول الغربية كانت سببا في ايصال الإمبراطورية إلى حالة الاستلام الحضاري للغرب،وبذريعة مواكبة الغرب أصدر السلطان محمود الثاني فرمانا برفع يد الهيئة الإسلامية عن الإشراف على التعليم،واتجه بالبلاد إلى تقليد أوروبا حتى إنه استبدل بالعمامة الطربوش،والعباءة والجلباب بالبذلة الغربية.
ثم اعقبه السلطان عبد المجيد الأول فأصدر خط همايون حرب القرم بمثابة هدية إلى إنجلترا وفرنسا ليستجيب لمطالبهما في الفصل العلمي بين الإسلام والمؤسسات العثمانية ..
وشيئا فشيئا وتحت بند الاصلاح ارضاءا للغرب دبت الفوضى وخرجت النساء في رمضان 1909،الى الطرق وشاركن في المهرجانات وارتدين لباساً خفيفاً.وأعلن بعض الشبان إفطارهم بذريعة”سيادة الحرية”. وانقلبت الاصلاحات سريعاً الى فوضى حتى سقطت الخلافة ..
وهذا مايحصل اليوم تماما في مملكة سدوم في محاكاة خط سقوط الامبراطوريتين السوفيتية والعثمانية في تكرار نسخة طبق الاصل عن سيناريو سقوطهما.
وفي ذات الاطار يمكن تثبيت ملاحظة جديرة بالاهتمام تتمثل في ان الدول الاوروبية حينما ارادت اسقاط الدولة العثمانية فانها عملت على الفصل بين الدولة العثمانية وعمقها الستراتيجي المتمثل باوربا الشرقية والبلقان بلغاريا وصربيا واليونان والجبل الأسود،وهذا هو ماقامت به امريكا بالضبط مع الاتحاد السوفيتي حين اسقطت الانظمة الموالية له في بولندا وبلغاريا ورومانيا الى ان تم الاحتفال بالانتصار الحاسم باسقاط جدار برلين ونهاية حلف وارشو،واليوم يتم تدشين نفس التجربة في فصل السعودية عن محيطها الاقليمي عبر انتزاع اليمن وسوريا ولبنان والعراق لتكون السعودية بلا عمق ستراتيجي مما يجعلها مثل الحائط الآيل للسقوط في أية لحظة يصدر فيها القرار بانهاء وجود آل سعود وتقسيم مملكتهم..
الغريب في كل تلك التجارب ان الحاكم السفيه هو الذي يمنح للعدو فرصة الانتصار ويقدم له النصر على طبق من ذهب …
نفس التاريخ يعيد نفسه ونفس السيناريو يتكرر وماسفاهة بن سلمان سوى خطوة على طريق اسدال الستار على حكم مملكة سدوم ولكن القطيع لايفقهون …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى