الأرشيفكتاب وادباء

هل نحن مجبرون انتظار رئاسيات 2019 ؟

 بقلم الباحث والمفكر السياسي
رضا بودراع
عضو منظمة اعلاميون حول العالم
لماذا عليكم انتظار رئاسيات 2019 ؟؟
وهي لا تنتج رئيسكم ولا تبني دولتكم ..بل تنتج رئيسا يخدم المحتل ودولة تسجن شعبا ؟
لماذا القبول الطوعي بانتاج العبودية والخروج عن الفعل الحضاري ..؟
لماذا علينا  ان نطلب دائما الحرية من المحتل ؟؟؟
لماذا علينا هذه المرة ان نطلب رفع الوصاية من معبد الوصاية؟؟!!
لماذا علينا ان نطلب العفو من الذي وجد للإدانة اصلا ؟!
لماذا علينا ان نطلب الحق في منظومة سالبة للحقوق ؟!
لماذا علينا ان نطلب الحل في مصنع اليأس والفشل؟!
لماذا علينا ان نلتزم بقواعد المحتل ولا تزيد الا من قابليتنا للاحتلال ؟؟!!
لماذا علينا الانتظار اربع سنوات لنأخذ قرار انقاذ سفينتنا التي تغرق الآن ؟؟!!
لماذا علينا الاتزام بالزمان والمكان والقواعد التي يحددها المحتل؟؟
سكان ورقلة خلقوا وضعا خارج   قواعد السجن.. سجن القانون وسجن الادارة وسجن الاعلام

لقد قاموا بتنظيم حراكهم واختيار ممثليهم وتحديد قواعد اللعبة وفق ماتوافقوا عليه ..و هم الذين حددوا الزمان  والمكان وطبيعة الحدث ..واختاروا اعلاما بديلا عن اعلام ادارة السجن ..في المقاهي والشوارع والمساجد والانترنت ..في ظاهرة جريئة خارج الصندوق ..
وهي تشبه الى حد كبير ما يسمى داخل ادارة السجن   “بالحملة الانتخابية البلدية على الاقل” 
هذا هو الابداع عندما يقرر المجتمع ان يأخذ زمام المبادرة ..ويتجاوز القابلية للهيمنة 
وهذه التجربة يمكن استنساخها كمنصة عمل في كل الولايات والبلديات والقرى و حتى الاحياء  داخل المدن الكبرى
حيث تقلل مساحات الاختراق و تحيد ادوات الثورة المضادة من ادارة السجن
فالناس يعرف بعضهم بعضا ..
المساجد ..المقاهي ..النوادي ..الشوارع ..مؤسساتهم الفعلية التي يملكون فيها السيادة ..
وايضا العامل الاهم بعد ذلك فضاء الانترنت الذي يكسر عنهم حصار الاعلام ويبطل تشويه الادارة  ..
ان رئاسيات 2019 ليست قدرا ولا احد يلزمنا بها كشعب الا اذا ألزمنا بها انفسنا طوعا ..
نستطيع تقديمها او تأخيرها في الزمان الذي نقرره
والحل يكمن في عمليات بسيطة
ربما لا تغير الوضع على مستوى الادارة مباشرة ..والتي ستنتج مرشحها على كل حال ..
لكن اعتماد تجربة #ورقلة ..سيجعل كل ولاية تخرج ممثليها ..كنواة لانشاء المجمع الانتخابي الشعبي خارج اطار الدولة ..
ذات المجمع ينتج مرشحه وتجمع له التوقيعات على الارض .. وينتخب له في النت  بصفة مباشرة ..وايضا بما يجمعه الناس على الارض في قراهم و مدنهم ..
ربما تقولون ان الادارة ستنتج مرشحها على كل حال وسيحكم ..
اقول نعم اكيد هذا عملهم وهم يتقاضون عليه اموالا طائلة وبه يملكونكم ..
لكن الفرق الان ان الشعب جردهم من الشرعية  ..واستطاع ان يخرج مرشحين من رحم الشعب وليس من رحم 
توازنات وطنية” يصنعها المحتل ..
واستطاع ايضا ان يتجاوز لعبة الشطرنج السياسية لدى المعارضة والتي لا تزال محكومة بتفاهمات وعقود المحرقة ..
 بهذا العمل ..وبتغير العالم الان ..وبتوفر اللحظة الفارقة ..نستطيع ان نخطف حكم البلد بجدارة وبأيدينا الشرعية الكاملة .
في خلال كل ذلك تعمل العقول على انتاج الافكار والنظم التي تنتج بدورها نموذج الحكم الذي يختاره الشعب في ادارة دولته ..والقيادة التي تمثله.
ربما يقول البعض ان هذا يفصلكم عن الواقع ..
الحقيقة انه سيكون هناك انفصال ..لكنه انفصال عن واقع العبودية والهيمنة والذي يبدأ في اعمق مستوياته النفسية ..ليترجم واقعا ..
كما ان مجاراة ومداراة الواقع الاليم سيبقى قائما كمرحلة اولية ..
لابد لنا من امتلاك زمام المبادرة السياسية ..وخلق مساحة جديدة مبتكرة  تتيح للمجتمع فضاء اوسع للحرية و  قبلة الحياة  في انتاج  نظامه الخاص بديلا عن منظومة المحتل.
و لمن لا يستطيعون تصور الحرية خارج القفص ..اقول فلتحلقوا داخله اعلى ما استعطتم ولتفرغوا في ذلك جهدكم .. ..لن اعترض..فلربما اعتاد المرء على جمال “المقنين” في القفص  ..
لكن لا تسفهوا الصقر محلقا في السماء..انه جمال يعشقه أهل البادية .
وتحية لورقلة .
#الجزائر_في_خطر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى