كتاب وادباء

هل سنعيش لنرى ذلك اليوم …!؟.

 هل سنعيش لنرى ذلك  اليوم …!؟. 

بقلم الأديب والمحلل السياسى  

السعيد الخميسى

السعيد الخميسى

* هل من هم في مثل أعمارنا سيعيشون ليروا بأعينهم  حتى ولو يوما واحدا  , مصر التي يتمناها كل المصريين , وقد خلعت ربقة الضعف والهوان والتبعية وشعبها مصون كرامته , محفوظ هيبته , لايتلاعب أحد بإرادة شعبها مهما كانت قوته وطغيانه…؟ . هل سنرى اليوم الذي لايقتل الشعب بعضه بعضا على طوابير الغاز والخبز..؟ هل سنرى اليوم الذي لاتقول أي سلطة حاكمة في أي زمان للشعب اربطوا الحزمة وضيقوا البطون وجوعوا يوما واشبعوا يوما , وفى الوقت ذاته يرى الشعب المليارات المهربة وكأنه لاصاحب لها وقد نهبت وسرقت من أموال لشعب البائس الفقير ..؟..؟ هل سنرى اليوم الذي لاينقسم فيه أبناء الشعب إلى أسياد وعبيد..؟..؟ هل سنرى اليوم الذي لايكون فيه القاضي هو الخصم والحكم..؟ هل سنرى اليوم الذي أفتخر فيه وأعتز بأنني مصري شحما ولحما..؟ هل سنرى اليوم الذي يقف فيه كبار القوم أمام المحاكمة إن هم نهبوا وسرقوا وقتلوا..؟ هل سنحيا لنشاهد انتخابات حرة نزيهة بلا تزوير أو تزييف أو تحريف..؟

* هل سنعيش لنرى مصر وفيها قضاء مستقل وإعلام مستقل وبرلمان منتخب بلا تزوير..؟ هل سنحيا لنرى مصر وقد نهضت من كبوتها ووقفت على رجليها قائمة كالنخلة الباسقة , يأكل الكل من خيراتها ويستظل الجميع تحت ظلها..؟ هل سنحيا لنرى مصر وقد صعدت على ربوة عالية مرفوعة الرأس مشدودة القوام وهى تنشد وتقول ” وقف الخلق جميعا ينظرون كيف ابني قواعد المجد وحدي , وبناة الأهرام فى سالف الدهر كفوني الكلام عند التحدي..؟ هل سنحيا لنرى مصر فيها قانون يطبق ودستور يحترم ومجلس نيابي قوى قادر على محاسبة الحكومة وعزلها إن لزم الأمر..؟ هل سنحيا لنرى مصر وفيها سياسة واضحة واقتصاد قوى وسلطات أمن لحماية الوطن قبل حماية النظام..؟ هل سنحيا لنرى مصر الدولة ليست هى مصر النظام..؟

* هل سنعيش جميعا لنرى مصر تناطح الدول العظمى فى استقرارها واقتصادها وأمنها وسياستها واحترامها لحقوق الإنسان “المصري..؟ ” هل سنحيا لنرى مصر وقد أصبحت جنسيتها شرف يسعى إليه الجميع , وليست عبأ يتهرب منها المصريون حتى يحرروا من المعتقلات إن هم تخلوا عن جنسيتهم ..؟ هل سنحيا لنرى الباطل باطلا والحق حقا فى وطني..؟ هل سنحيا لنرى أصحاب الكفاءة وليس أصحاب الثقة فى المناصب العليا للدولة..؟ هل سنحيا لنرى كل الشعب سواسية أمام القانون والدستور لافرق بين ابن الوزير وابن الغفير ..؟ هل سنحيا لنرى مصر وقد خرجت من عنق الزجاجة الذي مازلنا فيه من أيام الراحل الرئيس السادات..؟ هل سنحيا لنرى اليوم الذى يكون فيه رقاب الجميع تحت سيف القانون بلا مجاملة أو تمييز طائفي عنصرى..؟.
* هل سنعيش لنرى مصر رغم الداء والأعداء كالنسر فوق القمة الشماء..؟ هل سنحيا لنرى مصر وقد انتصرت فى معركة الأمية وقضت على مشكلة الفقر وانتهت من مشكلة البطالة والعشوائيات وأطفال الشوارع وحوادث الطرق وسقوط العمارات وتهريب المليارات وانتشار الفيروسات وتزوير الانتخابات ..؟ هل سنحيا لنرى مصر دولة قوية لاتخشى أحدا , ولاتمد يدها لأحد , ولا تركع فى قبلة أى نظام عالمي , ولا تأخذ قراراتها وتحدد سياسيتها حسب أملاءات خارجية لاتريد لها خيرا ولا نهضة ولا قوة ولا استقرارا ..؟ هل سنحيا لنرى نوابا للبرلمان لايصفقون ويوافقون دون فهم أو وعى أو دراية..؟ هل سنرى نائبا قويا يستوجب الحكومة والوزراء ولايخشى فى الحق لومة لائم..؟ هل سنحيا لنرى اللحظة التى تكون فيها مصر ملكا لكل المصريين بلا تفرقة أو عنصرية أو تمييز..؟

images3WY2WWNV

* هل سنعيش لنرى شعبا واعيا فاهما قويا مثقفا ومتعلما لاتضحك عليه أى سلطة حاكمة فى أى وقت وزمان وتستدرجه  إلى حروب وهمية ومشروعات صورية وتخدعه بخطب سياسية شكلية لاواقع لها على أرض الواقع..؟ هل سنحيا لنرى الحاكم يخشى الشعب ويعمل له إلف حساب ولانرى الشعب وهو يخشى الحاكم ويركع تحت قدميه منتظرا منه لقمة إحسان..؟ هل سنحيا لنرى مصر دولة تعتمد على نفسها وعلى سواعد أبنائها فى إنتاج غذائها ودوائها وسلاحها لتسترد قوتها وعزتها بين الأمم..؟ هل سنحيا لنرى مصر فى زيها الجديد , وطنا ديمقراطيا قويا , يحترم فيه المواطن , ويحرم فيه دمه , ويصان فيه شرفه وكرامته وعرضه , وتحترم فيه نتيجة صندوق الانتخابات..؟ هل سنحيا لنرى مصر وقد خلت تماما من مراكز القوى فى السياسة والإعلام والاقتصاد وبقية مؤسسات الدولة ..؟
* هل سنعيش لنرى وطنا أمنا مستقرا ليس فيه قتل بالمجان وإراقة دماء بلا سبب واعتقال وسجون بلا جريمة , واتهامات بلا دليل , وأحكام بالإعدام والمؤبد بلا قضية..؟ هل سنحيا لنرى مصر وقد صارات تصدر ولا تستورد , تعطى ولاتأخذ , تمنح وتمنع حسب قرارها ..؟ هل سنحيا لنرى مصر والجميع يعمل لها ألف حساب..؟ هل سنرى اليوم الذي لاتكون فيه مصر مطمعا للطامعين ونهبا للناهبين ومرتعا للراتعين الفاسدين..؟ هل سنحيا لنرى مصر وقد أعلنتها صراحة : انتهى عهد الخوف وزوار الليل واقتحام غرف النوم , انتهى عهد الظلم والطغيان , انتهى عهد الاستبداد والاستعباد , انتهى عهد التزوير والتحريف والتخريف السياسى , انتهى عهد الأسياد والعبيد , انتهى عهد الأمية والتخلف والفقر والأمراض والأوجاع..؟ هل سنحيا لنرى ذلك اليوم..؟ أم أننا فى الأحلام غارقون وفى نهر الأوهام سابحون وفى  تطلعاتنا للمستقبل مبالغون ..؟ الزمن جزء من العلاج والأيام هى التي ستجيب على هذه الأسئلة الحائرة إما سلبا أو إيجابا .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى